هل لك أن تخبرني عن بداية خلق الإنسان السؤال: هل لك أن تخبرني عن بداية خلق الإنسان الإجابة: الحمد لله خلق الله آدم بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته. وقد خلق الله آدم من تراب كما قال سبحانه: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال كن فيكون} آ [ل عمران: 59]. ولما أتم الله خلق آدم أمر الملائكة بالسجود له فسجدوا إلا إبليس فقد كان حاضراً ولكنه أبى واستكبر عن السجود لآدم: { إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين، فسجد الملائكة كلهم أجمعون، إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين}) [ص:71-74]. ثم أخبر الله الملائكة بأنه سيجعل آدم خليفة في الأرض بقوله: { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} [البقرة: 30]. وعلم آدم جميع الأسماء: { وعلم آدم الأسماء كلها} [البقرة:31]. ولما امتنع إبليس من السجود لآدم طرده الله ولعنه: { قال فاخرج منها فإنك رجيم، وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين} [ص: 77-78]. ولما علم إبليس بمصيره سأل الله أن ينظره إلى يوم البعث: { قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون، قال فإنك من المنظرين، إلى يوم الوقت المعلوم} [ص: 79-81]. خلق الله بني ادم منبع. ولما أعطاه الله ذلك أعلن الحرب على آدم وذريته يزين لهم المعاصي ويغريهم بالفواحش: { قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين، إلا عبادك منهم المخلصين} [ص: 82-83].
آدم عليه السلام، هو أول الأنبياء و هو أبو البشر جميعاً ، وقد استخلفه الله في الأرض آدم هو خليفة الله في الأرض وهو أول المخلوقات حيث خلقه الله عز وجل بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وقد أمر الله عز وجل الملائكة السجود لآدم تكريماً وتحية له، وقد سجدت جميع الملائكة أمام سيدنا آدم إلا إبليس فقد عصى أمر الله ورفض السجود لآدم ، تكبراً منه حيث قال أنا أفضل منه خلقتني من نار وخلقته من طين وكان هذا التكبر والعصيان سببا في طرد إبليس من رحمة الله عز وجل، وقد سمي آدم بهذا الاسم لأنه خلق من أديم الأرض، أما حواء فقد سميت بهذا الاسم لأنها قد خلقت من جسد آدم أي جسد حي.
(27) * * * وأما قوله: " ثم قال له كن فيكون " ، فإنما قال: " فيكون " وقد ابتدأ الخبر عن خلق آدم، وذلك خبر عن أمر قد تقضَّى، وقد أخرجَ الخبر عنه مُخرَج الخبر عما قد مضَى فقال جل ثناؤه: " خلقه من تراب ثم قال له كن " ، لأنه بمعنى الإعلام من الله نبيَّه أن تكوينه الأشياء بقوله: " كن " ، ثم قال: " فيكون " ، خبرًا مبتدأ، وقد تناهى الخبر عن أمر آدم عند قوله: " كنْ". (28) فتأويل الكلام إذًا: " إن مثَلَ عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن " ، واعلم، يا محمد، أن ما قال له ربك " كن " ، فهو كائن. سيرته: خلق آدم عليه السلام: - أموالي. فلما كان في قوله: " كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن " ، دلالةٌ على أن الكلام يرادُ به إعلام نبي الله صلى الله عليه وسلم وسائر خلقه أنه كائن ما كوّنه ابتداءً من غير أصل ولا أوّل ولا عُنصر، استغنى بدلالة الكلام على المعنى، وقيل: " فيكون " ، فعطف بالمستقبل على الماضي على ذلك المعنى. * * * وقد قال بعض أهل العربية: " فيكون " ، رفع على الابتداء، ومعناه: كن فكان، فكأنه قال: فإذا هو كائن. ------------------- الهوامش: (22) في المطبوعة والمخطوطة: "بأعجب من خلقى آدم من غير ذكر ولا أنثى (فكان لحمًا يقول) ، وأمري إذ أمرته أن يكون فكان.