[ ص: 292] وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان . [ يوسف: 108]. ذكر من قال ذلك: 19981 - حدثني المثنى ، قال: أخبرنا إسحاق ، قال: حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع بن أنس ، في قوله: ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة) ، يقول: هذه دعوتي. 19982 - حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله: ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة) ، قال: " هذه سبيلي " ، هذا أمري وسنتي ومنهاجي ( أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) ، قال: وحق والله على من اتبعه أن يدعو إلى ما دعا إليه ، ويذكر بالقرآن والموعظة ، وينهى عن معاصي الله. 19983 - حدثنا القاسم ، قال: حدثنا الحسين ، قال: حدثني حجاج ، عن أبي جعفر ، عن الربيع بن أنس ، قوله: ( قل هذه سبيلي): هذه دعوتي. 19984 - حدثنا ابن حميد ، قال: حدثنا حكام ، عن أبي جعفر ، عن الربيع: ( قل هذه سبيلي) ، قال: هذه دعوتي.
انظر - أيها المسلم - معي قول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿ قُلْ ﴾؛ أي: أعلنها يا محمد أنت ومن اتبعك مدوية في كل جنبات الأرض وأرجائها، وفوقها وتحتها، وفي كل مكان وبكل الوسائل، لكل الناس، أنك تدعو الناس جميعًا، بطريقة واضحة لا لبس فيها، وسبيلي واحدة مستقيمة لا عوج فيها ولا شبهة، وهي أني أدعو إلى إخلاص العبادة لله تعالى وحده، ببصيرة مستنيرة، وحجة واضحة، وكذلك أتباعي يفعلون ذلك، ولن نكفَّ عن دعوتنا هذه، مهما اعترضتنا العقبات. أيها المسلم، هل أنا وأنت من أتباع رسول الله، ننفذ ذلك في مسار حياتنا وفي جميع حالاتنا؟ أو أن الدعوة لها مؤسساتها التي يتقاضى من يعمل فيها الأجر من المؤسسة وليس من الله؟! قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيره. إن العمل لأخذ الأجر من الله، ليس كمن يعمل ويأخذ الأجر من عباد الله. إن الآية الكريمة قد أطلقت العاملين للدعوة عامة لكل من يتبع الرسول، وأنا وأنت أيها المسلم منهم إن شاء الله. إن تخلِّي المسلمين عن الدعوة بحجة أن الدعوة لها موظفون معينون تعينًا، لا تنص عليه الآية الكريمة. إن الدعوة تكليف عام، على كل المسلمين القيام به، فهي واجب على كل مسلم حسب قدرته وعلمه. ألم يقل الله لك: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].
Your browser does not support the HTML5 Audio element. تفسير قوله تعالى: "قُلْ هَذِهِ سَبيلي.. " السؤال: ما تفسير قول الله تعالى {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} الآية ؟ الجواب: الله يأمر نبيَّه أن يقول: هَذِهِ طريقي أنا ومَن اتبعني، وهي الدَّعوة إلى الله، فسَّرَها فسَّر "السَّبيل" بالآية نفسها؛ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي. قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة. و"السَّبيل" يُضاف إلى الرَّسول -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- كما في هذه الآية، ويُضاف إلى الله، ويُضاف إلى المؤمنين؛ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ [النساء:115]. فسبيلُ الرَّسول المذكور في هذه الآية هي الدَّعوة إلى الله منه ومِن أتباعه، الدَّعوة إلى الله على بصيرة: هذه سبيل الرَّسول.
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 30/12/2017 ميلادي - 12/4/1439 هجري الزيارات: 123309 ♦ الآية: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: يوسف (108). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ قل ﴾ لهم ﴿ هذه ﴾ الطَّريقة التي أنا عليها ﴿ سبيلي ﴾ سنتي ومنهاجي ﴿ أدعو إلى الله ﴾ وتمَّ الكلام ثمَّ قال: ﴿ على بصيرة أنا ﴾ أَيْ: على دينٍ ويقينٍ ﴿ ومن اتبعني ﴾ يعني: أصحابه وكانوا على أحسن طريقة ﴿ وسبحان الله ﴾ أَيْ: وقل: سبحان الله تنزيهاً لله تعالى عمَّا أشركوا ﴿ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ الذين اتَّخذوا مع الله ندا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ قُلْ ﴾ يَا مُحَمَّدُ: ﴿ هذِهِ ﴾ الدَّعْوَةُ الَّتِي أَدْعُو إِلَيْهَا وَالطَّرِيقَةُ الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا، ﴿ سَبِيلِي ﴾، سُنَّتِي وَمِنْهَاجِي. تفسير قوله تعالى قل هذه سبيلي - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: دِينِي، نَظِيرُهُ قَوْلُهُ: ﴿ ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ ﴾ [النَّحْلِ: 125]، أَيْ: إِلَى دِينِهِ. ﴿ أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ ﴾، عَلَى يَقِينٍ. وَالْبَصِيرَةُ: هِيَ الْمَعْرِفَةُ الَّتِي يميّز بِهَا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، ﴿ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾، أَيْ: وَمَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي أَيْضًا يَدْعُو إِلَى اللَّهِ، هَذَا قَوْلُ الْكَلْبِيِّ وَابْنِ زيد.
