هل ما يفعله هذا الأب صحيح؟ وهل الأم هنا شخص شرير بالفعل؟.. بعض الآباء يدللون أبناءهم بشكل زائد تعويضًا لهم عن البعد الطويل، نظرًا للعمل أو للانشغالات المختلفة، فالأب لا يقضي مع أبنائه سوى لحظات أو ساعات قليلة، وهذه اللحظات غالبًا ما تكون لطيفة، فيرسخ في ذهن الأطفال فكرة أن الأب أفضل من الأم، وفي المقابل تكون الأم مشغولة معهم ومع احتياجاتهم طوال اليوم، لذا فهي قد تتعصب عليهم أو ترغمهم على فعل أشياء لا يودونها، كإنجاز الواجبات وترتيب غرفهم ومساعدتها في بعض الأمور.. فيظهر أمامهم أن الأم مزعجة في حين أن الأب لطيف وطيب. وفي بعض الأحيان يكون النموذج معكوسًا، حيث تكون الأم لطيفة وهادئة وتعرف كيف تتصرف مع أبنائها جديًا في الوقت الذي لا يحب الأب أي إزعاج، فيتعصب في وجه الأولاد ويضربهم للابتعاد عنه فيخاف منه الأبناء.. هل التودد الزائد للأبناء وتدليلهم صحيح تربويًا؟ وما هو دور كل من الأم والأب المنوط بكل منهما القيام به مع الأبناء؟.. دور الأب في الأسرة. هذا ما يجيب عنه مستشارونا التربويون... لكل أم: لا تحزني تقول د. دعاء راجح، المستشارة الاجتماعية: لا يجب أن تحزن الأم إن كانت هي الطرف الشرير، فالطفل لا يترسخ في ذهنه كونها شريرة إلا من تصرفاتها معه وليس بمقارنتها بالأب.
كما أن زيادة أواصر الترابط من خلال الزيارات العائلية، والمناسبات، وكذلك الخروج إلى الساحات الواسعة يساعد في تجديد النشاط بالنسبة للأسرة ككل، وفتح آفاق متعددة لزيادة مساحة الأمان. هل يقتصر دور الأسرة في توفير الحماية على الوالدين؟ يعتبر دور الأم والأب في حماية وتأمين أفراد الأسرة من الأبناء صاحب نصيب الأسد، فهما يسعيان لتوفير كل سبل الأمان للأبناء، بداية من رعاية صحتهما، والمباشرة بالحصول على أفضل نسق التعليم التي تناسبهم. جوهرية دور الأب - منتديات قبائل شمران الرسمية. هذا بالإضافة إلى تنمية روح التعاون، وتقوية أواصر المودة والمحبة بين أعضاء الأسرة، بين الإخوة وبعضهم من جهة، وبين الإخوة والوالدين من جهة أخرى. وما يدعم دور الوالدان هو الارتباط العاطفي والذي يظل الأقوى دائماً، فبينهما يتم الإحتماء مما قد يجده الفرد ويسبب لهم مشاعر كالإحباط، أو اليأس، أو الخوف، أو التنمر، وحتى إرتكاب الخطأ. ودور الوالدان أن يقاتلا من أجل حماية هذا الدور، وحماية مقتضياته،يدعم الأبناء ويجعلهم يشعرون بالإيجابية في مناخ آمن وصحي نفسياً. وتنتقل عجلة القيادة بشكل طبيعي إلى الإخوة الأكبر في الأسرة وذلك في حالة عدم وجود أحد الوالدين أو كليهما، مما يجعل ثبات هذا الدور بالنسبة للوالدين فحسب أمر محسوم نسبياً.
الأمر الذي يساعد الطفل على اتباع سلوك الأب الجيد بدلًا من تلقيه نصائح عن السلوكيات؛ وذلك لأن الأب في نظر الأبناء شيء مثالي، ويقومون بتقليد كافة تصرفاته وحركته؛ لذا فيجب على الأب أن يكون مؤثرًا في أطفاله ليساهم في نموهم بشكل سليم. 2- تعليم الأطفال الاحترام يعتبر الأب هو الشخص الوحيد الذي يقدر على تعليم أطفاله احترام الغير وحقوقهم، ويساعد طفله على الاطلاع على الحياة بأفق واسع ومطلع، ويعلم الطفل أنه عند الاختلاف مع غيره فيجب أن يبقى على احترامه معه، وذلك من خلال تقديمه النصح بخصوص السلوك المنضبط. أما الأب الذي يربي أبنائه على أساس الأمر والعقاب، فهذه الطريقة لها تأثير نفسي سيء على الطفل، وتعلمه عدم احترام الغير وتجعله شخص متسلط حاد الطباع وعدواني؛ لذا فيجب الحرص على التعامل بسلاسة وتوضيح السلوك الصحيح بهدوء. 3- تنمية قدرات الابن إن الأبناء يكونون بحاجة دائمة إلى تلقي التشجيع من الآباء، وأن يشعرون بقبول الأب لهم؛ وذلك كي ينعموا بحياة مفعمة بالتعاون والشجاعة، وقيام الأب بتقدير الطفل يخلق منه أجمل ما عنده، ويعطي له الشعور بالحماس الشديد للقيام بأقصى ما عنده من مواهب. ذلك لأن قدرات الطفل تنمو وتكبر عندما يتلقى التشجيع، وعندما يستمع لتشجيع والده له، يشعر بالثقة الكبيرة في نفسه، ويصبح شخصية مبدعة، ويتحلى بالعزم والشجاعة في مواجهة الحياة.
آيات من القرآن الكريم تبين دور الآباء في تربية الأبناء يقول الله عز وجل: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾{الطور:21}. يقول تعالى أيضا: ﴿ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ﴾ [الأعراف: 58]. كما قال تعالى أيضا: ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾[البقرة: 124]. قال تعالى أيضا: ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾[إبراهيم: 35]. كما قال تعالى وفي موضع آخر: ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذرِّيَّتِنَا أمَّةً مسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾[البقرة: 128].