شاهد أيضًا: سبب نزول سورة الفاتحة لابن كثير في الختام يمكننا القول بأن منهج ابن كثير في التفسير يعد واحد من أفضل المناهج التي اتبعها غيره، والمقصود بذلك أنه تفوق على غيره من مفسري القرآن الكريم، وهذا ما جعل العديد من أهل العلم ممن جاءوا بعده يقومون بالنقل عنه والاستناد إلى تفسيره في الكثير من الكتابات، وذلك باعتباره أحد المصادر القيمة التي اكتسبها علم القرآن الكريم ومعه التاريخ الإسلامي وحضارته، وأكثر ما يميز منهجه اعتماده على الدلائل والأسانيد القوية التي تدعم ما يقوم بتدوينه أو فيما ينقله.
فظهر العلماء الذين يهتمون بعلوم مختلفة و يريدون أن يفسروا القرآن بعلوم الذين يهتمون بها، الذين يهتمون بالبلاغة يفسرون بالبلاغة مثل الإمام الزمخشري، الذين يهتمون بالفقه يفسرون بالفقه مثل الطبري، و غير ذالك. بين منهج ابن كثير في تفسيره – المحيط. شروط المفسر: معرفة لكلام العرب، معرفة لألفاظ العرب، معرفة بالشعر الجاهلي، معرفة لأسباب النزول، معرفة بالناسخ و المنسوخ. >> التفسير الصوفي ظهر بعد تطور المعارف و الثقافة الإسلامية و تطور التصوف، و ينقسم إلى قسمين: > التصوف النظري: تفسير القرآن بنظريات و أفكار صاحب هذا التفسير، و هذا التفسير مرفوض لإنهم يفسرون القرآن بنظرياتهم التي تَخرج عن المعنى الظاهر > التصوف العملي: أو التفسير الإشاري، و هو تأويل آيات القرآن على خلاف ما ظهر منها بمقتضى إشارات خفية تظهر لأرباب السلوك. و هذا التفسير ليس جديدا، بل قد ظهر في عصر رسول الله و مقبول بشروط: لا يخالف المعنى الظاهر، له شاهد شرعي (دليل شرعي)، لا يخالف في الشرعي و المنطقي، لا بد أن يقول صاحبه المعنى الظاهر. أمثلة الكتب: تفسير القرآن العظيم (التُستُري)، حقائق التفسير (السَلمي)، عرائي البيان في حقائق القرآن (الشيرازي) >> التفسير الفقهي ولد مع ميلاد التفسير بالمأثور دون التفريقة بينهما، كان الصحابة يسألون النبي في الأحكام الشرعي، فإجابة النبي اعتبر من التفسير الفقهي، و اجتهاد الصحابة في الحكم الشرعي اعتبر من التفسير الفقهي و كذالك في عهد التابعين، و تطور التفسير الفقهي بعد ظهور المذاهب الأربعة و ظهرت الحوادث و المشكلات الجديدة، فأخذ كل الإمام ينظر إلى الحوادث تحت ضوء القران و السنة و غيرهما من مصادر التشريع.
[16] المرجع نفسه 18/ 454، 18/ 708. [17] المرجع نفسه 18/ 688. [18] المرجع نفسه 18/ 661 [19] المرجع نفسه 18/ 631، 18/ 587. [20] المرجع نفسه 18/ 706. [21] المرجع نفسه 18/ 423، 18/ 561.
الثانية: ومن منهجه -وهو مما امتاز به- أن ينبِّه إلى ما في التفاسير من منكرات المرويات الإسرائيلية؛ فهو مثلاً عند تفسيره لقصة البقرة، وبعد أن يسرد الروايات الواردة في ذلك نجده يقول: "والظاهر أنها مأخوذة من كتب بني إسرائيل، وهي مما يجوز نقلها، ولكن لا تصدق ولا تكذب، فلهذا لا يعتمد عليها إلا ما وافق الحق عندنا". وقد حدد موقفه من الروايات الإسرائيلية، فقال: " وإنما أباح الشارع الرواية عنهم، في قوله صلى الله عليه وسلم: ( وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) فيما قد يُجوِّزه العقل، فأما فيما تحيله العقول، ويحكم فيه بالبطلان، ويغلب على الظنون كذبه فليس من هذا القبيل". أما الخطوة الثالثة من منهجه، فتظهر من خلال التعرف على موقفه من آيات الأحكام، إذ نجده ينقل أقوال أهل العلم في مسائل الأحكام، مشفوعة بأدلة كل منهم، ثم يُرجِّح من أقوالهم ما يرى أن الدليل يدعمه، أو أن السياق يؤيده؛ وهو في كل ذلك مقتصد غير مسرف، ومعتدل غير مفرط. وعلى الجملة…فإن تفسير ابن كثير من أخير التفاسير بالمأثور وأنفعها، وأقومها سبيلاً، يُنْبِئُكَ بهذا قبول الناس له قديمًا وحديثًا، ويكفيك في هذا ما قاله الإمام السيوطي رحمه الله في حق هذا التفسير: "بأنه لم يؤلَّف على نمطه مثله".