لكنّ هذا النصّ ـ لو لم يكن له صيغة أخرى ـ لا يثبت أيضاً استحباب قول (صدق الله العظيم) بخصوصه بعد الانتهاء من قراءة القرآن الكريم، فهو ـ لو صحّ سنداً ـ لا يثبت أكثر من استحباب هذه الجملة في أعمال أمّ داوود فقط، وليس فيه عموم أو إطلاق يشمل سائر موارد تلاوة الكتاب العزيز.
هذا وقد جاء في بعض المرويّات أنّ المسلمين قالوا هذه الجملة (صدق الله العلي العظيم) في معركة الأحزاب، دون ارتباطها بذكر القرآن الكريم وختم التلاوة بها. ويقول الشيخ النراقي (1209هـ) في (جامع السعادات) عند بيانه آداب التلاوة القرآنية ما نصّه: (وافتتاح القراءة بقوله: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وأن يقول عند الفراغ من كلّ سورة: صدق الله العليّ العظيم وبلغ رسوله الكريم، اللهم انفعنا به وبارك لنا فيه، والحمد لله ربّ العالمين). أيهما أصح : (صدق الله العلي العظيم) أم (صدق الله العظيم) ؟ - منتديات درر العراق. (جامع السعادات 3: 294). لكنّ النراقي لا يبيّن لنا مستنده في هذا النصّ الخاصّ لختم التلاوة القرآنيّة. وبناءً على هذا كلّه، لا يمكن إثبات استحباب ختم التلاوة القرآنية بهذه الجملة بعينها شرعاً.
أمّا فيما يتعلّق بالدّليل الشّرعي على صحة التلفّظ بهاتين الصّيغتين، فيقول العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض): "كلاهما جائز، وإضافة لفظ (العليّ)، هو زيادة في التعظيم لله، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم". القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة طه - الآية 115. (استفتاءات/ سؤال وجواب). وختامًا، وفي السِّياق ذاته، فإنَّنا مدعوّون إلى تحسّس كلام الله تعالى وفهم خطابه لنا، والعمل على التفاعل مع كلّ ذلك، بما ينهض بنا على كلّ المستويات، ويجعلنا ممن يتّبعون القول الحسن عملاً وسلوكاً وموقفاً وحركة. موقع بينات