وعليه ألا ينسى أن ينظرَ في أَوْجُه القُصُور منه تُجاهها، ومبدأ الخلَل نحوها ليُصْلِحَه.
السؤال: ♦ ملخص السؤال: رجلٌ لديه ابنٌ متزوِّجٌ مِن فتاةٍ عنيدة لا تُطيع زوجها، حتى إنها تطاوَلَتْ على حماتها وأهانَتْها، وتَمَسَّك الولدُ بأمِّه ورَفَض زوجتَه، والفتاةُ تتعالى وتريد أن تقوم الأمُّ بالاعتذار إليها، والوالدُ يسأل: هل يُطَلِّقها أو لا؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لي ولدٌ تعِبْتُ في تربيتِه حتى حَفِظ القرآن، وتقلَّد وظيفةَ الإمامة، وأحبَّه مَن حولَه، والحمدُ لله أَثْمَرَت الجهودُ بفضل الله، بحثتُ عن زوجةٍ صالحةٍ له، وكنا نُقابَل بالرفض لأسباب ثانوية، حتى وقع اختيارُنا على فتاةٍ والدُها مُطلق زوجته ( ولم يُخبرونا بذلك)، وهي أختٌ لامرأة متعاليةٍ على زوجها متحكِّمة فيه، بل هي صاحبة القرار! اخاف من حق زوجي يشك فيني ويتهمني. تزوَّج ابني وعاش مع زوجته، والفتاةُ تُصَلِّي والتزامُها ضعيفٌ من ناحية القرآن وطاعة الزوج. المشكلةُ أن الفتاة كانتْ تُطَبِّق ما تقولُه أختُها بالنَّصِّ، وبحُكم أنَّ ولدي قليل الخبرة أصبح يَنقاد لها، حتى أحسستُ بأنَّ فَلذة كبدي بدأ يَقِل التزامُه بالوظيفة ( الإمامة)، وبدأتُ أخشى على الثمَرة التي تعبتُ في زَرْعِها. جاءتْ مناسبة في بيتنا، وكان مِن الحُضور أختُ زوجة ابني وزوجها ( ضعيف الشخصية)، وحصلت مشادَّة بسبب كلمة قالتْها أخت زوجة ابني، فقامتْ زوجة ابني بإهانة زوجتي ( والدة ابني)، فخرجتْ زوجتي تبكي حتى لحقَها ولدي، وقبَّل رأسَها، وقرَّر ولدي التخلِّي عن زوجته، والتمسُّك بأمِّه.
2) كيف تتغلَّبين على مشاعِر الغيرة تجاهها؟ أنت بالفعل بحاجةٍ للتغلُّب على ما تَراكَمَ داخل قلبكِ من مشاعر سلبيَّة، عكَّرت عليكِ أيَّامًا من المفترض أنْ تكون على الأقل أيَّامًا جميلة.
انتظر ردكم ومشكورررين.
الجواب: وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته. أحْمَدُ الله تعالى أن مثلكِ ما زال بيننا، وأنَّ كل ما يهمكِ ويقلقكِ اقتراب زوجكِ من الحرام، واقترافه المعاصي، دون أن تطغى الغيرةُ وتُسيطر على الموقف، فتذهب بكلِّ شيءٍ، ولا تُبقي إلا على هوَس الانتقام فقط. اخاف من ام زوجي حياة اسرية - السيدات. الأمرُ يبدو مشوشًا بصورة كبيرةٍ ، واستقامة حال زوجكِ لا يوحي باقترافه الفواحش، فالأمرُ به الكثيرُ من الإشكالات، ومُغطّى بحجب لا بد مِن إزالتها قبل اتخاذ القرار المناسب. لا مانع مِن مُصارَحَتِه ، والاستفسار بالحوار الصريح، لكن احذري مِن لغة الشك أو الاتهام بما قد يُصيب علاقتكما الطيبة بشرْخٍ لا يصلح ترميمه ولا رأبه مع مرور الزمن؛ فالنفوسُ إن تغيرتْ والقلوبُ متى تبدلتْ لا تعود إلا أن يشاء اللهُ خالقها. هناك نقطةٌ هامةٌ لا بد مِن مراعاتها في حديثكِ معه، وهي أفضلية ألا يعلم بجولتكِ التفتيشية في جوَّاله؛ فمِثْلُ ذلك الأمر يُصيب الزوج بحالةٍ مِن فقدان الثقة في أهله، ويجعله أكثر حذرًا من أمور قد لا يكون بها ما يدعو للريبة، إلا أنه يحب تفادي الجدَل العقيم مع زوجه، وتلافي مشكلات تنشأ عادةً مِنْ لا شيء عندما يتناقش الزوجان! كما أني أنصحكِ بألا تشغلي بالكِ كثيرًا بالسعي وراء معرفة كل شيءٍ يخُصُّ زوجكِ، فما حاجتنا للبحث وراءهم، ولو بلغ الحرص عليهم منَّا مبلغه؟!