التخطي للمحتوي مباشرة جديد الموقع قصة هود عليه السلام فوائد وعبر قصة هود عليه السلام فوائد وعبر خطبة بعنوان: قصة هود عليه السلام فوائد وعبر. قصه النبي هود عليه السلام. ألقاها الشيخ الدكتور: خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله تعالى. المكان: خطبة في يوم 13 ذي الحجة 1442هـ في مسجد السعدي بالجهرا. الخطبة الأولى: إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ). أما بعد فيا عباد الله: لقد بعث الله هودا عليه الصلاة والسلام إلى قومِه عادًا الأولى المقيمين بالأحقاف - من رمال حضرموت- لما كثر شرهم، وتجبروا على عباد الله وقالوا: {مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً}.
لم يتفكروا في حال الآباء.. أكانوا على صواب أم باطل,, بل بادروا بالرفض والتعصب لحال الآباء حتى ولو كان باطلاً. أرسل الله إلى عاد أخاهم هوداً أمرهم بأوامر واضحة يسيرة: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً, واتقوه فأطيعوا أوامره واجتنبوا نواهيه. قام الملأ (علية القوم) بدورهم المعتاد لتعلقهم بدنياهم واستكبارهم على الخلق والخالق فشتموا هوداً وسبوه ونعتوه بالسفاهة بدلاً من أن يتفكروا في دعوته ويتأملوا فيما جاءهم به خاصة أن دعوته لن تنقصهم شيئا!!! فهو لم يسألهم مالاً ولا طلب منهم تنازلاً عن أي منصب!!! فأجاب ببساطة: ليس به سفاهة.. قصة هود عليه السلام موضوع. إنما أنا رسول من الله إليكم.. مثلي مثل نوح عليه السلام,, أرسلني الله بعد أن بدلتم التوحيد بالشرك,, رحمة من الله عسى أن تعودوا عن ضلالكم, وما أنا إلا ناصح أمين. ثم ذكرهم بنعم الله عليهم وعطائه لهم, فكان الرد المعتاد: أتريد أن نترك ما كان عليه الآباء؟؟؟!!! لم يتفكروا في حال الآباء.. أكانوا على صواب أم باطل,, بل بادروا بالرفض والتعصب لحال الآباء حتى ولو كان باطلاً. ثم تحدوا رسولهم وتحدوا الله طالبين نزول العذاب. فنزل بهم ما كانوا يطلبون وأهلكهم الله بعدما أمهلهم وبين لهم رسوله خير بيان ووضح لهم أفضل توضيح.
{ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ} بوجه من الوجوه، بل هو الرسول المرشد الرشيد، { وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} فالواجب عليكم أن تتلقوا ذلك بالقبول والانقياد وطاعة رب العباد. { أَوَ عَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ} أي: كيف تعجبون من أمر لا يتعجب منه، وهو أن اللّه أرسل إليكم رجلا منكم تعرفون أمره، يذكركم بما فيه مصالحكم، ويحثكم على ما فيه النفع لكم، فتعجبتم من ذلك تعجب المنكرين.
ومن الفوائد: أن العقول والأذهان والذكاء وما يتبع ذلك من القوة المادية، فإنها لا تنفع صاحبها إلا إذا قارنها الإيمان بالله ورسله. وأما الجاحد لآيات الله المكذب لرسل الله، فإنه وإن استُدرج في الحياة وأُمهل فإن عاقبتَهُ وخيمةٌ، وسمعُهُ وبصرُهُ وعقلُهُ لا يُغني عنه شيئًا إذا جاء أمر الله، كما قال الله عن عاد:{ وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}.