هداية التوفيق لقبول الحق والعمل به، مراتب الهداية التوفيق لكي يتم من خلالها العمل به، حيث أن هذه المراتب لا تستوجب حصول التوفيق واتّباع الحق، ولا تجب حصول المقتضى، إلا أنه يتباين لعدم كمال السبب، أو لوجود مانع، وذكر الله تعالى ذلك في قوله: { وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى}، وذكرت العديد من أنواع الهدايا لله تعالى وهي هدى البيان والدلالة، وان لم يهتدي القوم نالو عقوبة من الله. هداية التوفيق لقبول الحق والعمل به بعث الله تعالى الأنبياء والرسل للدعوة الى الاقوام واتباع طريق الحق واخراجهم من الظلمات الى النور، ومن طريق الشر الى طريق الخير، اذ قال الله تعالى {وإنك لتهدى الى صراط مستقيم}، كما أنه نفى عنه ملك الهداية الموجبة سبحانه وتعالى في قوله: { إنك لا تهدى من أحببت}، كما قال رسول الله في ذلك: " بعثت داعيا ومبلغا، وليس إلي من الهداية شيء، وبعث إبليس مزينا ومغويا، وليس إليه من الضلالة شيء". الهداية التي أثبتها تتمثل في: هداية التوفيق والإلهام. هداية البيان والارشاد والدلالة.
التوفيق لقبول الحق والعمل به، أن الله سبحانه وتعالى قد وضح لنا الكثير من المراتب الهداية وحيث أنه لا يوجد لزوم من أجل حصول التوفيق في قبول الحق والعمل به، ويوجد أنواع عديدة من الهداية من الله سبحانه وتعالى والتي هي هداية البيان والدلالة ، إذ أنهم لم يهتدوا، حيث أنه لا يستلزم لحصول التوفيق لقبول الحق والعمل بهن وأيضا لا يستلزم حصول المقتضي بل قد يختلف، والهداية هي ملكها لله سبحانه وتعالى، وإذ أن إعلاء كلمة الحق وأبطال كلمة الباطل من أهداف خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، وإن ساد الحق في المجتمعات التي نعيش بها سادة السعادة والتوفيق. جاءت الشريعة الإسلامية لتوضح العديد من الأمور الفقهية والدينية المختلفة، لاسيما أنها تقي المسلم من الوقوع في المعصية، وتحميه من صغائر الأمور وارتكاب الذنوب، ومما لا شك من ذكره أن الله تعالى هو الإله الواحد الأحد الذي لا شريك له، والذي لا يجوز بالتقدم على غيره بالعبادة والدعوة وطلب الرزق، وأن التوفيق يكون من أجل قبول الحق والعمل به. الإجابة: هداية التوفيق والإلهام.
[5] أخرجه البخاري رقم: (4251)، وفي لفظ: رقم: (2325): "إن"، ومسلم رقم: (2668). [6] معالم التنزيل (5/ 258)؛ للبغوي، والكشف والبيان (6/ 234)؛ لأبي إسحاق الثعلبي النيسابوري، وفتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير (3/ 505)؛ للشوكاني، وغيرهم. [7] مسائل نافع بن الأزرق، وهي أسئلة قدَّمها إلى ابن عباس - رضي الله عنهما -، فأجاب عليها مستشهدًا بشعر العرب، وهي تقرب من (187) مسألة تقريبًا. [8] الدر المنثور (1/ 573)، والإتقان في علوم القرآن (2/ 97)؛ للسيوطي. [9] هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى (3/ 20). [10] الشِّنشنة - بالكسر -: الطبيعة. والمعنى: أنهم أشبهوا أباهم في طبيعته وخلقه. وأخزَم هو: أخزم بن أبي أخزم، جدُّ حاتمِ طيِّئ. وهذا المثل أول من قاله أبو أخزم الطائي. وذلك أن أخزم كان عاقًّا لأبيه فمات، وترك بنين عقوا جدهم وضربوه وأدموه؛ فقال: إن بنيَّ زمَّلوني بالدمِ ♦♦♦ شِنشنة أعرفُها مِن أخزمِ انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 1232)، وتاج العروس من جواهر القاموس (35/ 29). [11] تفسير القرطبي (8/ 344).
حيث أنه لا يجوز طلب هذه الهداية من غير الله سبحانه وتعالى، حيث قال في كتابه العزيز في سورة يونس:" قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ".
قال أبو عبيد: "الألدُّ: الذي لا يقبل الحق ويدَّعي الباطل، قال الله تعالى: ﴿ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴾ [البقرة:204]" [6]. وفي السؤالات المروية عن نافع بن الأزرق، لابن عباس رضي الله عنهما [7]: أنه سأله عن قوله عز وجل: ﴿ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴾ [البقرة:204]. فقال ابن عباس رضي الله عنهما: "الجدِل المُخاصِم في الباطل". قال نافع: "وهل تعرف العرب ذلك؟". قال ابن عباس رضي الله عنهما: "نعم؛ أما سمعتَ قول مهلهل: إنَّ تحت الأحجارِ حزْمًا وَجُودًا ♦♦♦ وخصيمًا أَلَدَّ ذا مِغْلَاقِ" [8]. وهو إنما وُصِمَ بهذا؛ لأنه - والله أعلم - كلما احتُجَّ عليه بحجة، أو بُيِّنَ له الحق فيها وظهرت المحجة، أخذ يعترض عليها بشُبه واهية، وسَفْسَطَةٍ ركيكة، لا تُسمِن ولا تغني من جوع؛ فهو أعوج المقال، سيئ الفعال، يكذب ويَزْوَرُّ عن الحق ولا يستقيم معه بحال، على أنه قد يكون لسان بعضهم أحلى من العسل، لكن قلوبهم أمرَّ من الصَّبِر، قد لبسوا للناس مُسُوك الضأن من اللين، ولكنهم يجترُّون الدنيا بالدين. وأَلَدَّ ذِي حَنَقٍ عليَّ كَأَنَّما ♦♦♦ تَغْلِي حَرَارَةُ صَدْرِه في مِرْجَلِ فنعوذ بالله من هذا الحال، وسوء المآل، وأسأل الله أنْ يقيَني والقارئ الكريم وجميع المسلمين شر هذا المسلك المقيت، الذي يعمي القلب ويفتح باب اتباع الهوى؛ فينحرف العبد به عن الصراط المستقيم، ويميل إلى الباطل الذميم.