فقد روى أحمد عن وهب الحديث القدسي (أنِّي إذا أُطِعتُ رَضِيتُ، وإذا رَضيت باركت، وليس لبركتي نهاية، وإذا عُصيت غَضِبْتُ، وإذا غضبت لعنت، ولعنتي تبلغ السابِع من الولد). هل يعاقب الله الأب الظالم نعم، فالله سبحانه وتعالى لا يترك ظالمًا إلا وعاقبه سواء في الدنيا أو في الآخرة أو في الإثنين معًا. فقد حرم الله الظلم على نفسه وجعله محرمًا بين عباده، وليس هناك ظالمًا لم يرجع عن ظلمه إلا أمهله الله للعدول عن ظلمه قبل أن يعجل له بالعقوبة. هل يعاقب الله الآباء في أبنائهم – سكوب الاخباري. وإذا علم الابن أن هناك ظلمًا صدر من أبيه؛ فليس عليه سوى أن ينصحه ويشجعه على التوبة، وأن يرد المظالم إلى أهلها ويرد الحقوق لأصحابها، وأن يدعو له ولأبيه بالستر، وأن يحفظه الله من أن يؤخذ بذنب أبيه، وهذه صورة من صور بر الوالدين. وعلى كل حال؛ لن يُضار الولد بذنب فعله أبيه ولم يكن له يدًا فيه. ولكن على كل أب أن يخاف من الظلم وارتكاب الذنوب، حتى يُثاب على أعماله الصالحة في أولاده، فقد قال الله عز وجل في سورة النساء: " وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا ". وقد قال الهتيمي: " فَإِنْ كَانَ لَك خَوْفٌ عَلَى صِغَارِك وَأَوْلَادِك الْمَحَاوِيجِ الْمَسَاكِينِ فَاتَّقِ اللَّهَ فِي أَعْمَالِك كُلِّهَا لَا سِيَّمَا فِي أَوْلَادِ غَيْرِك، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَحْفَظُك فِي ذُرِّيَّتِك وَيُيَسِّرُ لَهُمْ مِنْ الْحِفْظِ وَالْخَيْرِ وَالتَّوْفِيقِ بِبَرَكَةِ تَقْوَاك مَا تَقَرُّ بِهِ عَيْنُك بَعْدَ مَوْتِك وَيَنْشَرِحُ بِهِ صَدْرُك، وَأَمَّا إذَا لَمْ تَتَّقِ اللَّهَ فِي أَوْلَادِ النَّاسِ وَلَا فِي حُرُمِهِمْ، فَاعْلَمْ أَنَّك مُؤَاخَذٌ فِي ذَلِكَ بِنَفْسِك وَذُرِّيَّتِك وَأَنَّ مَا فَعَلْتَهُ كُلَّهُ يُفْعَلُ بِهِمْ ".
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً. فتاوى ذات صلة