هنا يعالج الشرع هذه المسألة بعدة أمور:. الأمر الأول: كان على الجد أن يوصي لهؤلاء الأحفاد بشيء، وهذه الوصية واجبة ومفروضة ولازمة عند بعض فقهاء السلف. فهم يرون أن فرضًا على الإنسان الوصية لبعض الأقارب ولبعض جهات الخير وخصوصًا إذا كان هؤلاء الأقارب قريبين وليس لهم ميراث، فالشرط أن يكون الموصي له غير وارث. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث " ولما أنزل الله آية المواريث (البقرة: 180)، لم يعد من حق الوارث أن يوصي له، إنما يمكن الوصية لغير الوارث، مثل ابن الابن مع وجود الابن، هنا تكون الوصية واجبة، كما جاء في القرآن الكريم بظاهر قوله تعالى: (كُتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرًا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف، حقًا على المتقين). وكلمة " كُتب " تفيد الفرضية بل تأكيد الفرضية، كما في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) (البقرة: 316). وفي قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم القصاص في القتلى) وفي قوله تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم). هل يرث الأحفاد من جدهم حصة أبيهم المتوفى بعد الجديدة. (البقرة: 183). فهنا، كتب الله الوصية على من ترك خيرًا أي مالاً يعتد به، لمن لا يرثون منه بالمعروف حقًا على المتقين.
بل التركة توزع على الورثة الأحياء عند موت مورثهم ، فكيف نورث هذا الأب الذي مات قبل الجد ، ثم نأخذ هذا النصيب ونعطيه أولاده ؟! هل للأحفاد حق في ميراث جدهم ؟ - الإسلام سؤال وجواب. سبحانك هذا بهتان عظيم. ويمكن لهؤلاء الأحفاد الذين لا يرثون لوجود أحد من أبناء جدهم أن يحصلوا على شيء من تركة جدهم بطريقين: الطريق الأول: أن يوصي لهم الجد قبل وفاته بالثلث من تركته أو أقل ، وهذا في حال أن يكون له مال كثير ، وهذه الوصية أوجبها بعض العلماء واستحبها كثيرون. ودليل هذا قوله تعالى: ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) البقرة/180.
ودليل هذا قوله تعالى: ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) البقرة/180.
ومنها: أن الوصية الواجبة إنما تكون فيمن خلّف مالاً كثيراً ؛ لقوله تعالى: ( إن ترك خيراً) ، فأما من ترك مالاً قليلاً: فالأفضل أن لا يوصي إذا كان له ورثة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: ( إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس) متفق عليه. " تفسير سورة البقرة " ( 2 / 306 ، 307). الطريق الثاني: أن يهب أعمامهم لهم من نصيبهم شيئاً يوزعونه عليهم. أما أن يحسب نصيب والدهم ويُعطى لهم وهو ليس على قيد الحياة: فهذا لا يُعرف له أصل في الشرع ، ويسمى هذا في بعض الدول بـ " الوصية الواجبة " ، فيُعطون أولاد الابن المتوفى في حياة أبيه – أي: جدهم - نصيب أبيهم بشرط ألا يزيد عن الثلث ، ويُعطون أولاد البنت نصيب أمهم بشرط ألا يزيد عن الثلث ، ولو لم يوص الجد لهم بشيء!!
وقد عمل صلاح الدين الأيوبى منذ أن تولى الوزارة على تدعيم سلطانه فى مصر، والعمل على سحب البساط تدريجيًا من الدولة الفاطمية، تمهيدًا لإسقاطها ونشر المذهب السنى والاستعداد لمواجهة الصليبيين، وشعر العاضد بذلك وبدأ يخشى من صلاح الدين ودبر له المؤامرات لاغتياله ففشلت كلها، وواصل صلاح الدين تدعيم سلطانه بأن أحضر أسرته من الشام، وبدأ فى تقليدهم المناصب الهامة والرئيسة فى الدولة، وانحسر سلطان الفاطميين تمامًا إلى أن سقطت الدولة الفاطمية بوفاة آخر خلفائها "العاضد" عام (567هـ). #توسيع الدولة: والدولة الأيوبية هى إحدى الدول الإسلامية القوية التى واجهت الصليبيين، وهى امتداد لدولة آل زنكى، بل إنها تتشابه معها فى كثير من الأحداث والإنجازات، كما أن دولة آل زنكى تتشابه مع دولة السلاجقة، وبذلك يمكن القول إن الدول الثلاث كانت بمثابة دولة واحدة تحاورت على ثلاث مراحل. #الإنجازات الحضارية للدولة: كان من أبرز إنجازات صلاح الدين فى مصر القضاء على المذهب الشيعى المنحرف، ونشر المذهب السنى، ثم رفع المظالم، وتخفيف الضرائب والمكوس، وسار بالناس سيرة حسنة، هذا إلى جانب أخلاقه الإسلامية التى بهرت الجميع بما فيهم الصليبيين أنفسهم وهم ألد أعدائه.
