﴿ تفسير البغوي ﴾ ( وإذ قال لقمان لابنه) واسمه أنعم ، ويقال: مشكم ، ( وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) قرأ ابن كثير: " يا بني لا تشرك بالله " بإسكان الياء ، وفتحها حفص ، والباقون بالكسر ، " يا بني إنها " بفتح الياء حفص ، والباقون بالكسر ، " يا بني أقم الصلاة " ، بفتح الياء البزي عن ابن كثير وحفص ، وبإسكانها القواس ، والباقون بكسرها. ﴿ تفسير الوسيط ﴾ ثم حكى- سبحانه- ما قاله لقمان لابنه على سبيل النصيحة والإرشاد فقال- تعالى-:وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ، يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ، إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ. واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه. وقوله يَعِظُهُ من الوعظ، وهو الزجر المقترن بالتخويف. وقيل: هو التذكير بوجوه الخير بأسلوب يرق له القلب. قالوا: واسم ابنه «ثاران» أو «ماثان» أى: واذكر- أيها العاقل- لتعتبر وتنتفع، وقت أن قال لقمان لابنه وهو يعظه، ويرشده إلى وجوه الخير بألطف عبارة: يا بنى لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ- تعالى- لا في عبادتك، ولا في قولك، ولا في عملك، بل أخلص كل ذلك لخالقك- عز وجل-. وفي ندائه بلفظ يا بُنَيَّ إشفاق عليه. ومحبة له، فالمراد بالتصغير إظهار الحنو عليه، والحرص على منفعته.
تفسير و معنى الآية 13 من سورة لقمان عدة تفاسير - سورة لقمان: عدد الآيات 34 - - الصفحة 412 - الجزء 21. ﴿ التفسير الميسر ﴾ واذكر -أيها الرسول- نصيحة لقمان لابنه حين قال له واعظًا: يا بنيَّ لا تشرك بالله فتظلم نفسك؛ إن الشرك لأعظم الكبائر وأبشعها. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «و» اذكر «إذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ» تصغير إشفاق «لا تشرك بالله إن الشرك» بالله «لظلم عظيم» فرجع إليه وأسلم. تفسير قوله تعالى: وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني. ﴿ تفسير السعدي ﴾ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ أو قال له قولا به يعظه بالأمر، والنهي، المقرون بالترغيب والترهيب، فأمره بالإخلاص، ونهاه عن الشرك، وبيَّن له السبب في ذلك فقال: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ووجه كونه عظيما، أنه لا أفظع وأبشع ممن سَوَّى المخلوق من تراب، بمالك الرقاب، وسوَّى الذي لا يملك من الأمر شيئا، بمن له الأمر كله، وسوَّى الناقص الفقير من جميع الوجوه، بالرب الكامل الغني من جميع الوجوه، وسوَّى من لم ينعم بمثقال ذرة [من النعم] بالذي ما بالخلق من نعمة في دينهم، ودنياهم وأخراهم، وقلوبهم، وأبدانهم، إلا منه، ولا يصرف السوء إلا هو، فهل أعظم من هذا الظلم شيء؟؟! وهل أعظم ظلما ممن خلقه اللّه لعبادته وتوحيده، فذهب بنفسه الشريفة، [فجعلها في أخس المراتب] جعلها عابدة لمن لا يسوى شيئا، فظلم نفسه ظلما كبيرا.
