[١] كيف يكون الصبر على الأذى وكظم الغيظ يتحقق الصبر على الأذى وكظم الغيظ باتباع عدة أمور منها: [٤] أن يعلم الإنسان أن هذا قدره وهذا ما كتبه الله له، وأن ما أصابه ما كان ليخطئه، وما أخطأه ما كان ليصيبه. أن يعلم أن عاقبة الصبر والعفو والحلم عاقبة عظيمة. أن يتأمل العبد ما أعده الله للصابرين من حسن عاقبة وموفور الجزاء، ولن ينال ذلك الثواب العظيم إلا بالصبر على الأذى. أن يقابل الإساءة بالإحسان، فكلما أساء إليه أحد رد إساءته بالإحسان، وليعلم أن ذلك من فضل الله عليه، وليعلم أنهم قد أسدوا إليه معروفا عندما أساءوا إليه فقد حملوا عنه وزرا ودفعوه إلى الإحسان إليهم. سلامة الصدر فلا يشغل قلبه بالحقد والغل، وليعلم أنه إذا صبر على الأذى وكظم غيظه يكون قد انشغل وترفع عن سفاهة الأمور وانشغل بما هو أنفع وأهم لنفسه ولدينه. الصبر على الأذى | شؤون دينية | وكالة أنباء سرايا الإخبارية - حرية سقفها السماء. أن يعلم أن الله منَّ عليه بجعله مظلوما يرجوا من الله النصر ولم يكن ظالما ما يستدعي غضب الله عليه وعقابه. أن يعلم أن الله يكفر بهذا عنه الخطايا، فما يصيب العبد من شيء حتى الشوكة يشاكها إلا يكفر بها الله عن العبد الذنوب والخطايا. أن يجعل قدوته الأنبياء والمرسلين والصالحين، فقد كانوا أكثر من يتعرض للأذى فما كانوا إلا صابرين محتسبين أمرهم لله كاظمين غيظهم يرجون الثواب من الله تعالى.
فالصبر في القلوب، يطلع عليه المولى عز وجل فيكتب لمن فعل ذلك، أي صبر واحتسب أجرًا عظيمًا، قال تعالى: «وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى» (النازعات: 40، 41). والصبر على الطاعات من أكمل العبادات، بل أنه في بعض الأحيان يتقدم على الصبر على المكاره، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (آل عمران: 200). ذلك أن كل مسلم لاشك مختبر في نفسه أو ماله، ليميز الله الخبيث من الطيب، قال تعالى: « وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ » (البقرة: 155). حسن الجوار الصبر على الاذى. وهو ما أكد عليه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث، حيث قال عليه الصلاة والسلام: « ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه». وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرًا يصب منه».
بقلم | fathy | الخميس 14 مارس 2019 - 01:15 م الصبر على الأذى من الصفات العظيمة، وهي من صفات الأنبياء، فجميعهم أوذوا في الله، وصبروا واحتسبوا، وكانت النهاية لهم دائمًا هو النصر، وعد الله المحتوم لكل من صبر واحتسب، وعلى المسلم أن يثق في وعد الله بأن نصره آتٍ لا محالة. والصبر على الأذى كان مطلبًا ربانيًا لخير الخلق صلى الله عليه وسلم, إذ قال له: « يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ » (المدثر: 1 – 7)، يصبر في كل أفعاله وفي كل أحواله، وهو على يقين بالثقة فيه سبحانه. بل أمره سبحانه بأن يصبر على أهله في أمر الصلاة، قال تعالى: «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى » (طه: 132). الصبر على الاذى في سبيل الدعوة الى الله. أيضًا كان الصبر دعوة لقمان لابنه، قال تعالى: « يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ » (لقمان: 17).
