والمراد بالسنة السيئة في هذا الحديث أن يبعث معصية قد أماتها الشرع، بعد أن كانت فاشية في الناس، أو يبعث بدعة كانت موجودة قبل مجيء الرسالة، ثم أبطلها الدين أيضًا، كأن يعيد إحياء الأعياد الجاهلية باسم الموالد لإحياء ذكرى الصالحين، أو يعيد عبادة الأوثان بعد أن أماتها الإسلام، أو يبيح الرباء ويَحمي المرابين، ويبيح الزنا ولا يقيم الحد عليه، أو غير ذلك من الفواحش والمنكرات التي أماتها الإسلام، وهذا الذي قلناه يجمع بين الأحاديث وبين خطأ من زعم أن في الدين بدعًا حسنة، مما لم يقل به أحد من أهل الحق في صدر هذه الأمة من القرون الثلاثة الذين هم خير القرون، والله الهادي إلى سواء السبيل. مجلة الهدي النبوي - المجلد السادس - العدد (9-10) - جمادى الأولى سنة 1361ه ـ
9-نية نيل الأجور والفضائل: وهي من أشهر النوايا وفيها حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم « من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، و الحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف و لكن ألف حرف و لام حرف و ميم حرف » صحيح الجامع ومن الفضائل ما هو متعلق بصور معينة أو آيات معينة، ولا شك أن كل فضيلة يعظم أجرها بتجديد النية قبلها واستحضارها عند التلاوة. 10-نية طلب الرفعة من الله: قال صلى الله عليه وسلم:« إِن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين » صحيح مسلم و رفعته لصاحبه شاملةٌ رفعةً في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، جاء في الحديث « يقال لصاحب القرآن: اقرأ و ارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها » أخرجه الترمذي 11-نية طلب الشفاعة من الله بالقرآن: أي أن تقرأ القرآن الكريم رجاء أن يشفع لك فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « اقرأوا القرآن ؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ». 12-نية معية الملائكة: قال صلى الله عليه وسلم: « الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة » صحيح مسلم والملائكة تجالس من يتدارس كتاب الله و قال صلى الله عليه وسلم: « وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم ،إلا نزلت عليهم السكينة ، و غشيتهم الرحمة ، و حفتهم الملائكة ، و ذكرهم الله فيمن عنده » صحيح مسلم و قد ذكر بعض العلماء ((أن مجالسة الملائكة تقتضي المجانسة)) لأن الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم وعليه فمن يكثر مجالستهم تسهل عليه الطاعة ويبتعد عن المعصية ويحسن خلقه.
1 مرحباً بالضيف
ه ذا على فرض أن هرقل كان مؤمنًا بعيسى أنه عبد الله ورسوله، أما إذا كان كافرًا مُدَّعِيًا أنه ابن الله - وهذا هو الظاهر - فتكون مضاعفة الأجر له على إسلام الأريسيين بإسلامه بدليل المقابلة، وهي قوله: (وإن توليتَ فعليك إثم الأريسيين)؛ أي: عليك الإثم مرتين: إثمك، وإثم الأريسيين، والله أعلم. قوله صلى الله عليه وسلم: (فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين بفتح الهمزة وكسر الراء، ثم سين مكسورة بعدها ياء مشددة، ثم ياء ساكنة، ثم نون جمع أريسي بياء مشددة في آخره، وهو العامل الذي يعمل بالكراء. وفي رواية أخرى: ( الأكارين)، وفي أخرى: ( الفلاحين)، والمراد به رعاياه كلهم من أهل مملكته؛ لأن عدم إيمانه كان سببًا في عدم إيمانهم؛ من حيث إنهم مقلدون له فيما يعمل ويرى، وكما تقول الحكمة: الناس على دين ملوكهم، وهذه القطعة من الحديث تدل على أن من تسبب لغيره من الذنب أو أعانه عليه، أخذ بمثل وزره، وهو موافق لما أملاه عليه القرآن الكريم والأحاديث الكثيرة التي منها: (مَن سنَّ سُنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومن سنَّ سُنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا).