وأما السياج الثالث فهو نظام الرقابة الاجتماعية، والحسبة التي تضطلع بها الدولة في الإسلام. أقرأ ايضاً: حوار أصحاب الجنة والنار التقوى السياج العازل على حدود الله المصادر والمراجع [1] ـ البقرة: 229. [2] ـ الطلاق: 1. [3] ـ النساء: 14. [4] ـ البقرة: 187. [5] ـ بحار الأنوار 44: 139. [6] ـ النور: 30 ـ 31.
هذا هو الفرق بين (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا)، وبين (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا)، هذا حدٌ بين الحلال والحرام، وهذا حدٌ دون جريمة عظيمة يعاقب الله عليها عقاباً عظيماً.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، تكرّر في القرآن العظيم الكلام على حدود الله وتعظيم أمرها، فقال جلّ وعلا: {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}، {تلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، {وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}. الحدود جمع حدّ، والحدّ في اللّغة: الحاجز بين الشّيئين الّذي يمنع اختلاط أحدهما بالآخر، يُقال: حَدَدْتُ كذا: جعلتُ له حدّا يميّز، وحَدُّ الدّار: ما تتميّز به عن غيرها، وحَدُّ الشّيء: الوصف المحيط بمعناه المميّز له عن غيره، وحَدُّ الزّنا والخمر سمّي به لكونه مانعًا لمتعاطيه من معاودة مثله، ومانعًا لغيره أن يسلك مسلكه؛ وسمّيت حدود الله لأنّها تمنع أن يدخل فيها ما ليس منها، وأن يخرج منها هو منها، ومنها سمّيت الحدود في المعاصي؛ لأنّها تمنع أصحابهما من العود إلى أمثالها. أمّا معنى حدود الله في الآيات؛ فقيل هي: شروطه، أيّ شرط الله سبحانه أنّه من يتجاوز حدوده الّتي حدّها لعباده، بأن أخلّ بشيء منها، فقد حمّل نفسه وِزرًا، وأكسبها إثمًا، وعرّضها للعقوبة والعذاب.