وبعد الاستماع لأوراق العمل المقدمة من الباحثين ومناقشة المختصين من الحضور خلصت الحلقة البحثية إلى التوصيات الرئيسة التالية: أولاً: التقدم بخالص الشكر والتقدير لمعالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على رعايته لهذه الحلقة، ودعمه لمناشط مركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة بغية تحقيق المركز لرسالته وأهدافه، والشكر موصول لمركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة إدارة ومنسوبين على حسن اختيار موضوع الحلقة وجودة التنظيم والمبادرة بالمشاركة الفعالة في خدمة المجتمع بالندوات والحلقات المتميزة التي تعالج القضايا المستجدة. تصرفات المريض النفسي - علاج الحالة النفسية - علاج المرض النفسي بدون طبيب. ثانياً: يؤكد المشاركون على الأهمية الكبيرة لموضوع الحلقة، إذ إنها تمس شريحة من أبناء مجتمعنا، لهم على المتخصصين من العلماء والباحثين حق تجلية حالهم وإبراز قضاياهم، وحل ما يعرض لهم من مشكلات. ثالثاً: أهمية التذكير بأن المرض النفسي نوع من أنواع الأمراض التي تصيب الإنسان، ويبتلي بها المولى جل وعلا من شاء من عباده، وأن المسلم مأجور على ما أصابه من ذلك إن صبر واحتسب، مع الأخذ بأسباب العلاج ومدافعة البلاء بالوسائل المباحة. رابعاً: التأكيد على أهمية التصور الصحيح لأنواع المرض النفسي وأعراض كل نوع ودرجة تأثيره على مستوى الإدراك لدى المريض، وذلك لما لهذا التصور من أثر بالغ في التكييف الفقهي لتصرفات المريض النفسي، وإلحاقه بما في معناه من أمراض تكلم عنها الفقهاء المتقدمون، ومن ثم الوصول إلى الحكم الشرعي الصحيح على تصرفات المريض.
ثامناً: يوصي المشاركون بضرورة تحديد آلية دقيقة وواضحة لكيفية تشخيص الحالات المتشابهة في الأعراض للمرضى النفسيين وإجراء المزيد من البحوث والدراسات للتفريق بينها وتحديد الأثر الفعلي لكل حالة على مستوى الإدراك لدى المريض النفسي، ووضع معايير دقيقة لهذه الأمراض النفسية ومدى تأثيرها، حتى يبنى على ذلك الحكم الشرعي في صحة عقود وتصرفات المريض النفسي ومدى مسؤوليته عما يصدر منه من أقوال وأفعال، وذلك عن طريق الشراكة البحثية بين مراكز البحوث المتخصصة في الدراسات الشرعية والطب النفسي. تاسعاً: ضرورة وجود مراكز متخصصة في دراسات السلوك الجنائي للمرضى النفسيين في المملكة العربية السعودية وحصرها ومعرفة بواعثها، وما يحتف بها من أحوال وقرائن، بغية إضفاء المزيد من المعلومات حول تصرفات المرضى النفسيين، لتحليلها واستخلاص النتائج العلمية من جراء استقرائها، وكيفية التعامل مع المرضى بحسب تلك الدراسات. عاشراً: التأكيد على الحاجة إلى التعاون بين الجهات ذات العلاقة بالمرضى النفسيين لوضع لائحة بحقوق المريض النفسي على المجتمع، بما يشمل حقوقه على الأسرة والمجتمع ومراكز الطب النفسي المتخصصة. تصرفات المريض النفسي - منتدي فتكات. حادي عشر: يوصي المشاركون بتفعيل التوصيات التي خرجت بها هذه الحلقة من خلال نشرها على الموقع الإلكتروني لمركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة، وتزويد المجلس الأعلى للقضاء ووزارة العدل وديوان المظالم وهيئة التحقيق والادعاء العام والمراكز الرئيسة المتخصصة في الطب النفسي بنسخ منها.
