10 من ثمار التوكل على الله هناك العديد من الثمار التي تعود بالنفع والرضا على من يتوكل على الله ومن ثمرات التوكل على الله. أولا: سعة الرزق قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقك كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطاناً " رواه أحمد وصححه الألباني ". ثانيا: التوكل على الله يحفظ من همسات الشيطان قال الله تعالى " إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون " سورة النحل. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم " من قال حين يخرج من بيته: بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له: كفيا ووقيت وهديا وتنحي عنه الشيطان ، فيقول لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدى وكفى ووقى " رواه الترمذي وصححه الألباني. ثالثا: التوكل الله يجعل الناس راضون ومتفائلون ويذهب التشاؤم قال رسول الله صلى الله علية وسلم: " الطيرة شرك ولكن الله يذهبها بالتوكل " رواه الترمذي وصححه الألباني. رابعا: التوكل الحق على الله يعتبر سبب لدخول الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب قالوا: من هم يا رسول الله ؟ قال: هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون ".
وقال عز وجل: "وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ". قال تعالى: "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون". وفي النهاية نكون قد عرفنا ثمرات التوكل على الله حيث يُحفظ العبد من الشيطان الرجيم، وشره، بالتوكل على الله عز وجل بدليل ما ورد في قول الله سبحانه وتعالى: "إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"، لذلك ينبغي على كل مسلم، ومسلمة التحلي بصفتي الصبر، والتوكل على الله تعالى.
[8] انظر: للرازي، مفاتيح الغيب، مج (11-12/31-32) [9] انظر: لسيد قطب (2/739-750) [10] انظر: للمقدسي، مختصر منهاج القاصدين، ص 297 [11] الترمذي (2516) واللفظ له، وقال: حديث حسن صحيح، وأحمد في المسند (2804) وقال شاكر: إسناده صحيح.
بالثقة بما عند الله يكمل الإيمان وهذا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، قد تركَ (6) دراهم مع زوجتهِ فاطمة الزهراء لتشتري طحينًا ، فلمّا خرجَ وجدَ سائلًا فأرسلَ لها طالبًا الدراهم، فظنّت أنهُ نسي أنها ثمنُ الطحين، فقال لها قولًا يكتب بماء الذهب: (لا يصدقُ إيمانُ عبدٍ حتى يكونَ ما عندَ الله أوثقَ مما في يده) ، فلمّا علمت رضي الله عنها السبب ما ترددت وسارعت فبذلتها. ولمّا مضى علي كرّمَ الله وجهه إذ برجلٍ يمرّ وعنده ناقة فقال له: هل تبيعني النّاقة دينًا؟ قال: أنت نعم، فاشتراها دينًا بـ (140) درهمًا، ثم ما مشى قليلًا وإذ بتاجر يطلبها فباعه إياها بـ (200)، ثم سددَ دينهُ وبقيَ معهُ (60) درهمًا، فرجعَ إلى فاطمة وقال: اُنظري قول الله عز وجل {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}. أهلُ بيت النبي ﷺ هم نموذجُ الكرمِ و الجود والإنفاق والثقةِ بالله عزّ وجل ، هؤلاء قُداوتنا الذين نُصليّ ونُسلّمُ عليهم في كل صلاة، هؤلاء الذين تعلموا من جدّهم ﷺ قسمه: «ما نقصَ مالٌ من صدقة » ، فلنخض هذه التجربة ولنعش هذهِ المعاني. هذا خير من قرصك يتجلى معنى اليقين بالله في قصةِ أم المؤمنين السيدةُ عائشة بنت أبي بكرٍ الصديق، كانت صائمة واقتربَ وقتُ الإفطار وما عندها إلا رغيف ، فطرق الباب سائلٌ فأخبرتهُ أن تعطيهِ الرغيف، فأشفقت الخادمةُ عليها فقالت: بم تُفطرين؟!
فيعمل العبد ويقرن أعماله بالتوكل على الله ويسعى لمرضاة ربه ومرضاة رسوله، فعمل الإنسان وعبادته لا تكفي لحصول النتائج بل الله صاحب القدرة والمشيئة في كل الأمور ولكن مع هذا يظل العبد المؤمن يتوكل على الله وحده لتحقيق المراد والمصاير وقبول الأمر بأمل ورجاء في الله تعالى. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يومًا فقال: "يا غلام إني أعلمك كلمات: أحفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف" [11]. وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]، فالله كاف الجميع ما يهمهم في جميع أمورهم، والله تعالى يريد من عبده المؤمن تكميل مراتب العبودية من الذل والانكسار، والتوكل والاستعانة، والرضى والإنابة له، والأمل والرجاء وفيهما من الانتظار والترقب لفضل الله ما يوجب التعلق بذكر والعمل على طاعته، ورضاه فالله يحب من عباده أن يؤملوه ويرجوه ويسألوه من فضله سبحانه بعد توكلهم عليه. الهوامش: [1] انظر ابن القيم، مدارج السالكين، (2/37) [2] انظر: الرازي، مفاتيح الغيب، (6/41-42) [3] أبو طالب، قتادة ابن دعامة السدوسي الأكمه، توفى سنة 117هـ ، انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، (5/269) [4] انظر: للمراغي، تفسيره (1/137) [5] انظر: لأبو السعود، إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، (1/255) [6] انظر: لابن عاشور، التحرير والتنوير، (2/337- 338) [7] انظر: للسيوطي عن قتادة، الدر المنثور، (2/6687)... وما بعدها.
التوكل على الله من عوامل جلب المنافع ودفع المخاطر. يحب الله سبحانه وتعالى عباده المتوكلين عليه، فقد قال عز وجل في سورة آل عمران: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ". فوائد التوكل على الله ومن الفوائد الأخرى للتوكل على الله ما يلي: المتوكل على الله مُحصن من أي مرض قلبي مثل التشاؤم والكِبر، كما أنه مُحصن من شرور العين والحسد. من يتوكل على الله يزداد إيمانه به ويرضى بقضائه. المتوكلين على الله من أوائل الناس الفائزين بالجنة، فقد جاء في كتاب الله تعالى في سورة العنكبوت: " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ 58 الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ". يمثل التوكل على الله وقاية للمؤمن من أذى الناس وظلمهم وعدوانهم، فقد جاء في سورة آل عمران: "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ".