الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط تفسير سورة الذاريات [ ص: 371] سورة "الذاريات" بسم الله الرحمن الرحيم والذاريات ذروا 1 - والذاريات ؛ الرياح؛ لأنها تذرو التراب؛ وغيره؛ وبإدغام التاء في الذال "حمزة وأبو عمرو"؛ ذروا ؛ مصدر؛ والعامل فيه اسم الفاعل.
﴿ آية ﴾: علامة على هلاك أهلها. ﴿ بسلطان مبين ﴾: بدليل قوي وحجة قاطعة. ﴿ فتولَّى بركنه ﴾: فأعرض فرعون بقوته وسلطانه عن الإيمان. ﴿ فنبذناهم في اليم ﴾: فألقيناهم في البحر. ﴿ وهو مُليم ﴾: وهو آتٍ بما يلام عليه من الكفر والطغيان. ﴿ عاد ﴾: قوم هود - عليه السلام -. ﴿ العقيم ﴾: المدمرة القاطعة لنسلهم. ﴿ ما تذر ﴾: لا تترك. ﴿ كالرميم ﴾: مثل الشيء البالي المفتت الهالك. ﴿ ثمود ﴾: قوم صالح - عليه السلام -. ﴿ تمتعوا ﴾: عيشوا متمتعين بالدنيا. ﴿ حتى حين ﴾: إلى وقت هلاككم. ﴿ فعتوا عن أمر ربهم ﴾: فاستكبروا عن طاعة الله. ﴿ فأخذتهم الصاعقة ﴾: فأهلكتهم صيحة قوية أو نار من السماء. ﴿ فما استطاعوا من قيام ﴾: فلم يقدروا على الهرب والنهوض من شدة هذه الصاعقة. ﴿ فاسقين ﴾: خارجين عن طاعة الله. ﴿ بنيناها بأيد ﴾: جعلها الله هائلة متماسكة محفوظة بقوة وقدرة (ولله - سبحانه وتعالى - يد لا يستطيع العقل أن يتصورها؛ لأنه ليس كمثله شيء). ﴿ وإنا لموسعون ﴾: والله - سبحانه وتعالى - قادر قدرة لا حدود لها. إسلام ويب - في ظلال القرآن - تفسير سورة الذاريات- الجزء رقم2. ﴿ فرشناها ﴾: مهدها الله وبسطها كالفراش. ﴿ الماهدون ﴾: المصلحون (وهو تعظيم للخالق تبارك وتعالى). ﴿ زوجين ﴾: صنفين ونوعين مختلفين.
والجزاء على الأعمال لواقعٌ، فليعتبر من يعتبر من الناس عامّةً ومن مشركي قريش خاصة، فكما ذكرنا أنّ السورة نزلت بمكة فهي بذلك تخاطب أهل مكة وتعلمهم بصدق سيدنا محمد بقسم من الله -تعالى- جرياً على عادتهم بالقسم والأيمان. [٣] وصف المتقين وجزاؤهم تعتني سورة الذّاريات بالحديث عن المتقين وعاقبتهم، ويقع ذلك في الآية الخامسة عشر حتّى الآية الثالثة والعشرون، وتجدر الإشارة إلى أنّ الحديث عن المتقين يأتي عقب الحديث عن المشركين وعاقبتهم، وهذا المنهج القرآني في الترهيب والترغيب يوجّه الإنسان لاقتفاء الطريق السديد، وعصمة النفس عن الابتعاد عن الحق، ودخولاً في زمرة المتقين. يقول الله -تعالى- مخبرأ عن المتّقين أنّهم ينعمون بجنّات آخذين من النّعم ما يشتهون وزيادة، فهذا جزاء إحسانهم في الحياة الدنيا، وصنوف ذلك الإحسان عديدة تذكرها الآيات الكريمة على النحو الآتي: [٥] المحافظة على قيام اللّيل. التسبيح في وقت السحر. تفسير سورة الذاريات مختصر. المتصدّق بماله لمن: يسأل ويطلب المال، والصدقة للمحروم؛ صاحب الحاجة الذي رغم حاجته لا يطلب المال. بشرى سيدنا ابراهيم تتناول الآيات من (24-30) من السورة، مجيء ملائكةٍ كرام لسيدنا إبراهيم -عليه السلام-، فيكرمهم الكريم إبراهيم خليل الله، فيقرّب لهم عِجلاً سميناً يأكلون منه، فيمتنعوا عن الأكل، وهذا ما أوقع النبي إبراهيم -عليه السّلام- في التوجّس منهم ومن أمرهم، فأخبروه بأنّهم ملائكة جاؤوهُ بالبُشرى وقد كانت أنّه سيرزق بغلامٍ حليم.
