(19) انظر تفسير " المثقال " فيما سلف 8: 360 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 278 ، وهو نص كلامه. (20) انظر تفسير " الذرة " فيما سلف 8: 360 ، 361. (21) لم يذكر أبو جعفر قراءة الرفع في هذه الآية ، في موضعها من تفسير " سورة فاطر " ، فيما سيأتي 22: 77 ( بولاق) ، وسأشير إلى ذلك في موضعه هناك. لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. وهذا دليل آخر على اختصار أبي جعفر ، تفسيره في مواضع ، كما أشرت إليه في كثير من تعليقاتي. (22) انظر تفسير " مبين " فيما سلف من فهارس اللغة ( بين)
عبدالله بن مسعود | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 91 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح] الكِبرُ والتَّكبُّرُ والتَّعاظُمُ على النَّاسِ مِنَ الصِّفاتِ التي تَدُلُّ على فَسادِ القُلوبِ، ولذلك حَرَّمَ الشَّرعُ الكِبرَ على الخَلقِ؛ لأنَّه يَعني استِعظامَ الذَّاتِ، ورُؤيةَ قَدرِها فَوقَ قَدرِ الآخَرينَ، ولا يَنبَغي هذا إلَّا لله تَعالَى؛ فهو المُستَحِقُّ له، وكُلُّ مَن سِواه عَبيدٌ له سُبحانَه. وفي هذا الحديثِ يُوضِّحُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُوءَ عاقِبةِ الكِبرِ، ويُصوِّبُ بعضَ المَفاهيمِ عندَ النَّاسِ المُتعلِّقةِ بحُسنِ الهَيئةِ، فيُخبِرُ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لا يُدخِلُ أحدًا الجنَّةَ وفي قَلبه وَزنُ ذرَّةٍ منَ الكِبرِ، والذَّرَّةُ هي الغُبارُ الدَّقيقُ الذي يَظهَرُ في الضَّوءِ، أو هي النَّملةُ الصَّغيرةُ، وهو يَدُلُّ على أنَّ أقلَّ القليلِ مِنَ الكِبرِ إذا وُجِدَ في القلبِ كانَ سَببًا لعدَمِ دُخولِ الجنَّةِ، وعَدَمُ دُخولِ الجَنَّةِ هنا إذا كان المرءُ مُسلِمًا مَعناه: أنَّه لا يَدخُلُها ابتِداءً حتَّى يُجازَى على هذا الكِبرِ.
فشاهد القول أن على طالب العلم، أن يسأل عما أشكل عليه، كما كان الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- يسألون. قوله: الكبر بطر الحق، بطر الحق رده، أو جعل أن يجعل الحق باطلا والباطل حقا، فيه منافاة الكبر والمتكبر لقبول دعوة الحق، صفة الكبر تأبى على صاحبها أن يقبل الحق إلا ما وافق هواه، وفي هذا تحريم لهذه الخصلة، وقبح من اتصف بها، وقوله: غمط الناس، التجبر على الخلق، وجحد حقوقهم، والمماطلة، واستحقارهم وازدرائهم، فيه عظيم ضرر الكبر، وأنه ليس مقصورا على صاحبه. فرق بين الإثمين: الإثم الذي ينتهي شره على صاحبه، والإثم الذي يتعدى إثمه إلى غيره؛ لهذا لما ذكر ابن القيم -رحمه الله تعالى- مراتب الشيطان الست وعقبات الشيطان الست التي يتعقب فيها ابن آدم، ذكر أن أول مرتبة الشرك، ثم قال: المرتبة الثانية البدعة، ثم قال: الثالثة الكبيرة، قدم البدعة على الكبيرة وهذا هو الصحيح، لأمور كثيرة منها: أن البدعة ضررها عام، وأما الكبيرة فضررها خاص على من؟ على صاحبها. وقوله: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا، فيه ورع الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- وحرصهم على مباعدة ومجانبة كل ما يدخل بهم حول دائرة الإثم، وفيه أيضا أن على طالب العلم، على دعاة الخير أن يكونوا أحرص الناس على تجنيب أخلاقهم وخلقهم ما يسيء إلى سمعتهم شرعا، وفيه أيضا حرص الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- على حسن مظاهرهم، طابت بواطنهم وطابت ظواهرهم.