فالمصاب بها سليم الإدراك والتمييز، ويتحكم في إرادته، إلا أنه يستمتع بممارسات خاطئة يحتاج إلى تكرارها، ويصعب عليه الانفكاك عنها، فحكمه أنه مؤاخذ بتصرفاته؛ لكمال أهليته. قال ابن تيمية – رحمه الله –: "وأمَّا كون الإنسان مريداً لما أمر به أو كارها فهذا لا تلتفت إليه الشرائع، بل الإنسان مأمور بمخالفة هواه". وقال في مملوك قتل نفسه: "لم يكن له أن يقتل نفسه وإن كان سيده قد ظلمه واعتدى عليه، بل كان عليه إذا لم يمكنه رفع الظلم عن نفسه أن يصبر إلى أن يفرج الله". أثر تصرفات المريض النفسي: أولاً: أثر ألفاظ المريض النفسي: العقل والإرادة هما أساس التكليف، فإذا تحقق وجودهما في الشخص ترتب أثر تصرفاته عليه، وألزم بموجبه. كيفية التعامل مع المريض النفسي | المرسال. وفي المقابل من فات عليه عقله أو إرادته بحيث لم يكن عنده عقل يميز به الأمور الحسنة والقبيحة، ويتمكن من الاستدلال والفهم، أو لم تكن له إرادة يتمكن بها من الفعل والترك، فإن ألفاظه لا يؤاخذ بها ولا يلزم بموجبها؛ لفوات أهليته. ويستدل لذلك بما يلي: حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: «لا طلاق ولا عتاق في إغلاق». [أحمد في مسنده، رقم 6/276، وأبو داود، رقم (2193) ، وابن ماجه، رقم (2046) قال عنه الحاكم في مستدركه 2/216: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وحسنه الألباني في الإرواء 7/113].
الانسحاب الاجتماعي: من سلوكيات المريض النفسي الشائعة، انسحابه من نطاق اجتماعه بالناس، وتفضيله للوحدة على البقاء في جماعة أصدقاءه أو أقرانه. علاج الحالة النفسية يشيع استخدام مثبتات المزاج لعلاج الاضطرابات الثنائية القطب، التي تنطوي على نوبات متبادلة من الهوس والاكتئاب. في بعض الأحيان تستخدم مثبتات المزاج مع مضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب. الأدوية المضادة للذهان ، عادةً ما تستخدم الأدوية المضادة للذهان لعلاج الاضطرابات الذهانية، مثل الفصام. حافِظْ على نشاطك. التمرينات يمكن أن تساعدك على التحكم في أعراض الاكتئاب والتوتر والقلق. ويمكن للنشاط البدني أيضًا مواجهة آثار بعض الأدوية النفسية التي قد تُسبِّب زيادة الوزن. فكر في المشي والسباحة والبستنة أو أي شكل من أشكال النشاط البدني الذي تستمتع به. حتى النشاط البدني الخفيف يمكن أن يحدِث فرقًا. اتخذ خيارات صحية. الحفاظ على جدول منتظم يتضمن النوم الكافي والأكل الصحي والنشاط الصحي المنتظم يعَد أمرًا مهمًّا لصحتك العقلية. علاج المرض النفسي بدون طبيب لا تتخذ قرارات مهمة عندما تكون الأعراض شديدة. تجنب اتخاذ القرار عندما تكون في عمق أعراض المرض العقلي ، فإنك قد لا تفكر بوضوح.