﴿ يؤفك عنه ﴾: يصرف عن الحق. ﴿ من أفك ﴾: من صرف عن الهداية، وحرم السعادة. ﴿ قتل الخرَّاصون ﴾: لعن الكذَّابون. ﴿ في غمرة ساهون ﴾: في جهالة وغفلة لاهون متشاغلون عمَّا أمروا به. ﴿ أيَّان يوم الدين ﴾: متى يوم الحساب. ﴿ يفتنون ﴾: يعذبون. ﴿ عيون ﴾: عيون ماء جارية. ﴿ كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ﴾: كانوا لا ينامون إلا وقتًا قليلاً ويصلون أكثر الليل تقربًا إلى الله. ﴿ بالأسحار ﴾: في أواخر الليل. ﴿ آيات ﴾: دلائل واضحة على قدرته - عز وجل -. ﴿ للموقنين ﴾: للمؤمنين حقًّا. ﴿ رزقكم ﴾: أسباب رزقكم. ﴿ حديث ﴾: خبر. تفسير سورة الذاريات للأطفال 1\3 - YouTube. ﴿ ضيف إبراهيم ﴾: الملائكة. ﴿ فراغ إلى أهله ﴾: فمضى إلى أهله في سرعة وخفية من أضيافه. ﴿ فأوجس منهم خيفة ﴾: فأحس في نفسه منهم بالخوف عندما رآهم لا يأكلون. ﴿ بغلام عليم ﴾: بولد يولد له من زوجته "سارة". ﴿ في صرة ﴾: في صيحة عالية. ﴿ فصكَّت وجهها ﴾: فلطمت وجهها بيدها تعجبًا من هذا الأمر العجيب. ﴿ عجوز عقيم ﴾: أنا امرأة عجوز لم ألد أبدًا. مضمون الآيات الكريمة من (7) إلى (30) من سورة "الذاريات": 1- ثم يقسم - سبحانه وتعالى - بالسماء المحكمة التركيب، البديعة الصنع على أن الكافرين لا ثبات لهم ولا استقرار؛ لأنهم في حيرة دائمة شأن كل باطل وكذب، وسوف يأتيهم العذاب فيحرقون بالنار التي كانوا بها يكذبون.
فقيل { لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ} أي: الصيحة العظيمة المهلكة { وَهُمْ يَنْظُرُونَ} إلى عقوبتهم بأعينهم. { فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ} ينجون به من العذاب، { وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ} لأنفسهم. تفسير سورة الذاريات للناشئين. { 46} { وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} أي: وكذلك ما فعل الله بقوم نوح، حين كذبوا نوحًا عليه السلام وفسقوا عن أمر الله، فأرسل الله عليهم السماء والأرض بالماء المنهمر، فأغرقهم الله تعالى [عن آخرهم]، ولم يبق من الكافرين ديارًا، وهذه عادة الله وسنته، فيمن عصاه. { 47-51} { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ * وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ * وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ * وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} يقول تعالى مبينًا لقدرته العظيمة: { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا} أي: خلقناها وأتقناها، وجعلناها سقفًا للأرض وما عليها.