أجمع علماء اللغة على أنّ الأعراب هم العرب الّذين سكنوا البادية بشكل خاصّ أي هم البدو، ومفردها أعرابيّ أي بدويّ. العرب العاربه والمستعربه لم يتمكنوا من تدريب العقاب والباز والباشق. أمّا العرب فهم الّذين نسبوا إلى العرب بشكل عامّ ولو لم يكونوا من البدو، يقول ابن قتيبة: "الأعرابيّ لزيم البادية والعربيّ منسوب إلى العرب". أمّا بالنسبة للعرب المستعربة فقد قسّم المؤرّخون العرب من حيث النسب إلى ثلاثة أقسام: العرب البائدة والعرب العاربة والعرب المستعربة، فالعرب البائدة هم الأقوام الّذين اندثروا قبل مجيء الإسلام كعاد وثمود. أمّا العرب العاربة والمستعربة فقد قسّموا حسب نسبهم إمّا إلى سام بن نوح أو إلى إسماعيل، فالعرب العاربة هم الّذين ينتسبون إلى قحطان والّذي يعدّ من أحفاد سام بن نوح ويسمّون بالقحطانيّين، والعرب المستعربة هم المنتسبون إلى إسماعيل عليه السلام ويسمّون غالبًا بالعدنانيّين.
وصاحب الصيد والطرد عند العرب يرى أن أحسن أنواع البزاة ما قل ريشه وأحمرت عيناه مع حدة فيهما، ودونه الأزرق العينين الأحمر اللون.. والأصفر دونهما، ثم إن ما صلب لحمه وطال ذنبه وقصر جناحه، وصغر رأسه ، وأصفرت عينيه. وأفخر أنواع البازي الأبيض الأشهب وللباز خصائص ينفرد بها عن غيره من الجوارح.. من ذلك سرعة كسره وانقضاضه حتى قيل أنه أسرع من السهم وقد ضرب المثل به بسرعة خطفه. والباز إذا أدبته وأحسنت تأديبه عرف مهمته ولم يتجاوز حدوده، وهو من الجوارح الوفية لأهلها ، وقد رويت عنه في ذلك أخبار كثيرة. ومن شأن البازي أن يأوي إلى الأماكن التي يكثر فيها الشجر الباسق والظل الظليل والماء الوفير ، وهو لا يتخذ وكراً إلا في شجرة كثيرة الشوك، وإذا أوشك أن يفرخ بنى لنفسه بيتاً وسقفه تسقيفاً جيداً يقيه من المطر ويدفع عنه وهج الحر. وقد رسم علماء البيزرة لسياسة البازي حدوداً تعارفوا عليها بها وسنوا لحسن القيام عليه آداباً ، والتزموا بها، ذلك لما يتمتع به هذا الجارح من مزاج لطيف ، ولما له من منزله في نفوس هواة الصيد ومكانة عند العالمين به.. فأشترطوا في حامل البازي أن يكون نظيف الثوب ، طيب الرائحة، كريم الشمائل عالماً بشئون البازي وأحواله.
ويتميز العقاب الذهبي بشراسته وقوته الكبيرة بسبب بنيته الجسدية الصلبة، كما يتميز بأن نظره من القوة لدرجة أنه يستطيع مشاهدة فرائسه الصغيرة على بعد كيلومتر ونصف!! وعلى الرغم من حجمه الصغير نسبياً إلا أن كل زوج من أزواج العقاب الذهبي له مناطق سيطرة يبسط نفوذه عليها تصل لـ155 كيلومتر مربع! وكما ابتدع العرب قديماً رياضة الصيد بالصقور قام الكازاخ الذين يعيشون في مناطق منغوليا وكازخستان بترويض هذا الوحش الكاسر أيضاً ولكن بشكل استثنائي، لأنهم قاموا بتدريبه على اصطياد الذئاب والثعالب تماماً وكأنه يصطاد أرانب صغيرة!! حيث يقيم الكازاخ احتفاليات سنوية يتنافسون فيها على اصطياد الذئاب والثعالب باستخدام العقبان الذهبية التي تفاجئ فرائسها بانقضاضتها السريعة، ليجد الذئب أو الثعلب نفسه مقلوباً رأساً على عقب دون أن يجد الفرصة حتى ليرى مهاجمه! لتكون هذه هي النتيجة بعد بضعة ثواني من المعركة: تتحول أنياب الذئب التي طالما أرعب بها فرائسه إلى مجرد أسنان صغيرة جداً مقارنةً بمخالب العُقاب العملاقة! : ليستمتع العقاب الذهبي بعدها بوجبته التي لم يعاني على الإطلاق للحصول عليها! تخيلوا أن العُقاب الذي يصل متوسط وزنه إلى ما بين 7-9 كيلوجرامات يستطيع ببساطة قتل الذئاب التي يصل وزنها لـ38 كجم حين يفاجأ الذئب بصاعقة تهبط عليه من السماء!