ودكر في معاني البصيرة في اللغة، معنيين: 1) قول ابن الأعرابي: البصيرة الثبات في الدين 2) البصيرة العبرة، ثم أتى بشاهدين على هذا المعنى: ـ قولنا: أليس لك في كذا بصيرة، أي: عبرة ـ قول الشاعر: في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر ثم أتى بتحقيق بديع! فقال ـ ـ: "والتحقيق: العبرة ثمرة البصيرة، فإذا تبصر اعتبر، فمن عدم العبرة فكأنه لا بصيرة له. وأصل اللفظ من الظهور والبيان، فالقرآن بصائر، أي: أدلة وهدىً وبيان يقود إلى الحق ويهدي إلى الرشد، ولهذا يقال للطريقة من الدم التي يستدل بها على الرمية بصيرة ". قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة. ودكر في إعراب ومن اتبعني قولين وهما: 1) أن ومن اتبعني معطوف على الضمير المرفوع في أدعوا ؛ فيكون التقدير والمعنى: أدعوا إلى الله أنا ومن اتبعني. وقد قال هنا: "وحسن العطف لأجل الفصل فهو دليل على أن أتباع الرسول هم الذين يدعون إلى الله وإلى رسوله " 2) أن ومن اتبعني معطوف على الضمير المجرور في قوله سبيلي؛ ويكون التقدير والمعنى: أي هذه سبيلي وسبيل من اتبعني فكذلك. ثم ختم وقال-رحمه الله_" وعلى التقديرين فسبيله وسبيل أتباعه الدعوة إلى الله " ووالله قد أفاد ابن القيم _رحمه الله_ فليس هناك مرتبة أعلى وأشرف عند الله سبحانه وتعالى من الدعوة إليه سبحانه وتعالى فما أحسن أن يكون المرء سائر طريق الأنبياء والرسل فعلينا ان نحرص على هدا الفضل العظيم نسأل الله ان نكون من الدعاة إليه سبحانه وتعالى مخلصين ومتبعين والحمد لله رب العالمين
عن أبي سعيدٍ الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((للمُتفرِّسين))؛ رواه الترمذي. ♦ وقيل: الفِراسةُ هي الاستدلالُ بالأمور الظاهرة على الأمور الخفيَّة. ♦ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إنه قد كان فيما مضى قبلَكم من الأمم مُحدَّثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم، فإنه عمر بن الخطاب))؛ متفق عليه. {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} هل أنا تابع لرسول الله صلى الله عليه وسلم أدعو على بصيرة؟. ♦ قال المناويُّ رحمه الله في (فيض القدير): " (مُحدَّث)؛ أي: مُلهَمٌ، أو صادق الظنِّ، وهو من أُلقِي في نفسه شيء على وجه الإلهامِ والمُكاشفة من الملأ الأعلى، أو من يجري الصوابُ على لسانه بلا قصدٍ، أو تُكلِّمه الملائكة بلا نبوَّة، أو من إذا رأى رأيًا أو ظنَّ ظنًّا أصاب كأنه حُدِّث به، وأُلقِي في رُوعه من عالم الملكوت؛ فيظهر على نحو ما وقع له، وهذه كرامة يُكرم اللهُ بها من شاء من صالح عبادِه، وهذه منزلةٌ جليلة من منازل الأولياء... ". ♦ قال ابن القيِّم رحمه الله: "الفِراسة الإيمانيَّة سببُها نورٌ يَقذِفُه الله في قلبِ عبدِه، يُفرِّق به بينَ الحقِّ والباطل، والصادق والكاذب، وهذه الفِراسةُ على حسب قوَّة الإيمان، وكان أبو بكر الصدِّيق أعظمَ الأمة فراسةً". ♦ قال: "وللإيمانِ الصادق والعبادة الصحيحة والمجاهدة نورٌ وحلاوة يَقذِفُهما الله في قلب مَن يشاء من عبادِه، ولكن الإلهامَ والخواطر والكَشْف والرُّؤى ليست من أدلة الأحكام الشرعيَّة، ولا تعتبر إلا بشرطِ عدم اصطدامِها بأحكام الدين ونصوصه".