وسمي هذا العام بعام الفيل نسبة لجيش أبرهة المكون من الفيلة. وقد نزلت سورة الفيل عن هذا العام وهذه الحادثة ، فيقول الله تعالى في كتابه العزيز: " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) ". قصة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم. كيف كانت ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر عن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت ، أنها لم تشعر بثقل في حمله ولا في ولادته. وكانت ولادة الرسول سهلة ، لينة على أمه ، ولم تشعر بألم كباقي الأمهات ، كما كان القمر مكتملا وظهرت العديد من الإشارات التي أكدت على ميلاد أعظم الخلق. قام جده عبد المطلب بتسميته " محمد " ، ولم يكن هذا الاسم معروفا عند العرب وقتها ، وقيل أن أم رسول الله أتاه ملكا في المنام وبشرتها بأنها تحمل احسن الخلق ، وان الله تعالى الهمها اسم " محمد ". وقد حبى الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بالكثير من الصفات ، فمن صفات الرسول أنه كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وأفصحهم لساناً ، وألينهم طبعاً ، وأكرمهم عشرة ، حيث قال تعالى: " إنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيمٍ ".
[٣] أمّا يوم مولده فالمشهور قول الجُمهور أنّ النبيّ وُلد في اليوم الثاني عشر من شهر ربيعٍ الأول ، وذكره ابن إسحاق وابن عبّاس وغيرهم، وكان مولده في عام الفيل، لقول قيس بن مخرمة: (وُلِدْتُ أنا والنَّبيُّ عامَ الفيلِ) ، [٤] ونقل بعض العُلماء الإجماع على ذلك. [٣] علاماتٌ ظهرت عند ولادة الرسول صلّى الله عليه وسلّم ومن العلامات التي ظهرت يوم ولادة النبي -صلى الله عليه وسلم-: خروج نورٍ من أُمّه أضاء قُصور الشام، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إنِّي عندَ اللهِ مَكتوبٌ بخاتَمِ النَّبيِّينَ، وإنَّ آدَمَ لِمُنْجَدِلٌ في طينتِه، وسأُخبِرُكم بأوَّلِ ذلك: دعوةُ أبي إبراهيمَ، وبِشارةُ عيسى، ورؤيا أمِّي الَّتي رأَتْ حينَ وضَعَتْني أنَّه خرَج منها نورٌ أضاءَتْ لها منه قصورُ الشَّامِ)، [٥] وتخصيص الشام بالنّور إشارةٌ إلى استقرار الإسلام فيها وثُبوته، وهي آخر معاقله، ونُزول عيسى -عليه السلام- فيها في آخر الزمان. ولادته رافعاً بصره إلى السماء، ومن العلامات الأخرى التي أخرجها ابن حبان في صحيحه عن وصف مولد النبيّ: (ثمَّ وضَعْتُه فما وقَع كما يقَعُ الصِّبيانُ وقَع واضعًا يدَه بالأرضِ رافعًا رأسَه إلى السَّماءِ).
تزوجا وعمر عبد الله 18 عاما ، وحملت آمنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قسماً بنور المصطفى و جماله لم يخلق الرحمن مثل صفاته المسك والكافور من عرق النبي والورد والياسمين من وجناته، يا عاشقين محمداً و جماله صلوا عليه فتسعدوا بصلاته، اللهم صل على محمد و آل محمد, متباركين بمولد النـور.
ولما بلغ الخامسة والعشرين من عمره خرج تاجرًا إلى الشام في مالٍ لخديجة رضي الله عنها، ولما رجع إلى مكة ورأت خديجة في مالها من البركة والأمانة ما رأت، رغبت في الزواج منه، فتزوَّجها، وكانت أول امرأة تزوَّجها صلى الله عليه وسلم، فكانت خير معينٍ له على أعباء الحياة، ومِنْ ثَمَّ على أعباء الرسالة، لمـَّا نزل عليه الوحي. قصه مولد الرسول صلي الله عليه وسلم بلغه الاشاره. وبالجملة: فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نشأَ نشأةً خاصَّة، تحت العناية الإلهيَّة، فكانت فيه خير صفات الخلق، فامتاز في قومه بصفاتٍ حميدة، وأخلاقٍ فاضلة، وشمائل كريمة، فكان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خُلُقًا، وأصدقهم حديثًا، وأكثرهم أمانة، حتى سمَّاه قومه "الأمين". وكان كما وصفته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها: "يحمل الكَلَّ، ويكسب المعدوم، ويُقري الضيف، ويُعين على نوائب الحق". فصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وسيدنا وسيد الخلق أجمعين محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. المصدر: موقع مداد.