قال: فمشيت معه شيئاً حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف فقتلته، ثم خرجت وتركت ظعائنه(نساءه) منكبات عليه، فلما قدمت على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرآني قال: أفلح الوجه، قلت: قد قتلته يا رسول الله، قال: صدقت. ثم قام بي فأدخلني بيته فأعطاني عصاً فقال: أمسك هذه العصا عندك يا عبد الله بن أنيس ، قال: فخرجت بها على الناس فقالوا: ما هذه العصا؟، قلت: أعطانيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمرني أن أمسكها عندي، قالوا: أفلا ترجع إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتسأله لم ذلك؟، قال: فرجعت إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقلت: يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا؟، قال: آية بيني وبينك يوم القيامة، إن أقل الناس المتخصرون يومئذ. قال: فقرنها عبد الله بن أنيس بسيفه، فلم تزل معه حتى مات، ثم أمر بها فضمت في كفنه ثم دفنا جميعا) ( أحمد). قصيدة تركت ابن ثور كالحوار وحوله للشاعر عبد الله بن أُنَيس الجهني. المتخصرون: هم الذين يصلون بالليل، فإذا تعبوا وضعوا أيديهم على خواصِرهم، وقيل: من لهم أعمال صالحة يتكئون عليها يوم القيامة كما يتكئ الإنسان على عصاه.
ومن خلال قتل عبد الله بن أنيس ـ رضي الله عنه ـ لخالد الهذلي يظهر لنا دليل من دلائل نبوة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقد وصف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خالد بن سفيان الهذلي لعبد الله بن أنيس وصفاً دقيقاً دون أن يراه، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( وآية ما بينك وبينه أنك إذا رأيته وجدت له قشعريرة)( أحمد).
وقال يا رسول الله أَعْطيْتنِيها لماذا؟ قال: "آيَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ يَوْمَ القيامة" ـــ قال: فعلقها في سيفهِ لا تفارقه، فلما حَضَرَتْهُ الوفاةُ أمرَ أن تُدْفَنَ معه فَلُفّت معه في أكفانِه (*))) ((لم يشهد بدرًا، وشهد أحدًا والخندقَ وما بعد ذلك من المشاهد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وبعثه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً وَحْدَهُ. ((شهد بدرًا وأُحدًا وما بعدهما. ((روى أبو داود والتّرمذي: مِنْ طريق عيسى بن عبد الله بن أُنيس الأنصاري، عن أبيه ـــ أنّ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم دعا يوم أحد بإدَاوَة، فقال: "اخْنِثْ فَمَ الإِدَاوةِ ثُمَّ اشْرَبْ.. ")) ((ذَكَرَهُ الْواقِدِيّ فيمن استشهد باليمامة. ((كان يُكَسِّر أصنامَ بني سَلِمة هو ومعاذ بن جَبَل حين أسلما)) الطبقات الكبير. عبدالله بن انيس. أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا زُهيرُ بن معاوية، قال: حدثنا محمد ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن إبراهيم التَّيْمِيّ، عن ابن عبد الله بن أُنَيْس الجُهَنِيّ، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله، إن لي باديةً أكون فيها وأنا أُصلي فيها بحمد الله فَمُرني بليلةٍ أنزلها إلى هذا المسجد، قال: "أنزل ليلة ثلاث وعشرين فَقُمها فيه إن شئت فَصَلِّ بعدُ وإن شئت فارجع إلي باديتك".
متى كانت سرية عبد الله بن أنيس، وأين؟. ٥ من محرم لسنة ٤هـ ، بمنطقة عرنة خارج المدينة. أسباب سرية عبد الله بن أنيس احتشاد خالد الهذلي وعدد من الكارهين لدعوة الإسلام، بغرض مهاجمة المدينة. من قائدها، ومن حمل اللواء؟ قادها الصحابي عبد الله بن أنيس رضي الله عنه، وفي المقابل كان على رأس المتربصين خالد بن سفيان الهذلي.