تاريخ النشر: ١١ / جمادى الآخرة / ١٤٣٥ مرات الإستماع: 9323 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. قال المفسر -رحمه الله: تفسير سورة الإنسان، وهي مكية. في معنى “الدَّهر” في القرآنِ العظيم – التصوف 24/7. هذا القول قال به بعض السلف كمقاتل وعكرمة، وإذا ذكر مقاتل فالمقصود به مقاتل بن حيان وليس مقاتل بن سليمان، فعلى قول بعض السلف -مقاتل وعكرمة: إنها مكية، والجمهور على أنها مدنية جميعاً. وبعضهم يقول: فيها مدني، بعضهم يقول: آية واحدة وهي قوله: فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا [سورة الإنسان:24]، وبعضهم يقول: لا، هذه الآية فما بعدها مكي، ونحكم على السورة بأنها مكية أو مدنية إذا وجد فيها المكي والمدني، وكثير من أهل العلم يقولون: باعتبار صدر السورة، فصدر هذه السورة نازل بالمدينة. والأصل أن السورة التي يقال: إنها نازلة في المدينة أن جميع الآيات التي فيها نزلت في المدنية، والعكس بالعكس إلا لدليل يجب الرجوع إليه، أمّا لمجرد ما يلوح من المعاني فهذا غير معتبر، فهذه السورة أكثر أهل العلم على أنها مدنية. فمعرفة المكي والمدني يكون باعتبار الزمان، ما نزل قبل الهجرة فهو مكي وما نزل بعد الهجرة فهو مدني، وبعضهم يعتبر في ذلك المكان، لكن هذا المشهور، وهو الأضبط، والله أعلم.
هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا (1) يعني جلّ ثناؤه بقوله: ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ) قد أتى على الإنسان، وهل في هذا الموضع خبر لا جحد، وذلك كقول القائل لآخر يقرّره: هل أكرمتك؟ وقد أكرمه؛ أو هل زرتك؟ وقد زاره، وقد تكون جحدا في غير هذا الموضع، وذلك كقول القائل لآخر: هل يفعل مثل هذا أحد؟ بمعنى: أنه لا يفعل ذلك أحد. هل اتي علي الانسان حين من الدهر لم يكن شييا مذكورا. والإنسان الذي قال جل ثناؤه في هذا الموضع: ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ): هو آدم صلى الله عليه وسلم كذلك. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ) آدم أتى عليه ( حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا) إنما خلق الإنسان ها هنا حديثا، ما يعلم من خليقة الله كانت بعد الإنسان. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قوله: ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا) قال: كان آدم صلى الله عليه وسلم آخر ما خلق من الخلق. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) قال: آدم.
وفي الآية الثانية من سورة الإنسان: { إنا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا} أتفق أغلب المفسرون أن الأنسان في الآية الأولى من سورة الأنسان هو آدم، أما الأنسان المذكور في الآية الثانية فهو ذرية آدم، وهذا إستدلال ولا يمكن البت بصحته، بل ولماذا يدل اللفظ مرة على آدم، ومرة ثانية وفي نفس السياق على ذريته، والذي دفعهم الى ذلك، أن آدم لم يخلق وفق اعتقادهم من نطفة أمشاج (تعبر عن مني الرجل وماء المرأة). المشيج: كل لونين اختلطا، وقيل: هو كل شيئين مختلطين، والجمع أمشاج، وقيل المشيج هو ماء الرجل يختلط بماء المرأة. وفي التنزيل العزيز: {نطفةٍ أمشاج} قال الفراء: "الأمشاج هي الأخلاط: ماء الرجل وماء المرأة والدم والعلقة". ويبدو ان اضافة الدم والعلقة نتج لأن اللفظ القرآني جاء على الجمع، مما يشترط معه الثلاثة فأكثر. أما النطفة فهي القليل من الماء وقد تطلق على الكثير، وهو بالقليل أخص. سورة الإنسان هل أتى على الإنسان حين من الدهر - YouTube. وبه سمي المنيُّ نطفة لقلته.
أو لو كان النوع الإنساني بعد آدم عليه السلام قد مر عليه دهرًا لم يك فيه شيئا مذكورا. والقول هل أتى على الإنسان دهرًا، يدل ان الإنسان كان موجودًا ولكنه لم يكن شيئا مذكورًا، أي لم يكن شيئا يستحق الذكر، لأنه لم يكن مفضلا على بقية المخلوقات الأخرى كالحيوانات، ربما كان مثلها أو أقل منها.