وقد عدّد -سبحانه وتعالى- بعض هذه النصائح، التي أوصى بها ( لقمان الحكيم) ولده، وكان من أهمها وأخطرها، التحذير من ( الكفر والإشراك) لأنه نهاية القبح والشناعة {وَمَن يُشْرِكْ بالله فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السمآء فَتَخْطَفُهُ الطير أَوْ تَهْوِي بِهِ الريح فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [ الحج: 31]. يقول الله -جل ثناؤه- ما معناه: اذكر يا محمد لقومك. موعظة لقمان لابنه، وهو أشفق الناس عليه، وأحبّهم لديه، حين نبَّهه إلى خطر الشرك بالله، وجحود نعمائه. وحذّره من ضرره، لأنه ظلم صارخ، وعدوان مبين، لما فيه من وضع الشيء في غير موضعه. فمن سوّى بين الخالق والمخلوق، وبين الإله الرازق، والصنم الذي لا يسمع ولا ينفع ولا يغني عن صاحبه شيئاً. مقال عن وصايا لقمان لابنه - كوريكسا. فهو – بلا شك – أحمق الناس. وأبعدهم عن منطق العقل والحكمة. وحريّ به أن يوصف بالظلم، ويجعل في عداد البهائم. وبعد أن ذكر -سبحانه- ما أوصى به لقمان ابنه من شكر المنعم، وذكر ما في الشرك من الشناعة. أتبعها -سبحانه- بوصيةٍ مستقلةٍ عن وصايا لقمان ألا وهي ( الوصية بالوالدين) ليشير إلى قبح الشرك، ويؤكد حكمة الرجل الصالح ( لقمان) لابنه في نهيه عن الشرك فكأنه -تعالى- يقول: مع أننا أوصينا الإنسان بوالديه، وأمرناه بالعطف عليهما، والإحسان إليهما، وألزمناه طاعتهما لما تحملا في سبيله من المتاعب والمصاعب، مع كل هذا فقد حذَّرناه من طاعتهما في حالة الشرك والعصيان، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فالوضع السليم بين ( الأب وابنه) هي الطاعة والإحسان، وامتثال كمال الأدب مع من ربّاه وتعب في شأن تربيته.
وفيه ذم الخيلاء والفخر، والتحذير من احتقار الناس أو ازدرائهم، أو الاستخفاف بهم بالميل عنهم بوجهه قال ابن جرير ( تواضع في مشيك إذا مشيت، ولا تستكبر، ولا تستعجل) جامع البيان (20/ 146) قال العلامة السعدي: وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ أي: امش متواضعا مستكينا، لا مَشْيَ البطر والتكبر، ولا مشي التماوت اهـ تيسير الكريم الرحمن (ص: 649) عاشرا: الاعتدال في الصوت. قال تعالى: ( وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) سورة لقمان، 19 وفيه الحث على خفض الصّوت عند التحدّث مع الآخرين وعدم المبالغة في رفع الصوت فيؤذي الآخرين قال سعد بن جبير: ( اخفضه عن الملأ) ، أخرجه ابن أبي حاتم. خطبة عن ( يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ .يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. قال ابن جرير ( إن أقبح أو أشرّ الأصوات لصوت الحمير) جامع البيان (20/ 147) ومن الأساليب التربوية في الآيات: والتي يستفيد منها المربي في طريقة تعليمه وأسلوب التربية: أسلوب الانتقاء: في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ)(لقمان: من الآية13). فقد انتقى المربي الصالح القدوة وهو لقمان والذي أعطاه الله الحكمة. أسلوب الموعظة: في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ)(لقمان: من الآية13).
وإن المظلمة أو الخطيئة وكذلك الحسنة مهما كانت صغيرة ولو كانت في حجم مثقال حبة من خردل. أحضرها الله يوم القيامة حين يضع الموازين القسط، ويجازى عليها إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر. كما قال تعالى: { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} الانبياء 47 ، ولو كانت في داخل صخرة صَمَّاء، أو غائبة في أرجاء السماء فإن الله يأتي بها؛ لأنه لا تخفى عليه خافية، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ، وهكذا يغرس لقمان الحكيم في قلب ولده مراقبة الله وانه سبحانه وتعالى وهو المطلع على اعمالنا الظاهرة والباطنة ومن آمن بذلك فلا يعصي الله ابدا ويكون من الطائعين أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم ا لخطبة الثانية ( يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.