ووصف الغثاء بأنه أحوى، لأنه إذا طال عليه الزمن، وأصابته المياه، اسود وتعفن فصار أحوى. أى: وهو- سبحانه- وحده، الذي أنبت النبات الذي ترعاه الدواب، حالة كون هذا النبات أخضر رطبا. ثم يحوله بقدرته- تعالى- بعد حين إلى نبات يابس جاف. وهذا من أكبر الأدلة المشاهدة، على أنه- تعالى- يتصرف في خلقه كما يشاء، فهو القادر على تحويل الزرع الأخضر إلى زرع يابس جاف، كما أنه قادر على إحياء الإنسان بعد موته. فالمقصود من هذه الآيات الكريمة، الإرشاد إلى كمال قدرته، وتنوع نعمه- سبحانه-، حتى يزداد المؤمنون إيمانا على إيمانهم، وحتى يعود الكافرون إلى رشدهم بعد هذا البيان الواضح الحكيم. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ ( فجعله غثاء أحوى) قال ابن عباس: هشيما متغيرا. وعن مجاهد ، وقتادة ، وابن زيد ، نحوه. قال ابن جرير: وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يرى أن ذلك من المؤخر الذي معناه التقديم ، وأن معنى الكلام: والذي أخرج المرعى أحوى ، أي: أخضر إلى السواد ، فجعله غثاء بعد ذلك. من غريب القرآن.. معنى قوله تعالى: "فجَعَله غُثَاء أَحْوَى" | مصراوى. ثم قال ابن جرير: وهذا وإن كان محتملا إلا أنه غير صواب; لمخالفته أقوال أهل التأويل. ﴿ تفسير القرطبي ﴾ فجعله غثاء أحوى الغثاء: ما يقذف به السيل على جوانب الوادي من الحشيش والنبات والقماش.
mohammad-k مسؤول العملاء في تركيا طاقم الإدارة المشاركات 19, 686 الإقامة تركيا #1 بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد واله وسلم «غُثَاء» أي هشيماً جافاً الذي يُرى فوق السيل، بمعنى المجتمع من هنا وهناك بلا علاقة وارتباط ومشابهة، «أَحْوَى» أي أسود بعد الخضرة، فإن الحوة بمعنى السواد.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( غُثَاءً أَحْوَى) يقول: هشيمًا متغيرًا حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( غُثَاءً أَحْوَى) قال: غثاء السيل أحوى، قال: أسود. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله: ( غُثَاءً أَحْوَى) قال: يعود يبسًا بعد خُضرة. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى) قال: كان بقلا ونباتًا أخضر، ثم هاج فيبُس، فصار غُثاء أحوى تذهب به الرياح والسيول. وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يرى أن ذلك من المؤخَّر الذي معناه التقديم، وأن معنى الكلام: والذي أخرج المرعى أحوى: أي أخضر إلى السواد، فجعله غثاء بعد ذلك، ويعتلّ لقوله ذلك بقول ذي الرُّمة: حَــوَّاءُ قَرْحـاءُ أشْـراطِيَّةٌ وَكَـفَتْ فِيهَــا الذِّهَــابُ وَحَفَّتْهَـا الْـبَرَاعِيمُ (4) وهذا القول وإن كان غير مدفوع أن يكون ما اشتدّت خضرته من النبات، قد تسميه العرب أسود، غير صواب عندي بخلافه تأويل أهل التأويل في أن الحرف إنما يحتال لمعناه المخرج بالتقديم والتأخير إذا لم يكن له وجه مفهوم إلا بتقديمه عن موضعه، أو تأخيره، فأما وله في موضعه وجه صحيح فلا وجه لطلب الاحتيال لمعناه بالتقديم والتأخير.