وفي هذا الصدد يقول الحمزة خلال حديث مع "أورينت نت": تعثر المفاوضات التي ترعاها تركيا بسبب مواقف موسكو أزعج أنقرة التي رأت ربما أن الروس يريدون تحجيم طموحاتها وأدوارها في ملفات وسط آسيا وغيرها من المناطق، إذ وعلى الرغم من العلاقات الجيدة التي يبدو أنها تربط الطرفين إلا أن تركيا تنافس روسيا في كثير من المناطق، واستطاعت أن تفرض نفسها وإرادتها عليها في عدة أماكن، مثل أذربيجان وليبيا وغيرها. العامل الثالث: مصير قسد ومستقبل شمال شرق سوريا ما لا يغيب عن المراقبين أن القرار التركي الأخير جاء بعد تصعيد شهدته مناطق ريف حلب الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، إذ استهدفت غارات جوية روسية مدن عفرين وأعزاز وتادف وترمانين يوم السبت. تصعيد لم يكن في الضوء ما يبرره، الأمر الذي يجعل من التفكير بأنه رد فعل روسي يستبق إعلان تركيا هذا القرار أمراً وارداً، بينما لا يستبعد الحمزة وجود ما هو أهم من ذلك فيما يتعلق بالشمال السوري، مشيراً هنا إلى ترتيبات أمريكية تتعلق بهذه المنطقة وتعتبر مغرية لحكومة حزب العدالة والتنمية التي تسعى لإعلانها منطقة آمنة ومجهزة لاستقبال قسم من اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها وتستخدمهم المعارضة كورقة ضغط قبل الانتخابات التشريعية التركية المقررة عام ٢٠٢٣.
لكن الحمزة يرى أن تركيا كانت تتوقع ردة الفعل هذه بلا شك، ولولا حصولها على ما يطمئن مخاوفها لما أقدمت على هذا التصعيد، بينما لا يرى الحمزة أن خيارات روسيا للتعامل مع قرار تركيا الأخير كثيرة أو مريحة. ويختم تحليله لهذا التطور الهام بالقول: ستلجأ موسكو للتصعيد العسكري شمال سوريا، كما ستعوض الأجواء التركية بالمرور عبر إيران والعراق، لكن يجب أن نتوقع أن تضغط الولايات المتحدة على بغداد من أجل اتخاذ قرار مماثل أيضاً، وبالتالي خنق إمدادات روسيا العسكرية إلى سوريا، في إطار التضييق الهائل الذي يمارسه الغرب على موسكو اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً منذ إعلان الأخيرة الحرب على أوكرانيا.
ويقول الحمزة: لا أستبعد أن هناك ترتيبات أمريكية-تركية لشمال سوريا تتعارض مع مصالح روسيا وأجندتها، خاصة فيما يتعلق بتحويلها إلى منطقة آمنة، وكذلك بما يخص مصير ميليشيا قسد وتموقعها على الحدود الجنوبية التركية، وفي حال استجابت الولايات المتحدة لمطالب تركيا بهذا الخصوص فلا أستبعد أن تمضي أنقرة أبعد مما فعلت فيما يتعلق بروسيا حتى الآن. ويتفق العكيدي مع الحمزة في هذه النقطة، مؤكداً أن "مجمل التصريحات والمواقف الأمريكية بهذا الخصوص تعتبر لافتة بالفعل، ويجب وضعها في إطار الإغراءات الأمريكية لأنقرة من أجل الابتعاد عن روسيا". ما لم تقله زرقاء اليمامة – شراء ما لم تقله زرقاء اليمامة مع شحن مجاني على AliExpress version. ويضيف: هناك تصريحات نسبت بالأمس للقائد السابق للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط يقرّ فيها بأن بلاده ارتكبت خطأ فادحاً عندما فضلت العلاقة مع قسد على العلاقات مع أنقرة، واختارت دعم ميليشيا تابعة لمنظمة إرهابية تعادي تركيا على الوقوف بجانب حليف استراتيجي في الناتو. كما إن هناك تسريبات عن وجود وفد من الكونغرس الأمريكي في أنقرة حالياً للعمل على إصلاح العلاقات بين الطرفين، وكل ذلك يتزامن مع الحديث عن إعادة ترتيب المناطق الخارجة عن سيطرة نظام ميليشيا أسد في الشمال بما يتفق والمصالح التركية، وهذا كله يكفي لتشجيع أنقرة على اتخاذ مواقف حاسمة تجاه روسيا.
الخِلاف على اسم زرقاء اليمامة وقِصّتها اتفقت المصادر على أنّ الاسم الأصليّ لزرقاء اليمامة هو اليمامة، وقد ورد عن (الطبريّ) أنّ اسمها اليمامة بنت مُرّة، كما ورد عن (ياقوت) أنّ اسمها اليمامة بنت سهم بن طسم، أمّا (الجاحظ) فقد خالفهم، وقال إنّ اسمها هو عنز وهي من بنات لقمان بن عاديا، وجاء عن (المنجد) أنّها حذام، حيث قال إنّ حذام علم لامرأة في الجاهليّة من العرب اليمانيّة، كانوا يضربون المثل بها لحدّة بصرها وصدق أخبارها، ولقبها هو زرقاء اليمامة حيث كان يُقال: أبصر من زرقاء اليمامة.
وقال تشاووش أوغلو: عندما ذهبت إلى موسكو، أخبرت لافروف بذلك، وقال إنه سيخبر بوتين، ثم أبلغني بعد يوم أو يومين أن بوتين قرر أنه "لن نطير بعد الآن"، وفق ما نقل موقع "يني شفق". وتابع: ننفذ كل ذلك من خلال الحوار، سواء في اتفاقية (مونترو) أو في قضايا أخرى، كان لدى روسيا أربعة سفن قبل الحرب، ربما كانت جزءاً من خطة، لقد طلبوا الإذن بعبور هذه السفن عبر المضيق، لكن قلنا هذه حرب". وتمنح اتفاقية "مونترو" تركيا صلاحية مطلقة في إغلاق المضايق أمام السفن إذا كانت طرفاً في الحرب. العامل الثاني: فشل المفاوضات الروسية-الأوكرانية التي ترعاها تركيا وتتمتع تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بعلاقات جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا، وقد سعت للتوسط في الحرب بينهما، وفي هذا الصدد أشار لافروف خلال تصريحات صحفية يوم السبت إلى استمرار المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، وأن الجانبين يعملان من أجل صياغة إعلان مشترك، مضيفاً أنه "إذا تم إحراز تقدم في المفاوضات، فقد اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، على إمكانية عقد اجتماع في تركيا". لكن الخبير في الشؤون الروسية محمود الحمزة يعتبر أن القرار التركي الأخير بمثابة إعلان غير مباشر على فشل الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، واحتجاجاً على هذه النتيجة أيضاً، لأن موسكو هي من أفشلت المفاوضات بسبب تعنتها.
AliExpress Mobile App Search Anywhere, Anytime! مسح أو انقر لتحميل