يجب تذكر أن الصبر على أذى الأقارب بهدف عدم قطع الرحم جزائه عظيم لأن ذلك يساهم في صلاح المجتمع وجعل الناس أكثر تماسك وقوة، فالحصول على الأجر كبير، خاصة إذ تراجعوا على الأذى وأعتذروا فالعفو واجب من أجل الله عز وجل. عن أبي هريرة روى" أن رجلاً قال يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأُحسن إليهم ويسيؤون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال صلى الله عليه وسلم: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك" ومعنى الحديث الشريف كما وضحه الإمام النووي، أن الصابر على ظلم أقاربه وعدم صلتهم له، كالذي يطعمهم رماد حاد ويمدهم بالألم والحرقة من العذاب الذي سيصلهم من رب العباد، ولكن هو ليس عليه حرج حيث كلما زاد أحسانه له حملهم الذنوب وكفى نفسه شرها، كما أنه زاد من أحتقارهم لأنفسهم ووضاعتهم فيشعروا بالقبح والحقارة كالذي يسف الملل. التعامل مع الأقارب الحاقدين إن التعامل مع الأقارب الحاقدين أمر عسير، حيث إنهم دوماً يكيدوا ويمكروا ويتمنوا الشر لبعضهم البعض، فالتعامل معهم قد يكون مؤذي، ولكن قطيعة الأرحام أمر صعب للغاية حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم" لا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا" كما يقول الله عز وجل في كتابه العزيز" وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" [5].
فالشخص قد يُظلَم من الجهة الإدارية أو من المؤسسة الأهلية عندما تعامله بأقل مما تعامل به البعض الآخر؛ بسبب المعرفة أو الواسطة، ونحو ذلك. والموظف قد يُظلَم من رئيسه في العمل إذا حجب عنه المزايا الوظيفية؛ بسبب موقف معين بينهما، أو لأن الرئيس لا يرتاح نفسياً لهذا الموظف، أو لأن الموظف لا يخدم رئيسه في أموره الخاصة، في حين أن هذه المزايا تعطَى لمن هو أقل منه في الأداء والكفاءة. والمريض قد يُظلَم من الطبيب إذا كان تعامل هذا الطبيب معه جافاً وغير إنساني، في حين أن الطبيب يتعامل مع من يعرفه من المرضى أو من يحالون إليه من أصدقائه أو رؤسائه بأسلوب مختلف. والظلم قد يأتي من القريب كظلم الولد لوالده أو والدته عندما يقصر في البر بهما، وقد يأتي الظلم من الوالد لولده أو بعض أولاده عندما يخص بعض أولاده بعطايا ومزايا ويمنعها عن الآخرين. يقول الشاعر: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على الحر من وقع الحسام المهند والظلم قد يأتي من صاحب العمل ضد العامل عندما يحجب عنه راتبه لمدة طويلة، مع أن العامل أدى عمله حسب المطلوب منه. الصبر على الأذى في الدعوة إلى الله. وقد يأتي الظلم من العامل ضد صاحب العمل عندما يقصر العامل في أداء عمله، أو يخون الأمانة التي أوكلت إليه، أو يقوم بالاختلاس من مال المؤسسة التي يعمل فيها.
فقال إنما الصبر عند الصدمة الأولى)) رواه البخاري ومسلم. 14- عن أبي سعيد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنهما أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده فقال (( لهم حين أنفق كل شيء بيده ما يكن من خير فلن أدخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر)) رواه البخاري ومسلم. 15- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إذا مرض العبد بعث الله إليه ملكين فقال انظروا ما يقول لعواده فإن هو إذا جاؤوه حمد الله وأثنى عليه رفعا ذلك إلى الله وهو أعلم فيقول لعبدي علي إن توفيته أن أدخله الجنة وإن أنا شفيته أن أبدله لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه وأن أكفر عنه سيئاته)) رواه مالك وابن أبي الدنيا. 16- قالالنبي صلى الله عليه وسلم: (( يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت بالمقاريض)) رواه الترمذي وابن أبي الدنيا. 17- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة))رواهالبخاري. 18- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا)) رواه البخاري.
19- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده,.... )) رواه مسلم. 20- عن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا أجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيرا منها. قالت فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم)) رواه مسلم. جزا الله خيراً من قام بنشر هذا الموضوع، واعلم أنّ لك مثل أجر فاعلهفقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من دل على خير فله مثل أجر فاعله)) رواه مسلم.