يمثل علاج الغلوكوما أحد نقاط الارتكاز لدى الأستاذ يونيمان. لقد عمل الأستاذ يونيمان لسنوات طويلة في بحث الغلوكوما. كما قام الأستاذ يونيمان عام ٢٠٠٠ بتقديم أبحاث الأستاذية في التشخيص المبكر لحالات الغلوكوما المزمنة. أدار الأستاذ بدأً من عام ٢٠٠٦ في مستشفى العيون الجامعي في إيرلانغن مشاريع علمية في بحث الغلوكوما. مركز طب العيون. لقد عمل الأستاذ يونيمان ٢٠١٤-٢٠١٨ كرئيس قسم طب العيون والعيادات الخارجية التابعة له في الطب الجامعي في روستوك. منذ عام ٢٠١٩ عاد الأستاذ يونيمان لمدينة إيرلانغن ليعمل كاختصاصيٍّ في الغلوكوما في مركز العيون ڤيزيله. يوجد العديد من خيارات المعالجة المحافظة والجراحية لمعالجة الغلوكوما. يستخدم الأستاذ يونيمان طرقاً حديثة مختلفة لخفض ضغط العين الداخلي. إحدى وسائل الجراحة الليزرية تتمثل في رأب التربيق بالليزر بواسطة ليزر-أرغون لتحسين تصريف الخلط المائي بالإضافة إلى تخثير ضوئي تدويري عبر الصُّلبة بواسطة ليزر الديود (ليزر الصمام الثنائي) لتقليل إنتاج الخلط المائي. يمثل التخثير الضوئي التدويري بالتنظير الداخلي طريقة أحدث لخفض الضغط وذلك بواسطة ليزر الديود. كما تُجرى بالإضافة إلى ذلك وسائل تقليدية ووسائل جراحية جديدة في جراحة الغلوكوما كجراحة الغلوكوما الغير اختراقية (استئصال عميق للصلبة، قطع التربيق، رأب القناة- ٣٦٠°) وجراحة الغلوكوما التشريحية (استئصال التربيق).
المزيد
الدكتور مبين أبو علبة استشاري طب وجراحة العيون | رئيس قسم العيون في مستشفى ابن الهيثم - YouTube
وهناك أناس عندما يعطيهم الله نعمة يقولون: "ربنا أكرمنا" وعندما يسلبهم النعمة يقولون: "ربنا أهاننا" وفي ذلك يقول سبحانه: { فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن} (الفجر:15-16) فمخطئ من اعتبر النعمة إكراماً من الله، ومخطئ أيضاً من اعتبر سلب النعمة إهانة من الله؛ إن النعمة لا تكون إكراماً من الله إلا إذا وُفَّق الله العبد في حسن التصرف في هذه النعمة، وحق النعمة في كل حال يكون بشكر المنعم، وعدم الانشغال بها عمن رزقه إياها. الوقفة السابعة: يُفهم أيضاً من قوله تعالى: { والله يرزق من يشاء بغير حساب} أنه سبحانه لا يحب أن يقدر العبد رزقه بحساب حركة عمله فحسب؛ فحساب حركة عمل العبد قد يخطئ؛ مثال ذلك الفلاح الذي يزرع، ويقدر رزقه فيما ينتج من الأرض، وربما جاءت آفة تذهب بكل شيء، كما يُلاحظ ويُشاهد، ويصبح رزق الفلاح في ذلك الوقت من مكان آخر، لم يدخل في حسابه أبداً. ولهذا، فإن على الإنسان أن يعمل في الأسباب، ولكنه لا يأخذ حساباً من الأسباب، ويظن أن ذلك هو رزقه؛ لأن الرزق قد يأتي من طريق لم يدخل في حسابه، وقد قال الحق في ذلك: { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} (الطلاق:2-3).
