إن أنصار شراء العبد متجذرين في مفاصل الدولة يمنعون أي محاولة للنهوض والإكتفاء الذاتي من الغذاء لصالح كبار التجار والمتنفذين في الدولة وهو ما أوصل الدولة المصرية لهذه الحالة من التخبط مع كل أزمة ولعل مسألة شراء القمح من الفلاحين على خلفية الأزمة الأوكرانية مثال حي على عمق الأزمة فقد وضح أن الدولة لا تشتري كامل القمح من الفلاحين وبأسعار لا تتناسب مع سعر القمح المستورد من الخارج وهو ما جعل الفلاح لا يقبل على زراعة القمح وهو ما أعطى إحساس يقيني أن أنصار شراء العبد هم من وراء التسعير المجحف لقمح الفلاح لصالح القمح المستورد.
القمح بين شراء العبد وتربيته! قصة ﻻتشتري العبد اﻻ والعصا معه.. | nawavic1's Blog. بقلم ياسر رافع مما لاشك فيه أن تأثير العقلية المملوكيه في الإدارة لا زال مستمرا على الرغم من زوال المحتل الأجنبي وحل محله الحكم الوطني. وذلك بسبب تجذر مبدأ " شراء العبد ولا تربيته" وهو المبدأ الذي قامت عليه الدولة المملوكية حيث كانوا يشترون العبيد أطفالا ثم يقومون بتربيتهم وتنشأتهم عسكريا على الولاء للدولة وهو ما أوجد جنودا أشداء لديهم الشجاعة والإقدام جعل من دولة المماليك دولة قوية ملكت الشرق من مصر. ولكن مع بداية سقوط تلك الدولة فقد بدا أن الدولة تخلت عن مبدأ تربية العبد صغيرا وقامت بشراءة كبيرا توفيرا للنفقات وهو ما شرخ قاعدة الولاء وفتح الباب على مصراعية للخيانه والتي سارعت بزوال دولة المماليك على يد العبيد " الجلبان" الذين لم يتربوا صغارا.
هذه الجملة المبتورة هي جزء من صدر بيت لأبي الطيب المتنبّي يقول فيه: لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ والعَصَا مَعَهُ.. لا تقرأ هذه الجملة اليوم مثلما كانت تقرأ أمس، رغم أنّ حروفها وكلماتها لم تتغيّر، ورغم أنّ شيئا من رمزيّتها لم يتحوّل مثلما سنراه لاحقا. في عصر حقوق الإنسانِ لا يُشترون العبيد ولا يباعون، وكانوا يشترون قديما ويباعون، ورغم هذا التغير، ما تزال الجملة مستعملة وصالحة، لأن تدلّ على شيء من المعاني التي وضعت لها أوّلا، ولكن على المعاني التي لم توضع لها في ذلك الوقت. ففي عصر بيع العبيد وشرائهم فإنّ النهي عن شرائهم، يمكن أن يكون مفهوما باعتبار المعنى المباشر للكلام، لكن لا معنى لهذا المعنى في عهد يمنع فيه الاتّجار بالبشر دوليّا، فيصبح النهي ذا معنى جديد. لا تشتري العبد الا والعصا معه - YouTube. ههنا تطرح أسئلة بسيطة من نوع، كيف نفهم أقوال القدامى بحيثيّات عصرنا؟ وأخرى معقّدة: هل يموت المعنى الحرفيّ للكلام ويظلّ المعنى الحافّ وحيدا؟ الحقيقة أنّ الدلالة العرفانيّة Cognitive Semantics تجد في هذه الأسئلة البسيطة منها والمعقّدة شيئا من اهتماماتها. فهي على سبيل المثال، وردّا على السؤال الثاني الذي اعتبرناه معقّدا، ترى أنّ المعنى الحافّ ليس مستوى مفصولا من مستويات المعنى، مثلما يريد البلاغيّون القدامى وبعض علماء الدلالة المحدثون إقناعنا به ونقتنع.