واستدل الجمهور بحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في "الصحيحَيْنِ" عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: « كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قال الله تعالى: إلا الصومَ، فإنه لي وأنا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي ». وخروج المني من جملة الشهوة ؛ لأن اسم (شَهْوَة) يطلق عليه كما في قولُ الرَّسول - صلّى الله عليه وسلّم -: « وفي بُضْعِ أحدِكُم صَدَقَةٌ » ثم قال: « كذلك إذا وضعها في الحلال؛ كان لهُ أجْرٌ » ؛ والذي يُوضَعُ هو المنيُّ. حكم الاستمناء للصائم - فقه. قال ابنُ قدامة في "المغني": "وَلَوِ اسْتَمْنَى بِيَدِهِ فَقَدْ فَعَلَ مُحَرَّمًا، وَلا يَفْسُدُ صَوْمُهُ بِهِ إلا أَنْ يُنْزِلَ، فَإِنْ أَنْزَلَ فَسَدَ صَوْمُهُ". وقال الإمام النووي في "روضة الطالبين وعمدة المفتين" (2/ 361): "المني إذا خرج بالاستمناء، أفطر، وإن خرج بمجرد فكر ونظر بشهوة لم يفطر، وإن خرج بمباشرة فيما دون الفرج، أو لمس أو قبلة أفطر. هذا هو المذهب، وبه قال الجمهور" وعليه فالواجب على الأخ السائل التَّوبَةُ الصَّادِقَةُ، فالذَّنبُ في نهار رمضان أكبرُ إثمًا، فيُحتاج إلى توبةٍ نصوحٍ، وعملٍ صالحٍ، وإكثارٍ من القُرُبَاتِ والطاعات، وحظرٍ للنَّفس عن الشَّهوات المحرَّمة والمثيرات، وقضاء يوم،، والله أعلم.
ما هي كفارة الاستمناء في نهار رمضان؟ يجب على من استمنى في نهار رمضان أن يقضي ذلك اليوم الذي بطل فيه صيامه بسبب الاستمناء، وهذا ينطبق على كل من الرجل والمرأة على حد سواء، وفي حال لم يكن يعلم عدد هذه الأيام بالتحديد فيجب صيام أيام بالعدد الذي يغلب على الظن أن الذمة تبرأ به، وأما عن كفارة الاستمناء فليس عليه كفارة على الأرجح؛ وذلك لعدم ورود الدليل الذي يوجب ذلك، وإنما كفارته هنا هي التوبة الصادقة النصوح، والعمل الصالح، والإتيان بالحسنات اللاتي يذهبن السيئات، والإكثار من الطاعات والدعاء حتى يقبل الله التوبة.
[5] حكم خروج المذي والمني من الصائم ابن باز ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله في مسألة هل اخراج المني يبطل الصيام، أنّ المذي على الصحيح لا يفطر الصائم به ولا يضر الصوم لأنه يخرج سريعًا أما المني فلا، فالمذي شيءٌ يخرج من الذكر عند تحرك الشهوة، وهو لا يضر بالرّغم أن بعض أهل العلم قالوا أنّه يفطر ويفسد الصوم، أمّا المني فلو أمنى الصائم فقد فسد صومه بإجماع أهل العلم ويلزمه القضاء والإعادة، وعلى المرء المسلم أن يحذر من الجماع في نهار رمضان فهو من الأمور المحرمة، وكذلك باقي الأمور التي تقود للإنزال فالأولى بالمسلم أن ينشغل عنها والله أعلم. [6] أحوال خروج المني وأثرها على الصيام إسلام ويب في موقع إسلام ويب لخّصوا أحوال خروج المني في رمضان من خلال شرح مسألة هل اخراج المني يبطل الصيام، فقالوا أنّ الاحتلام لا أثر له على صحة الصيام، لأنّ الصائم النائم مرفوعٌ عنه القلم، فلا يؤاخذ بما يحصل منه، وأما من خرج من المني بالاستمناء أو المباشرة فقد فسد صومه ولزمه القضاء، ولو استمنا بيده فقد ارتكب محرمًا ولا يفسد صومه به إلا أن ينزل فإن أنزل فسد صومه، ولو كرر النظر فأنزل فسد صومه، أمّا لو أنزل بالتفكير فلا يبطل الصوم فالتفكير لا يؤاخذ به العبد والله أعلم.