إن من معجزة هذا الكتاب العظيم أنه مع قلة الحجم متضمن للمعنى الجم، الذي تقصر الألباب البشرية عن إحصائه، والآلآت الدنيوية عن استيفائه، مصداقاً لقوله تعالى: { ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم} (لقمان:27). ومن معجزة هذا الكتاب العظيم كذلك أنه لو نزعت منه لفظة واحدة، ثم أدير على لسان العرب في أن يوجد خير منها لم يوجد. ونحن قد تبين لنا البراعة في بعض آياته، ولكن الذي يخفى علينا أكثر بكثير؛ وذلك لقصور علمنا، وكثرة ذنوبنا وجهلنا، نسأل الله تعالى العفو والعافية. والأمثلة التي تبين هذا الكلام لا تعد ولا تحصى، منها ما نجده في أسرار قوله تعالى: { والله يرزق من يشاء بغير حساب} (البقرة:212). فإن هذه الآية الكريمة تحمتل أن يكون المراد بها رزق الدنيا ورزق الآخرة أيضاً. فإذا حملنا معناها على رزق الآخرة احتمل المراد منها وجوهاً: أحدها: أنه يرزق عباده المؤمنين في الآخرة رزقاً رغداً واسعاً، لا فناء له ولا انقطاع، فهو كقوله تعالى: { فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب} (غافر:40) أي بدون تقدير ولا عدّ؛ لأن كل ما دخل تحت التقدير والعدّ والحساب متناه.
وآفة كثير من الناس التعلقُ بالأسباب، والركونُ إليها، والاعتمادُ عليها. الوقفة العاشرة: روى أبو يعلى في "مسنده" عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام أياماً لم يَطْعَمْ طعاماً، حتى شق ذلك عليه، فطاف في منازل أزواجه، فلم يجد عند واحدة منهن شيئاً، فأتى فاطمة، فقال: (يا بنية! هل عندك شيء آكله، فإني جائع؟) فقالت: لا والله، بأبي أنت وأمي. فلما خرج من عندها، بعثت إليها جارة لها برغيفين، وقطعة لحم، فأخذته منها، فوضعته في جفنة لها، وقالت: والله لأوثرن بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي ومن عندي، وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبعة طعام، فبعثت حسناً أو حسيناً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجع إليها، فقالت له: بأبي وأمي، قد أتى الله بشيء، فخبأته لك، قال: (هلمي يا بنية! ) قالت: فأتيته بالجفنة، فكشفت عن الجفنة، فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً، فلما نظرت إليها بُهِتَتْ وعرفتْ أنها بركة من الله، فحمدت الله، وصلت على نبيه، وقدمته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآه حمد الله، وقال: (من أين لك هذا يا بنية؟) فقالت: يا أبت! {هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} (مريم:37) فحمد الله، وقال: (الحمد لله الذي جعلك - يا بنية - شبيهة بسيدة نساء بني إسرائيل، فإنها كانت إذا رزقها الله شيئاً، فسئلت عنه، قالت: {هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عليٍّ، ثم أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل عليٌّ، وفاطمة، وحسن، وحسين، وجميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته جميعاً حتى شبعوا، قالت: وبقيت الجفنة كما هي، فأوسعتُ ببقيتها على جميع الجيران، وجعل الله فيها بركة وخيراً كثيراً.
