هذا الفصل حوار طويل في الهموم والآلام ورقة الشوق وتهالك الصبوة؛ لو كتب له عنوان لكان عنوانه هكذا: ما أشهاها وما أحظاها! إن الهواء بين كل عاشقين متقابلين يأخذ ويعطى... قلت: يا عدو نفسه ما أعجب ما تدقق. لقد أدركت الآن أن المرأة تتسلح بما شاءت لا من أجل أن تدافع، ولكن لتزيد أسلحتها في سلاح من تحبه فتزيده قوةً على قهرها وإخضاعها... أما هذه (العروس) فكانت أفكارها لا تجد ألفاظاً تحدها فهي تظهر كيفما اتفق، مرسلةً إرسالاً في اللفتة والحركة والهيئة والقومة والقعدة، وهي من علمت: امرأة تعيش للحقائق، وبين الحقائق، ككل ذي صنعة في صنعته، فكانت في تماديها خطراً أي خطر على صاحب القلب المسكين، تمثل شيئاً لا أدري أهو ظاهر بخفائه أم هو خافٍ بظهوره؛ وقد وقع صاحبنا منها فيما لم يدخل في حسابه، فكانت الخبيثة الماجنة كأنها تسكره بمسكر حقيقي غير أنه من جسمها لا من زجاجة خمر. هاظ الفيديو لقيته على ال instagram، صراحة الفيديو عبارة عن كمية فشل كبيرة، واسوء فيديو الصراحة. : jordan. وكانت لذهنه المتخيل كالسحابة الممتلئة بالبرق؛ تومض كل لحظة بأنوار بعد أنوار، وبين الفترة والفترة ترمي الصاعقة... وظهرت كأنها امرأة مخلوقة من دم ولهب؛ فلقد أيقنت حينئذ أن الحب إن هو إلا الغريزة البهيمية بعينها محاولة أن تكون شيئا له وجود فني إلى وجوده الطبيعي، فهو مصيبتان في واحدة، وكل عمله أن يجعل اللذة ألذ، والألم أشد، والقلة كثرة، والكثرة أكثر، وما هو نهاية كأنه لا نهاية.
القَلْب، كِنَايَة. الشيء الساقط أو الواقع، (اِسْتِخْدَامٌ قَدِيمٌ). القتيل، (اِسْتِخْدَامٌ قَدِيمٌ).
منى: معكَ حق ، لا بأس. وصلا عند البحر ، فكانت هناكَ سفينة تنقلُ الركاب إلى مناطق فيها أمانٌ أكثر ، صعدَ سامر و منى إليها. منى: أتمنى أن لا يرافقنا الحزن في تلكَ البلاد. سامر: آطمئني أنا سأبقى بجواركِ لن أتخلى عنكِ. منى: أشكركَ يا سامر ، أنا لم يبقى لي غيرُكَ و طفلنا. سامر: هذا واجبي يا منى ، أنتِ زوجتي. منى: وأنتَ يا زوجي لم نأكل شيئاً ، ما رأيكَ أن نفطر ؟ لقد أحضرتُ معي شطائر. سامر: حسناً. واصلت السفينة سيرها في البحرِ ليومينِ متتاليين ، عندماَ حلَ المساء وصلت السفينة لشاطىء المكان الموجه إليهِ. القلب عبارة عند. نزلَ الركاب وكانَ من ضمنهم سامر و منى، دُهشا بحجمِ المباني بالمنطقة ، و الشوارع ، و نوعُ الحافلاتِ و السياراتِ التي في المنطقة. منى: إلى أينَ سنذهبُ يا سامر ؟ سامر: إن ذاكَ فندق ، تعالي لنمكثَ بهِ أسبوعاً ، حتى نجهزُ أنفسنا في هذه البلد. منى: هيا بنا. دخلا للفندقِ ، طلبَ سامر من منى أن تجلسَ على مقعدٍ لترتاحَ ، و ذهبَ هو إلى موظفِ الإستقبال. سامر: مساءُ الخير. الموظف: مساءُ النور ، كيفَ باستطاعتي أن أخدمكَ ؟ سامر: أريدُ حجزَ غرفةٍ لإسبوع. الموظف: لكَ وحدك ؟ سامر: لا ، أنا و زوجتي. الموظف: أريدُ منكَ بعضَ الوثائق.
هذه (العروس) كانت قبل الآن واقفة على حدود صاحبها، أما الآن فإنها تقتحم الحدود وتغزو غزوها وتمتلك. يا لسحر الحب من سحر! كل ما في الطبيعة من جمال تظهره الطبيعة لعاشقها في إحدى صور الفهم. أما الحبيب الجميل فهو وحده الذي يظهر لعاشقه في كل صور الفهم، وبهذا يكون الوقت معه أوقاتاً مختلفة متناقضة، ففي ساعة يكون العقل، وفي ساعة يكون الجنون. يا لسحر الحب! لقد أرادت هذه المرأة أن تذهب بعقل صاحبها، وأن تنقله إلى وحشية الإنسان الأول الكامن فيه، وأن تقذف به إلى بعيدٍ بعيدٍ وراء فضائله وعصمته؛ فسنحت له كما يسنح الصيد للصائد يحمل في جسمه لحمه الشهي... وتركت شعوره جائعاً إلى محاسنها بمثل جوع المعدة... مجلة الرسالة/العدد 179/القلب المسكين (5) - ويكي مصدر. وبرزت له صريحة كما هي، ولما هي، ومن حيث أنها هي هي؛ وكل ذلك حين ألبست جسمها ثياب الحقيقة المؤنثة. آه من (هي) إذا امتلأت الهاء والياء من قلب رجل يحب! وآه من (هي) إذا خرجت هذه الكلمة من لغة الناس إلى لغة رجل واحد! إن في كل امرأة... امرأة يقال لها (هي) باعتبار الضمير للتأنيث فقط كما يعتبر في الدابة والحشرة والأداة ونحوها من هذه المؤنثات التي يرجع عليها هذا الضمير؛ ولكن (هي) المفردة في الكون كله لا توجد في النساء إلا حين يوجد لها (هو)...... أنا أنا الذي يقص للقراء هذه القصة، قد كابدت من شدة الحب وإفراط الوجد ما يملأ قلبين مسكينين لا قلباً واحداً؛ وكانت لي (هي) من إلهيات عانيت فيها الحب والألم دهراً طويلاً؛ وقد ذهبت بي في هواها كل مذهب إلا مذهباً يحل حراماً، أو مذهباً يخل بمروءة؛ ولقد علمت أن الشيء السامي في الحب هو ألا يخرج من العاشق مجرم.