2022-02-06, 09:46 PM #1 البر حسن الخلق امتدح ربُّنا - تبارك وتعالى - نبيَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، وكان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَتَخَلَّق بالقرآن، فكان خُلُقه القرآن. البر هو حسن الخلق. حُسْن الخُلق مِن أعظم أبواب الخير، فهو مِن أوسعِ أبوابها؛ فعن النواس بن سمْعان الأنصاريِّ - رضي الله عنه - قال: سألتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن البِرِّ والإثم، فقال: «البِرُّ حُسْن الخُلُق، والإثم ما حاك في صَدْرك وكرهت أن يطَّلع عليه الناس»؛ (رواه مسلم (2553)). فأخبر النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ أعظم خِصال الخير، وأكثرها وأهمها، حُسْنُ الخُلُق؛ كما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «الحجُّ عرَفة»، فمَن فاته الوقوف بعرفة، فاته الحجُّ، ومَن حُرِم حُسن الخلُق حُرِم الخير. فخِيارُ هذه الأمَّة هم مَن حَسُنتْ أخلاقهم، فعن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: لَم يكن النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فاحشًا ولا متفحِّشًا، وكان يقول: «إنَّ مِن خيارِكم أحسنكم أخلاقًا»؛ (رواه البخاري (3559)، ومسلم (2321). حُسْن الخُلُق عبادة خفيفة، لا تحتاج إلى إتْعاب البدَن بصِيام النهار وقيام الليل، ويحصل بها الثوابُ العظيم؛ فعن عائشة قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: «إنَّ المؤمن لَيُدركُ بحُسْن خُلقه درجاتِ قائم الليل صائمِ النهار»؛ (رواه الإمام أحمد (24074) بإسناد صحيح).
الحديث 27: " البر حسن الخلق" _ أهمية حسن الخلق _ حفظ الفطرة - YouTube
7- البِرُّ إحدى الصِّفات التي لا تكتمل مكارم الأخلاق إلَّا بها: عن النَّوَّاس بن سمعانَ رضي الله عنه: ((سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البِرِّ والإثم؟ فقال: البِرُّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطَّلع عليه النَّاس)) 8- أنَّ كلَّ أنواع الخير ينطوي تحت كلمة البِرِّ [427] ((صيد الأفكار)) للقاضي المهدي (2/304). قال ابن القيِّم: (إنَّ أعمال البِرِّ تنهض بالعبد، وتقوم به، وتصعد إلى الله به، فبحسب قوة تعلُّقه بها يكون صعوده مع صعودها) [428] ((طريق الهجرتين)) (ص274). 9- أنَّ البِرَّ يحرس النِّعم ويحصِّنها: يقول النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((ما نقص مال عبد من صدقة)) [429] رواه الترمذي (2325)، وأحمد (4/231) (18060). من حديث أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه. قال الترمذي: حسن صحيح. فوائد خلق البر - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية. وصححه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (2325). (وقيل: من تلقَّى أوائل النِّعم بالشُّكر، ثم أمضاها في سبل البِرِّ، فقد حرسها من الزَّوال، وحصَّنها من الانتقال) [430] ((صيد الأفكار)) للقاضي المهدي (1/382). 10- أنَّ البِرَّ والإحسان إلى النَّاس يعطي هيبة تعين على أمور الدُّنيا والدِّين [431] ((صيد الأفكار)) للقاضي المهدي (2/304).
الفوائد من الحديث: 1 - فضل حسن الخُلق؛ حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم حسن الخُلق هو البِرَّ. 2 - إن ميزان الإثم أن يحيك بالنفس، ولا يطمئن إليه القلب. 3 - المؤمن يكره أن يطلع الناس على عيوبه. 4 - أنه متى أمكن الاجتهاد، فإنه لا يعدل إلى التقليد؛ لقوله: وإن أفتاك الناس وأفتوك. 5 - معجزة واضحة للنبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث أخبر الصحابيَّ وابصةَ بما في نفسه قبل أن يتكلم به. [1] أسد الغابة (5/ 367 رقم 5307) الاستيعاب في معرفة الأصحاب، بهامش الإصابة (3/ 569). [2] أسد الغابة (5/ 427 رقم 5421) تهذيب التهذيب (10/ 480 رقم 867). [3] الإلمام (357). [4] فتح المبين (191). [5] المجالس السنية (175). [6] فيض القدير (3/ 284 ح 3197). حديث البر حسن الخلق. [7] شرح الأربعين النووية، للدكتور محمد بكار زكريا (88).