هذا سائلٌ يقول هل عيسى عليه السلام حيٌ أم ميت ؟ رفعه الله إليه. هو حي ينزل في آخر الزمان. هل سيدنا عيسى حي. ولا يموت الا بعد ان يأتي ويحكم بشريعة الإسلام. وثم يموت ويدفن مع الرسول صلى الله عليه وسلم وقيل يدفن في مكانٍ آخر. وإن من أهل الكتاب يقول الله جل وعلا فيه (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)(159)سورة النساء قبل موته الضمير يرجع الى الكتابي قبل ان يموت يؤمن بالمسيح او يرجع الى عيسى قبل موت عيسى عليه السلام الله اعلم هذا دل على ان عيسى يموت قبل موته. يموت في اخر الزمان عليه الصلاة والسلام..
الحمد لله. هل النبي عيسى حي ام ميت - إسألنا. أولاً: لا تستطيع أمة من الأمم ـ سوى أمة الإسلام ـ أن تثبت إسناد قصصها وتاريخها إلى نبيها ؛ ذلك أن الله تعالى لم يتكفل بحفظ كتب الأديان التي قبل القرآن ، وليس يوجد أمة من الأمم عنيت بالأسانيد قبل أمة الإسلام ، لذا فإن كل ما ينقلونه من حوادث وأخبار عن نبيهم وتاريخهم السالف فهو مما لا يمكن إثباته ، ولذا فإن دياناتهم اعتراها التحريف ، والتقول ، والكذب. وأما أمَّة الإسلام فإن الله تعالى قد أطلعها على شيء من أخبار من سلفها من الأمم ، وعن بعض أحوال الأنبياء والرسل السابقين ، وهي أخبار صدق ، ليس ثمة ما يضادها إلا الافتراء والكذب. ومن الأخبار الغيبية التي عندنا خبرها الموثَّق ، والتي اختلفت فيها الأقوال عند غيرنا: هو ما حصل مع نبي الله عيسى عليه السلام ، حيث أخبرنا الله تعالى أنه لم يُقتل ، ولم يُصلب ، وأنه تعالى قد ألقى شبهه على غيره ، وأن هذا الآخر هو الذي قتلوه ، وصلبوه ، وليس عيسى عليه السلام ، وقد أخبرنا ربنا تعالى أنه رفعه إليه ، وأنه سينزل في آخر الزمان ، يقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، ويحكم بالإسلام ، وأما غيرنا ممن يدعي أنه من أتباعه فقد اختلفوا فيه اختلافاً عظيماً ، فمنهم من قال عنه إنه هو الله!
وهذه الأحاديث صحيحة تجدها في البخاري وغيره من الصحاح، ثم الذين لا يريدون الحق يتعامون وينسون رفع الأنبياء كلهم، ويصرّون على حياة عيسى ورفعه، ويقرأون حديث المعراج ثم ينسونه، ويضيعون أعمارهم غافلين. أعيسى حيٌّ ومات المصطفى؟ تلك إذًا قسمة ضيزى! اعدلوا هو أقرب للتقوى. وإذا ثبت أنَّ الأنبياء كلّهم أحياء في السماوات، فأيّ خصوصية ثابتة لحياة المسيح؟ أهو يأكل ويشرب وهم لا يأكلون ولا يشربون؟ بل حياة كليم الله ثابت بنص القرآن الكريم.. هل عيسى حياة. ألا تقرأ في القرآن ما قال الله تعالى ﷻ: { فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ}، وأنت تعلم أنَّ هذه الآية نزلت في موسى، فهي دليل صريح على حياة موسى عَلَيهِ السَلام، لأنه لقي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، والأموات لا يلاقون الأحياء. ولا تجد مثل هذه الآيات في شأن عيسى عَلَيهِ السَلام، نعمْ جاء ذِكر وفاته في مقامات شتى، فتدبّر فإن الله يحب المتدبرين. " (حمامة البشرى) جميع النبيين ماتوا بأجسادهم ولكن رفعت أرواحهم فانتبه لقوله عَلَيهِ السَلام أن جميع النبيين ماتوا بأجسادهم ودُفنوا في الأرض ولكن رُفعت أرواحهم إلى السماء ومنهم موسى عَلَيهِ السَلام: " وقد جرت عادةُ الله تعالى أنه يرفع إليه عباده الصالحين بعد موتهم، ويؤويهم في السماوات بحسب مراتبهم، ولأجل ذلك لقيَ نبينا ﷺ كُلّ نَبِيٍّ خلا من قبله في ليلة المعراج في السماوات، فوجد آدم في السماء الدنيا، ووجد عيسى وابن خالته يحيى في السماء الثانية، ووجد موسى في السماء الخامسة. "
والقول بأن أحاديث المسيح أخبار آحاد لا تفيد القطع قول ظاهر الفساد؛ لأنها أحاديث كثيرة مخرجة في الصحاح والسنن والمسانيد متنوعة الأسانيد والطرق، متعددة المخارج قد توافرت فيها شروط التواتر، فكيف يجوز لمن له أدنى بصيرة في الشريعة أن يقول باطراحها وعدم الاعتماد عليها.
فإذا كان قد ثبت بنص القرآن: أن عيسى عليه السلام سوف يموت قبل يوم القيامة، ولم يختلف المسلمون في ذلك؛ فلا يخالف هذا ما تقرر من أن أحدا أحدًا لن يخلد في هذه الدنيا ، بل كل حي سيموت ، ويبقى الحي الذي لا يموت؛ فإن مدة بقاء عيسى عليه السلام، منذ مولده، إلى أن يتوفاه الله، وإن كانت طويلة، خارجة عن المعتادة في حيوات الناس؛ إلا أنها مدة محدودة، بل هي مدة قصيرة في عمر الدنيا كله؛ فكيف بالخلد الأبدي، فهذا ما لم يكتبه الله لأحد في هذه الدار الدنيا؛ إنما يكون ذلك إذا بعثهم الله يوم القيامة. والله أعلم.