وما قيل في ذلك هو الحق وجاءت به الأحاديث النبوية الشريفة والسنة المطهرة، الصحيحة وسوف يحدث بالفعل في آخر الزمان، ويحدث بسبب خروج المهدي المنتظر وبيعة المسلمين له، مصالح للمسلمين حيث أنه يقيم العدل وينشر شريعة الإسلام في الأرض، ويزيل الظلم عن الناس. وكما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة أن الأرض ستملأ عدلاً بعد أن ملئت جوراً في زمن المهدي المنتظر، وبترتيب الأحداث أنه يموت واحد من الحكام أو الخلفاء الأحياء ويحدث بين الناس وقتها شقاق شديد يصل إلى حد حدوث فتنة، يظهر المهدي المنتظر ويبايعه المؤمنون، بعد أن يتوسمون فيه إقامة العدل، والخير ويعرفوا فيه خروجه من بيت النبوة. المهدي المنتظر عند السنة ابن باز. وأما عن صفات المهدي المنتظر الجسدية لـ ابن باز، فلم يتعرض الأمام لها وإنما تعرض فقط إلى اسمه، وصفاته الخلقية، لا الجسدية لكن هناك من الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة، ومن العلماء من غير الإمام ابن باز قد ذكر كل ذلك، ومنها عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي أخرجه أحمد. أما عن الصفات الجسدية يقول النبي صلى الله عليه وسلم في وصفه له: المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً، يملك سبع سنين.
[٢] اللقب ومن أظهر ألقابه المهدي، وقد لقّبه به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (يخرجُ في آخرِ أُمَّتي المهديُّ، يَسقِيه اللهُ الغَيْثَ) ، [٣] ومن الجدير بالذكر أنّه لم يشترك معه أحدٌ في هذا اللقب، إلّا الخلفاء الراشدين الأربعة، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (فعليكم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديِّينَ، عَضُّوا عليها بالنَّواجذِ) ، [٤] ويدلّ هذا اللقب على حصول الهداية والتوفيق من الله تعالى. وقد قام عددٌ من علماء أهل السنّة، ومنهم: الإمام الإسفراييني، وابن حزم الأندلسي، والإمام الذهبي، وابن تيمية، وابن القيم، وغيرهم من العلماء بإضافة كلمة المنتظر إلى لقبه؛ ليصبح المهدي المنتظر، وتدلّ كلمة المنتظر على أنّ الأمة تنتظر خروجه في آخر الزمان، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض العلماء لقّبوه بألقابٍ أخرى، كالقائم؛ لأنّه سيقيم شرع الله تعالى في الأرض، كما قال الإمام ابن حجر الهيثمي: (جعل الله القائم بالخلافة الحقّ عند شدّة الحاجة إليها من ولده، ليملأ الأرض عدلاً). النسب يرجع نسب المهدي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فهو من آل بيته الكرام، وبالتحديد من نسل فاطمة الزهراء رضي الله عنها، مصداقاً لما رواه علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (المهديُّ مِنَّا أهلَ البيتِ يصلحُهُ اللهُ في ليلةٍ) ، [٥] بالإضافة إلى ما روته أم سلمة -رضي الله عنها- أنّها سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (المهديُّ من عِتْرتي من ولدِ فاطمةَ).
والدليل على أن المهدي عند الشِّيَعة الإمامية الاثني عشرية من ولد الحسين، ما جاء في الغيبة للنعماني، عن أبي عبدالله-جعفر بن محمد- في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة ‡ وصفاتهم، فقال:... الدرر السنية. فلم يزل الله يختارهم لخلقه من ولد الحسين عليه السلام من عقب كل ولد... " [12]. وعلى ذلك يرد علماؤنا من أهل السنة، "أما الشِّيَعة الاثنا عشرية فقد أسندوا المهدوية إلى آخر أئمتهم محمد بن الحسن العسكري الذي يقولون بأنه دخل السرداب بسامراء بعد موت أبيه وعمره إما سنتان وإما ثلاث وإما خمس علماً بأن بعض المؤرخين وعلماء الأنساب كالطبري وغيره يشكون في وجود محمد بن الحسن أساساً، ويذهبون إلى أن الحسن بن علي العسكري لم ينسل ولم يعقب، هذا بالإضافة إلى أن محمد بن الحسن إن وجد فهو من نسل الحسين وليس من نسل الحسن، وإن اتفق اسمه مع اسم النبي صلى الله عليه وسلم فإن اسم أبيه الحسن وليس عبدالله كاسم والد النبي كما وردت بذلك الأحاديث" [13]. وذكر الإمام ابن القيم من أحد أقوال العلماء الأربعة في المهدي، "القول الثالث: أنه رجل من أهل بيت النبي، من ولد الحسن بن علي، يخرج في آخر الزمان، وقد امتلأت الأرض جوراً وظلماً، فيملؤها قسطاً وعدلاً، وأكثر الأحاديث على هذا تَدل" [14].
ومع تقريره لذلك إلا أنه يتراجع ويحكم على سليمان بالجهالة فيقول (ص 333): (وبناء على فقه الجرح والتعديل فالرجل مجهول الحال بقطع النظر عن كل ما نقل في توثيقه ؛ لأن توثيقهم ليس له مستند من سبر الروايات). هذه بعض المؤاخذات على الكتاب، ومن أراد الاستزادة فيمكنه الرجوع إلى كتاب (سل الهندي على تعسف من ضعف أحاديث المهدي) لأحمد بن إبراهيم بن أبي العينين. والله أعلم
هذا وينبغي العلم بأنّ عددا من الكذّابين قد وضعوا أحاديث في المهدي عليه السلام أو في تعيين أشخاص من الكذّابين على أنّهم المهدي أو أنّه على غير ملّة أهل السنّة والجماعة ، كما حاول ادّعاء المهدوية عدد من الدّجالين مخادعة لعباد الله ولنيل شيء من حُطام الدّنيا ولتشويه صورة الإسلام وقام بعضهم بحركات وثوْرات وجمعوا من استغفلوهم من النّاس أو ساروا معهم منتفعين ثمّ هلك أولئك وتبيّن كذبهم وانكشف زيفهم ونفاقهم ، وكلّ ذلك لا يضرّ بمعتقد أهل السنّة والجماعة في المهديّ عليه السّلام وأنّه خارج لا محالة ليحكم الأرض بشريعة الإسلام. والله تعالى أعلم
وجاء في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة لهذه الأمة)). وما رواه أحمد والترمذي وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تذهب - أو لا تنقضي _ الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطئ أسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي)). وما جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((المهدي مني.. أجلى الجبهة أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا، كما ملئت ظلمًا وجورًا، يملك سبع سنين)). عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((المهدي من عترتي من ولد فاطمة)). ما هو المهدي المنتظر عند السنة ابن باز – المنصة. وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة)). وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحًا، وتخرج الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعًا، أو تمانيًا - يعني حججًا -)).