السؤال: هل يجوز لنا أن نقول: (جزاك الله خيراً) لغير المسلم إذا عمل لنا عملاً، أو قدم لنا مساعدة؟ الجواب: لا يجوز الدعاء للكافر بالخير، فليس أهلا له، وإنما إذا عمل عملاً نافعاً ونحو ذلك فإنك تشكره بقولك: شكراً، أو أشكرك؛ لحديث: «من لا يشكر الناس لا يشكر الله» حديث صحيح رواه الإمام أحمد، والأولى أن تستعمل كلمة الشكر بلغته أي بغير العربية، ويكفي الإشارة إلى اعترافك بفعله الجميل، مع ملاحظة أنه لا يجوز استعمال الكافر، ولا قبول مساعدته - إلا عند الحاجة- لما فيه من تحمل المنة وفي الأثر: (اللهم لا تجعل لمبتدع علي منَّة فيودُّه قلبي). المصدر: اللؤلؤ المكين من فتاوى ابن جبرين (صـ45)
[7] من يحكم على أنه كافر رقية لغير المسلم وقد أباح العلماء رقية المسلم لغير المسلم ، وذلك لرجاء دخول هذا الكافر في الإسلام ، وقد دلت السنة النبوية على أحاديث كثيرة تدل على ذلك ؛ ومنها ما رواه خارقة بن السلط عن عمه أنه جاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وأسلم. [8] ومن ذلك ما ورد في حديث أبي سعيد الخدري في رقية للحج في سورة الفاتحة ، وقال ابن القيم في "مدرج السلكين":[9] وشمل هذا الحديث شفاء هذا المصاب بقراءة الفاتحة عليه ، فأعفاه من الدواء ، وربما شفاؤه ما لم يصله الدواء. هذا مع أن المكان غير مقبول ، إما لأن هذه الأحياء ليست من المسلمين ، وإما أن الناس بخيل وحقير ، فكيف إذا كان المكان مقبولاً. آه. وقال الشيخ ابن باز في شرحه على صحيح البخاري في مسألة المرقى هل كان مشركاً؟ قال: ممكن ، ولا شيء فيه ، ويظهر القرينة أنهم ليسوا مسلمين ، وأشبههم أنهم كفرة ، فيجوز للكافر أن يرقى ما لم يكن كذلك. محارب. حكم الكفرة وإطراءهم؟ من هنا نصل إلى خاتمة المقال: هل يجوز الدعاء على الكافر بالشفاء ، وشرحنا أنه إذا كان للكافر علاقة بمسلم ، فيجوز الدعاء عليه بالشفاء ، وإن كان كذلك. وإلا فلا يجوز للمسلم أن يصلي عليه بالشفاء ، ثم علمنا بشروط الدعاء للكافر جملة وتفصيلاً ، ومن ثم تعرفنا على حكم رقية الكافر..
[1] اقرأ أيضًا: الدعاء للميت من الكتاب والسنة حكم الدعاء للكافر بالأمور الدنيوية إنَّ حكم الدعاء للكافر بالأمور الدنيوية من الأحكام التي اختلف فيها أهل العلم، فمنهم من حرَّم الدعاء للكافر بالأمور الدنيوية كالرزق والولد وطول العمر، ومنهم من أجاز هذا الدعاء، والإباحة أصح لأنَّ في جواز الدعاء للكافر في الأمور الدنيوية دليل صريح، وهو حديث حسن يُستند إليه أورده الإمام الألباني، وجاء فيه: "عن عُقبةَ بنِ عامرٍ الجُهنيِّ أنَّهُ مرَّ برجلٍ هيئتُه هيأةُ مُسلِمٍ، فسلَّمَ فردَّ عليهِ: وعليكَ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ، فقال لهُ الغلامُ: إنَّهُ نَصرانيٌّ! فقام عُقبةُ فتَبِعَه حتَّى أدركَهُ، فقال: إنَّ رحمةَ اللهِ وبرَكاتُه علَى المؤمِنينَ، لكِن أطالَ اللهُ حياتَكَ، وأكثرَ مالَكَ وولدَكَ" [7] والدلالة هنا صريحة، يجوز الدعاء للكافر بالأمور الدنيوية ولا يجوز الدعاء له بالرحمة أو المغفرة، والله تعالى أعلم.