السلام عليكم منذ عدة أيام كنت أجلس مع بعض أصدقائي نقلب الأحاديث هنا وهناك، حتى وصلنا لنقطة مهمة.. هي عدم تفضيل الضروريات الحياتية مهمة كانت الظروف على الهدف من الحياة نفسها.. و أن الاولويات لا يجب أن تتأثر بالظروف المادية، فمن كان يعيش لله فلا يجب تقديم غير الله في ساعة عسرة مهمة كانت الاوضاع. و أن من يقع في هذا يعد من المنافقين!! كيف هذا ؟ أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالخروج لغزوة لم يعلموا الهدف منها ، في وقت شديد الحر ، وقت جنى المحصول.. اذن.. الظروف الحياتية صعبة جدا.. بل و ضرورية.. يجب حصد المزروع و الحفاظ على الصحة من شر الحر، تلك ضروريات حياتية شديدة … لكن ما الهدف من الحياة أصلا ؟.. طاعة الله ورسوله.. اقامة دولة اسلامية يرفرف عليها "لا إله إلا الله".. نصرة الله والجهاد مع رسوله.. الان تعارض الهدف والضرورة.. فما كان من المؤمنين إلا انهم استجابوا لله وللرسول.. و ما تخلف إلا المنافقون.. والثلاثة الذين غلبتهم نفوسهم في هذا الاختبار الصعب.. إذن: من يقدم الضروريات على الهدف فهو منافق! وما حدث لهؤلاء الثلاثة بعد رجوع النبي معروف.. اصابتهم قطيعة كل من في المدينة المنورة.. حتى زوجاتهم.. يلقون السلام على النبي في المسجد.. فلا يجهر برد السلام.. يجري أحدهم على أخيه سائلا: ألا تعلم أني أحب الله ورسوله ؟.. من كان يريد الحياة الدنيا..إمام الدعوة النجدية.. - هوامير البورصة السعودية. فيرد: الله ورسوله أعلم.. تخيل حال هؤلاء الثلاثة الذين لم يقدموا الهدف على الضرورة.. كيف كانت العقوبة.. خمسين يوما في عزلة عن الناس.. في غربة و هم بين أهليهم.. حتى تاب الله عليهم.. و هم ثلاتة من الصحابة.. فكيف بنا نحن ؟ … دائما ما نقدم الضروريات.. و أحيانا نقدم ما هو غير ضروري بالمرة على الهدف الأسمى من حياتنا.. فهل نفيق ؟؟ هل يكفينا خمسين يوما لتمحيصنا ؟.. ربنا يستر!
اللهم إن عبادك في الأفغان يعانون من الكروب والهموم والأحزان والبلاء، اللهم فرج ما بهم، اللهم فرج ما بهم واكشف ما بهم، وعبيدك في الجزائر يعانون مثل ذلك، اللهم أطفئ نار الفتنة التي بينهم، اللهم عجل الصلح بينهم، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين. وصل اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
انتهى. إذن تبين لنا حال هؤلاء المتصدقين وأن الفائز منهم في الدنيا والآخرة هو من تصدق لوجه الله تعالى لا رياء ولا ابتغاء أمر دنيوي فاز في الدنيا بثمرات العمل الصالح من نور في الوجه وسعة في الرزق... الخ وفاز في اﻵخرة بالثواب الجزيل من رب كريم سبحانه. 📖 ذكر الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ملاحظة: بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات، يحولونها إلى فوائد دنيوية. فمثلا يقولون: في الصلاة رياضة، وإفادة للأعصاب، وفي الصيام فائدة إزالة الرطوبة وترتيب الوجبات، والمفروض ألا نجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل; لأن الله لم يذكر ذلك في كتابه، بل ذكر أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. وعن الصوم أنه سبب للتقوى; فالفوائد الدينية في العبادات هي الأصل والدنيوية ثانوية، لكن عندما نتكلم عند عامة الناس; فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية، وعندما نتكلم عند من لا يقتنع إلا بشيء مادي; فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية، ولكل مقام مقال.