التخلّف العقلي: فالتخلّف العقلي هو انخفاض واضح في نسبة الذكاء بحيث لا يقدر المصاب به على التعلّم وتدبّر الأمور الشخصية. الخجل: قد يكون الأمر غريباً ومفاجئاً إلا أنّ الخجل يعدّ من الأمراض النفسية واسعة الانتشار في العالم أيضاً، فيفقد صاحبه الثقة بالنفس والجرأة على التحّدث مع الناس، وبالتالي يشعر بأنه أقل قيمة وقدراً منهم. توهّم المرض؛ بحيث يشعر المريض بأنه مصاب بكل مرض يتم ذكره أمامه، ويعيش في أعراض المرض. كيفيّة التعامل مع المريض النفسي يجب أن يتم تحديد نوع المرض النفسي المصاب به المريض، وتحديد المرحلة التي وصل إليها المرض، ومن ثم استشارة طبيب متخصص لتحديد ضرورة تواجد المريض داخل المستشفى من عدمه. يجب مراجعة الطبيب النفسي في كلّ الحالات لتقديم الدواء المناسب للمريض، ويجب تقديم الدواء للمريض باستمرار وانتظام من قبل المشرف الشخصي له، وعدم الإهمال في المتابعة الدورية للمريض، فالإخلال بمواعيد الدواء يُسبّب تداعياً في حالة المريض. يجب الإلمام بنوع المرض المصاب به المريض، ومعرفة سببه وأعراضه وطرق علاجه. تقديم التغذية المناسبة والصحيّة للمريض، ومنعه من تناول الأغذية المضرّة والمشروبات الغازية لما تسببه من أمراض وتداعي في سلامة المريض الجسدية والعقلية.
خامساً: يوصي المشاركون القضاة والمحققين والمتخصصين في الطب النفسي بضرورة بذل مزيد عناية بتحقيق المناط الخاص بكل واقعة من وقائع المرضى النفسيين، وذلك بمعرفة حال كل مريض نفسي على حده، والتأكد من أهليته وإدراكه من قبل المختصين الثقاة في الطب النفسي خلال فترة التحقيق معه وقبل عرضه على المحاكم، وذلك لأن حالات المرض النفسي وإن اتحد نوعها وتشابهت أعراضها إلا أن درجة المرض في كل حالة وتأثير العرض على الإدراك في كل منها قد يختلف من مريض لآخر، فتوجب النظر الخاص في كل حالة، والحكم عليها بحسبها. سادساً: يوصي المشاركون بضرورة تحديد الإجراءات التي ينبغي للقاضي والمحقق اتباعها للتحقق من حالة مدعي المرض النفسي، وهذا وإن كان معمولاً بها في محاكم المملكة العربية السعودية وهيئات التحقيق والادعاء العام إلا أنه ما زال بحاجة إلى وضع تنظيم واضح لدى المحقق والقاضي، وأن يعتمد في تقرير الحالة إلى فريق من المتخصصين والممارسين للطب النفسي. سابعاً: يوصي المشاركون بعقد حلقات تدريبية مكثفة للقضاة والمحققين للتعامل المهني مع التقارير الطبية المرفوعة لهم من قبل مراكز الطب النفسي والمتخصصين عن حالات المرضى النفسيين، وأن يتم التعاون بين المعهد العالي للقضاء وخبراء الطب النفسي لإيضاح أعراض بعض الأمراض النفسية المنتشرة، وتحديد درجة الإدراك لدى المصابين بها.
الصورة الثانية: أن تكون جنايته على نفسه فيما دون النفس قد يرتكب المريض النفسي أفعالا إجرامية بحق نفسه نتيجة شعوره بالإثم إزاء بعض التصرفات الصادرة منه؛ فيقطع بعض أعضائه باعتبارها مصدرا للخطايا، أو بما يخيل إليه من أن بعض أطرافه تطول, أو تتأثر بعض أعضائه أثناء محاولته للانتحار. وحكم هذه الحالة يرجع إلى طبيعة المرض النفسي، وبيان ذلك في صورتين: الأولى: أن يكون المرض النفسي خفيفا لا يُفقِد الإدراك، وحينئذ يجب على القاضي تعزيره بما يراه مناسبا لجريمته؛ لأن القصاص إذا سقط لكون الجناية واقعة على نفسه شُرع في حقه التعزير لوجود موجبه. الثانية: أن يكون المرض النفسي شديدا يؤدي إلى فقدان الإدراك وقت الجناية، ويشرع في هذه الحالة أن يؤدبه القاضي بما يكف أذاه عن نفسه، ولا يعزره؛ وذلك تخريجا على اتفاق الفقهاء – رحمهم الله تعالى – في حكم المجنون إذا جنى على نفسه أنه يؤدب بما يردعه عن الأذية، ولا يعزر؛ وذلك لما يلي: أن التعزير لا يكون إلا عن معصية، وفعل المريض النفسي لا يوصف بالمعصية طالما هو فاقد للإدراك، والحكم المعلّق على سبب يتحقق وجوده على تقدير وجود السبب. أن العقوبات مشروعة لتحقيق الزجر، والمريض النفسي يفقد الإدراك، فلا تحقق العقوبة في حقه الردع لانتفاء وسيلته، وهو الإدراك.
