في منتصف الثمانينات من القرن الماضي ظهر فيلم «الإنس والجن» ليحظى بحضور قوى في موسم العرض بالسينما المصرية آنذاك عبر قصة تمتزج فيها الحقائق بالهلاوس بالصراع والحبكة المرعبة، وهذا تقريباً مع الفارق ما يتسرب إلى ذهن المشاهد لفيلم «الإنس والنمس»، الذي يُعرض حالياً بدور العرض المصرية، ويستثمر في تشابه الاسم وجزء من الحبكة مع العمل الأول الأقدم الذي أصبح ينتمي الآن إلى فئة «الكلاسيكيات»، وكان من بطولة عادل إمام ويسرا وعزت العلايلي. لكن ومع ذلك فإن ثمة فوراق جوهرية بين العملين، فبينما يخلو العمل القديم من محاولة تقديم الضحك رغم شهرة بطله كفنان كوميدي وينحاز إلى مناقشة قضايا جادة مثل هيمنة الخرافات والمعتقدات الشعبية في مواجهة العلم، فإن «الإنس والنمس» يرفع شعار: «الضحك للضحك من خلال نخبة من نجوم الفكاهة يتقدمهم بطل الفيلم محمد هنيدي، وعمرو عبد الجليل، وبيومي فؤاد وسليمان عيد». أما عن المعالجة فهي تبدأ ببناء عالم بطل الفيلم «تحسين»، الذي يرث عن والده بيت الرعب بأحد دور الملاهي الكبرى، عبر نموذج شديد الثراء من الناحية الدرامية للبطل الكوميدي في السينما الحديثة حيث يتسم بـ«الفشل، وعدم التحقق، ويحط من قدره جميع أفراد عائلته، حتى أن والدته لا تتوانى عن معايرته بفشله»، وفي وسط مسيرته المعتادة تضعه الأحداث في علاقة مصادفة مع بطلة العمل الأخرى، نيرمين والتي تؤدي دورها منة شلبي غير أنها ومع تتابع الأحداث تُظهر له انتماءها لعالم آخر، وتتوالى المفارقات والمواقف.
ديدو – البعض لا يذهب للمأذون مرتين – مش أنا – العارف.. واحد منهم يستحق ثمن التذكرة | أمجد جمال
إلا أنهما يصدقان ما يحدث في النهاية وتلجأ فاطمة للمشعوذين، وتمارس جميع الطقوس التي طلبت منها ويوصي المشعوذ باللجوء إلى الزار وذبح الذبائح، إلا أن ذلك لا يجدي نفعاً وينتهى الأمر بالفشل وبموت المشعوذ قتلاً بشكل غامض من جراء علاقته بهذا العالم الغامض. وفي النهاية يظهر الدين كحل للمشكلة التي تنتهي باحتراق الجني ليذهب كما جاء. مراجع [ عدل]