أيضاً الزوج ينبغي ألا يخضع، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إن في الجنة من الحور العين ما لو أطلت إحداهن على الأرض لغلب نور وجهها ضوء الشمس والقمر، فلأن أضحي بك من أجلهن أهون من أضحي بهن من أجلك.
لذلك أيها الأخوة، هذه الآية خطورتها ألا تتعلق بعلاقة نسبية، حميمة، قوية، متينة، مصيرية، ولم تكن كما ينبغي.
ومحصَّل القول إنَّ ما عليه علماء الشيعة - خلافًا لما يزعمه الآخرون افتراء عليهم- هو أنَّ الخيانة المنسوبة في الآية لزوجتي نوحٍ ولوطٍ (عليهما السلام) لم يكن المراد منها الزنى -فكلُّ نساء الأنبياء مبرءات من الفجور- بل المراد من الخيانة هي مثل الخيانة للأمانة كإفشاء السرِّ والنقض للعهد أو المضادَّة للدين والحق، وهذا المعنى ليس من التأويل بل هو منسجم مع المدلول اللغوي لكلمة الخيانة. والحمد لله رب العالمين الشيخ محمد صنقور 1 - التحريم/10. 2 - التبيان في تفسير القرآن - الشيخ أبو جعفر الطوسي - ج10 / ص52. 3 - جوامع الجامع - الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي - ج3 / ص 597. 4 - تفسير مجمع البيان - الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي - ج 10 / ص 64. 5 - أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد - السيِّد الشريف المرتضى - ج2 / ص 145. 6 - تنزيه الأنبياء - السيِّد الشريف المرتضى - ص 36. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التحريم - الآية 10. 7 - زبدة التفاسير- فتح الله الكاشاني - ج7 / ص118. 8 - التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج2 / ص 1325.
الخيانة ليست فقط في ارتكاب الفاحشة ؛ كما وضحت الآية، الخيانة في النميمة وافشاء الأسرار وعدم صون الأمانة ، ومن الخيانة: ١ / ادخال بيته من یکره بدون علمه. ۲ / ارتياد اماکن لا يرضاها بدون علمه. ۳ / اقامة علاقة عاطفية خارج الزواج هاتفية أو بالمراسلة مع رجل غريب غير ذي محرم. كانتا تحت عبدين من عبادنا. ٤ / افشاء أسراره ونشر ما يدور في المنزل بالغيبه و النميمة. قال تعالى: بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ (15) (القيامه).
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)} [التحريم] ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ: [هذان المثالان يوضحان كيف أن صلة القرابة أو النسب أو الزواج لا تغني شيئاً عن عبد اختار الكفر وآثر الإعراض عن الله, فالنار مثواه مهما كانت القرابة بينه وبين الصالحين والأتقياء]. قال تعالى: { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)} [التحريم] قال السعدي في تفسيره: هذان المثلان اللذان ضربهما الله للمؤمنين والكافرين، ليبين لهم أن اتصال الكافر بالمؤمن وقربه منه لا يفيده شيئًا، وأن اتصال المؤمن بالكافر لا يضره شيئًا مع قيامه بالواجب عليه. فكأن في ذلك إشارة وتحذيرًا لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، عن المعصية، وأن اتصالهن به صلى الله عليه وسلم، لا ينفعهن شيئًا مع الإساءة، فقال: { { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا}} أي: المرأتان { { تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ}} وهما نوح، ولوط عليهما السلام.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط).... الآية، قال: يقول الله: لم يغن صلاح هذين عن هاتين شيئًا، وامرأة فرعون لم يضرّها كفر فرعون. وقوله: (وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) قال الله لهما يوم القيامة: ادخلا أيتها المرأتان نار جهنم مع الداخلين فيها.