الوقفة الرابعة: إن الله يرزق من يشاء من عباده، ويحرم من يشاء، وفي تفضيل البعض بالمال حكمة؛ ليحتاج البعض إلى البعض، كما قال تعالى: { ليتخذ بعضهم بعضا سخريا} (الزخرف:32) فكان هذا لطفاً منه سبحانه بعباده. وأيضاً ليمتحن الغني بالفقير، والفقير بالغني، كما قال تعالى: { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون} (الفرقان:20) فمن شأنه جل جلاله أن يوسع على من أراد التوسعة عليهم في الدنيا. وإذا وسع على أحد في الدنيا، فإنما ذلك ابتلاء؛ ليستخرج شكر المؤمن، ويستدرج الكافر، وإذا ضيق على أحد في الدنيا، فإن كان كافراً فلعله يرجع، وإن كان مؤمناً فليختبر صبره، ولِيُعْلِمَ عباده أن التوسعة في الرزق ليست ملازمة للكرامة، وأن التضيق فيه ليس ملازماً للمهانة. الوقفة الخامسة: (الرزق) كل ما يُنتفع به؛ فكل شيء ينتفع به العبد هو رزق، وليس الرزق مقصوراً على (المال) فكل شيء يكون مجاله الانتفاع يدخل في الرزق: العلم رزق، والخُلُق رزق، والجاه رزق... وفي قصة الخضر عليه السلام نموذج للزرق المعنوي بغير حساب، وفي قصة ذي القرنين نموذج للرزق المادي والمعنوي بغير حساب. الوقفة السادسة: قوله عز وجل: { يرزق من يشاء بغير حساب} يجعل كل إنسان يلزم أدبه، إن رأى غيره قد رُزِق أكثر منه؛ لأنه لا يعلم حكمة الله فيها.
الثاني: جائز أن يكون المعنى: أنه يرزق في الدنيا عباده المؤمنين من حيث لا يحتسبون. فإن قيل: قد قال الله تعالى في وصف المتقين وما يصل إليهم: { جزاء من ربك عطاء حسابا} (النبأ:36) أليس ذلك مناقضاً لما في هذه الآية؟ والجواب: لا؛ لأن المقصود بقوله سبحانه: { عطاء حسابا} أقوال، منها: أولاً: أن يكون بمعنى كافياً، من قولهم: حسبي كذا، أي يكفيني. والمعنى: أن الله تعالى يكرمه ويعطيه حتى يقول: حسبي حسبي. ثانياً: قوله سبحانه: { حسابا} مأخوذ من حسبت الشيء إذا أعددته وقدرته، أي: بقدر ما وجب له فيما وعده الله تعالى به من الأضعاف المضاعفة، للحسنة عشراً أو سبعمائة أو بدون مقدار، كقوله تعالى: { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} (الزمر:10). ثالثاً: أنه كثيراً، فيقال: أحسبت فلاناً، أي: أكثرت له العطاء. رابعاً: أنه حسب أعمالهم. خامساً: أنه تعالى لما ذكر في وعيد أهل النار { جزاء وفاقا} قال في وعد أهل الجنة: { عطاء حسابا} كأنه يقول: راعيت في ثواب أعمالكم الحساب؛ لثلا يقع في ثواب أعمالكم بخس أو نقصان. فانظر إلى عظمة هذا الكتاب وكثرة معانيه: كالبدر من حيث التفت رأيته يهدي إلى عينيك نوراً ثاقباً كالشمس في كبد السماء وضوئها يغشى البلاد مشارقاً ومغاربا بيد أن محاسن أنوار هذا الكتاب العظيم لا يمكن أن تثقفها إلا البصائر الجلية، وأطايب ثمره لا تقطفها إلا الأيادي الزكية، ومنافع شفائه لا تنالها إلا النفوس الزكية النقية، كما صرح في وصفه سبحانه: { إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون * لا يمسه إلا المطهرون} (الواقعة:77-79) وقوله عز وجل: { قل هو للذين أمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذنهم وقر وهو عليهم عمى} (فصلت:44).
وهذه الوجوه كلها صحيحة ومحتملة، ولا تعارض بينها، فيجوز أن يكون جميعها مراد الآية الكريمة.
[3]. وبقدر إقبالك على الله تعالى وطاعته يبارك لك في الرزق؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ ﴾. [4]. وهذه سنَّة كونية لا تتخلف أبدًا؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾. [5]. وَعَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ، بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ». [6]. [1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الآية/ 37. [2] رواه أحمد والترمذي. [3] رواه ابن ماجه بسند صحيح. [4] سُورَةُ الْأَعْرَافِ: الآية/ 96. [5] سُورَةُ الْجِنِّ: الآية/ 16. [6] رواه أحمد. مرحباً بالضيف