يعتبر نور الدين زنكى من أشهر القادة فى التاريخ الإسلامى، وقد حكم حلب بعد وفاة والده عماد الدين زنكى، ووسع إمارته بشكل تدريجى، كما حارب الصليبيين حيث خاض أمامهم عدة معارك منها معركة حارم التى وقعت فى 22 رمضان سنة 559 هجرية الموافق 12 أغسطس سنة 1164 ميلادية بين جيش نور الدين زنكى من جهة وتحالف إمارة أنطاكية والإمبراطورية البيزنطية والأرمن، وحقق فيها نور الدين زنكى انتصارًا ساحقًا، وأسر معظم قادة التحالف الصليبى. وجاء فى كتاب "الكامل فى التاريخ" لابن الأثير: "فى هذه السنة، فى شهر رمضان، فتح نور الدين محمود بن زنكى قلعة حارم من الفرنج، وسبب ذلك أن نور الدين لما عاد منهزماً من البقيعة، تحت حصن الأكراد، فرق الأموال والسلاح، وغير ذلك من الآلات، فَعاد العسكر كأنهم لم يصابوا وأخذوا فى الاستعداد للجهاد والأخذ بثأره". وأثناء سيره للمعركة كان نور الدين يلعب لعبة سياسية كبيرة، فالثمرة الناضجة التى ستقلب موازين القوى تماماً فى تلك الحرب هى الدولة الفاطمية فى مصر، ولو استطاع جيش مملكة بيت المقدس هزيمة أسد الدين شيركوه ودخل القاهرة لكانت هزيمةً أشد وقعاً على كل المسلمين، فوقوع مصر تحت السيطرة الصليبية معناها طول مدة الاحتلال الصليبى فى المشرق الإسلامى.
الملك الغازي محرّر مدينة الرّها أحمد الظرافي في ظل العواصف الهوجاء التي تعصف بأمتنا، والاحباطات التي يعاني منها شبابنا، في الوقت الراهن، أصبحنا بحاجة ماسة للعودة إلى تاريخنا، لا لكي نتناسى واقعنا المرير، ولا لكي نعزي أنفسنا بأمجادنا وانتصاراتنا التليدة، وإنما لكي نستخلص العبر والعظات من هذا التاريخ، ونأخذ الدروس المفيدة من سير القادة والفاتحين المسلمين السابقين وما سطروه من صفحات مشرقة وضاءة، فلا تنكسر إرادتنا، ولا تخور عزائمنا أمام التحديات الحالية، وليكون ذلك بداية لنهضة إسلامية شاملة نتجاوز من خلالها هذا الواقع الأليم الذي نعيشه، والذي تمر به أمتنا الإسلامية جمعاء. ومن القادة الأبطال الذين يجدر بنا استعادة ذكراهم، عماد الدين زنكي، رائد حركة الجهاد الإسلامية ضد الفرنجة الصليبيين.
– أرسل أسد الدين ابن أخيه صلاح الدين للدفاع عن الإسكندرية وصد الهجوم الصليبي عليها ونجح بينما ظل أسد الدين يدافع عن القاهرة حتي انتهت المعارك بهزيمة الصليبيين وقتل شاور. – تولي أسد الدين شيركوه الوزارة للخليفة العاضد الفاطمي إلا أنه توفي بعد فترة قصيرة وتولي الوزارة من بعده صلاح الدين. – واجه صلاح الدين الكثير من المتاعب في بداية وزارته أولها كان مكيدة مؤتمن الخلافة جوهر وثورة السودان علي صلاح الدين لأنهم كانوا كثر في الجيش الفاطمي وبعد قضائه عليهم عين بهاء الدين قراقوش مؤتمنا للخلافة وأوكل كل مهمام البلاد إلي الثقة من رجاله وما لبثت أن اتحدت الجيوش الصليبية والبيزنطية لمهاجمة مصر فشنت الحرب علي دمياط فصدهم صلاح الدين ووقع الخلاف بينهم ففروا إلي مواقعهم منهزمين. – وبعد استتباب الأمر بقي التحدي الأكبر لصلاح الدين وهو تنفيذ رغبة نور الدين بإلغاء الخلافة الفاطمية وتحويل المصريين إلي المذهب السني بعدما اكرهوا علي مذهب الشيعة الإسماعيلية الباطنية ولكنه لجأ إلي منهج التدرج لتجنب الفتن فقام أول الأمر بتعيين القضاة علي مذهب أهل السنة والجماعة وأقام المدارس الشافعية والمالكية والحنفية ثم أمر بتحويل الدعاء في خطبة الجمعة إلي الخليفة العباسي وكان العاضد مريضا فمالبث إلا أن توفي وربما لم يعلم بتحويل الخلافة وقضاء دولته وكانت تلك طريقة سلمية في استبدال السلطان مخالفة لما كان يحدث من سفك الدماء وتخريب البلاد.
[٢] في أثناء ذلك كان أسد الدين شيركوه المربي الحقيقي، والمعلم الأول، والمكتشف البارع لمواهب ابن أخيه صلاح الدين، فقد رأى بعين خبرته ما يجتمع في ابن أخيه من عقل وحكمة ورثها من أبيه نجم الدين، وشجاعة وفروسية تعلمها من عمه، وزهد وورع تمثله من الأمير نور الدين خصالًا ثلاثًا كفيلًة بترشيح الفتى لقيادة الأمة فيما بعد، فدربه على القتال، وقيادة الجيوش، وأساليب إدارة المعارك دفاعًا وهجومًا، بالإضافة إلى تعليمه أصول السياسة، وفن المناورة والمفاوضة، فكان تعليم صلاح الدين وتدريبه من أهم وأفضل إنجازات أسد الدين شيركوه.