ذات صلة شرح وتفسير سورة الضحى المُبسط تفسير سورة الهمزة شرح الآية الكريمة قال الله -تعالى-: ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ). [١] هذا النبي يُحتذى به في صبره؛ صبر أيوب، حيث كان أيوب -عليه السلام- نبياً مرسلاً إلى بني إسرائيل ، ولبث فيهم سبع سنين يدعوهم إلى الله -تعالى-، فلم يُجبه إلّا ثلاثة، وكان كثير المال والولد، وبارك الله له فيما آتاه، وكان أعبد وأشكر خلق الله في زمانه، وذُكر في بعض الكتب أنّ إبليس حسده على إيمانه، واعتقد أنَّ سبب عبادة أيوب -عليه السلام- لله وشكره على النعم هو وجود هذه النعم، فلو انتُزعت منه لكفر بالله -عزَّ وجلّ-. [٢] وقد ابتلى الله نبيّه أيوب باستلاب النِّعم الظاهرة؛ ليظهر فسادَ اعتقادِ إبليس، وأصاب البلاء أموال أيوب -عليه السلام- وأهله حتى أهلك الحرث والنسل شيئاً بعد شيء، [٢] فلما بلغ أيوب -عليه السلام- هلاك ماله وولده حمد الله حمداً كثيراً وقال: "اللّهمّ إنَّه كان يشغلني مالي وولدي عن عبادتك، والآن قد فرغ لك سمعي وبصري وقلبي وليلي ونهاري".
الرابع عشر: أن معنى مسني الضر من شماتة الأعداء ؛ ولهذا قيل له: ما كان أشد عليك في بلائك ؟ قال شماتة الأعداء. قال ابن العربي: وهذا ممكن فإن الكليم قد سأله أخوه العافية من ذلك فقال: إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء. الخامس عشر: أن امرأته كانت ذات ذوائب فعرفت حين منعت أن تتصرف لأحد بسببه ما تعود به عليه ، فقطعت ذوائبها واشترت بها ممن يصلها قوتا وجاءت به إليه ، وكان يستعين بذوائبها في تصرفه وتنقله ، فلما عدمها وأراد الحركة في تنقله لم يقدر قال: [ ص: 231] مسني الضر. وقيل: إنها لما اشترت القوت بذوائبها جاءه إبليس في صفة رجل وقال له: إن أهلك بغت فأخذت وحلق شعرها. فحلف أيوب أن يجلدها ؛ فكانت المحنة على قلب المرأة أشد من المحنة على قلب أيوب. وايوب اذ نادي ربه اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين. قلت: وقول سادس عشر: ذكره ابن المبارك: أخبرنا يونس بن يزيد عن عقيل عن ابن شهاب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر يوما أيوب النبي - صلى الله عليه وسلم - وما أصابه من البلاء ؛ الحديث. وفيه أن بعض إخوانه ممن صابره ولازمه قال: يا نبي الله لقد أعجبني أمرك وذكرته إلى أخيك وصاحبك ، أنه قد ابتلاك بذهاب الأهل والمال وفي جسدك ، منذ ثمان عشرة سنة حتى بلغت ما ترى ؛ ألا يرحمك فيكشف عنك!
وفي بلاء أيوب عليه السلام ذكرى لكل عابد أن الصبر والاستكانة والثبات والتواضع لله سبحانه حال الأزمات أسباب يُتنزَّل بها رحمة أرحم الراحمين؛ لتكون العاقبةُ الفرجَ والمخرج والراحة.