وأما فعل علي -رضي الله عنه- فهو اجتهاد منه فقد قال: [جلدتها بكتاب الله، ورجمتها بسنة رسول الله] والاجتهاد لا يمكن أن تعارض به السنة. لكن ليكن في ذهنكم أن ثبوت الزنا بالشهادة صعب، لا يأتي أحد ويزعم أنه رأى ذكر الزاني في فرج المرأة.. هذا صعب جداً، وكنا نقول في الماضي بجواز العمل بالصورة الملتقطة للزانيين، لكن تبين لنا أنه، حتى الصورة لا يمكن العمل بها؛ لأنه يمكن أن تدبلج وهذا سهل، فالآن لما تقدم العلم في هذه الأمور صار كل شيء ممكن فكنا نقول في الأول: إذا وجدت الصورة بأن هذا الرجل يزني بامرأة فهذه بينة من أقوى البينات، لكن تبين الآن أن المسألة فيها شك.
والله أعلم.
فالواجب على كل مسلم ومسلمة: أن يحذر هذه الفاحشة العظيمة ووسائلها غاية الحذر، وأن يبادر بالتوبة الصادقة مما سلف من ذلك، والله سبحانه يتوب على التائبين الصادقين، ويغفر لهم. والله ولي التوفيق [1]. كتاب (فتاوى إسلامية)، جمع/ محمد المسند ج3، ص: 371، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 22/400). فتاوى ذات صلة
المحصن هو الرجل الذي تزوج ولو ليوم واحد فقط، سواء ماتت امرأته بعد ذلك أو طلقت منه، ولذلك فإنه إذا زنى بعد أن يبني بزوجته أصبح محصنًًا وأصبح الحكم الشرعي عليه هو الرجم إذا ثبت الأمر بشهادة الشهود الأربع، أو الاعتراف وحكم عليه القاضي بمثل ذلك، وحكمة التفريق بين المحصن والعزب أن العزب رجل تدفقت فيه قوة الشهوة دون أن يعرف طريق الاستمتاع بها، وأما المحصن الذي تزوج، فإن الأمر له على غير ذلك.
السؤال: الزاني المحصن ما حده؟ الجواب: الزاني المحصن حده الرجم بأن يقام أمام الناس ويرجم بحجارة لا هي كبيرة ولا صغيرة حتى يموت. هل المطلق او الأرمل يعتبر محصن إذا زنا - فقه. السائل: لكن كيف يجاب عن حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه في مسلم أنه قال: (جلد مائة والرجم)؟ الشيخ: يجاب عن ذلك: بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- رجم خمسة ولم يجلدهم، فكأن الله -سبحانه وتعالى- خفف عن عباده؛ لأن حديث عبادة بن الصامت الذي يظهر من سياقه أنه أول ما جاء في الرجم من السنة، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «خذوا عني، خذوا عني، فقد جعل الله لهن سبيلاً، البكر بالبكر جلد مائة، وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم» لكن بعد ذلك رجم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع بين الجلد والرجم فيكون هذا نسخاً، أي أن الله -تعالى- نسخ الجمع بين الرجم والجلد. فإن احتج شخص بأن عدم ذكر الجلد في الحديث لا يدل على عدمه فهذه دعوى من أبطل الدعاوى، ففي قصة الأجير الذي زنى بامرأة مستأجرة قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: « اغد يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها» هل قال: اجلدها؟ لم يقل اجلدها! وكذلك في قصة ماعز قال: اذهبوا به فارجموه، ولم يقل اجلدوه، وكذلك في قصة الذميين اليهوديين، وإذا تنزلنا مع هذا وقلنا هو فعل، فكون الرسول -صلى الله عليه وسلم- يترك الجلد يدل على جواز الترك وأنه ليس بواجب.
السؤال: إذا ارتكب رجل الزنا وهو متزوج، هل تحرم عليه زوجته، وكذلك المرأة؟ الجواب: لا يحرم كل منهما على الآخر، وعليهما جميعًا التوبة إلى الله التوبة النصوح، وإتباع ذلك بالإيمان الصادق والعمل الصالح. وإنما تكون التوبة نصوحًا إذا أقلع التائب عن الذنب، وندم على ما مضى من ذلك، وعزم عزمًا صادقًا على أن لا يعود في ذلك؛ خوفًا من الله سبحانه وتعظيمًا له، ورجاء ثوابه، وحذر عقابه، قال الله سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82]، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا [التحريم:8]، وقال : وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]. والزنا من أعظم الحرام وأكبر الكبائر، وقد توعد الله المشركين والقتلة بغير حق والزناة، بمضاعفة العذاب يوم القيامة، والخلود فيه صاغرين مهانين؛ لعظم جريمتهم، وقبح فعلهم، كما قال الله سبحانه: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا الآية [الفرقان:68-70].
حكم من أنكر الرجم للزاني المحصن هل إنكار رجم الزاني المحصن يدخل في إنكار ما علم من الدين بالضرورة أما بعد فإن حد الرجم للزاني المحصن قد أجمع عليه كل فقهاء الأمة إلا الخوارج وبعض المعتزلة الذين أنكروه وقالوا لا نجده في. وهي المتزوجة وعقوبتها الرجم بالحجارة حتى الموت. حكم تعليق لوحات فيها آيات قرآنية داخل البيوت. عقوبة الزاني غير المحصن. يقول ابن القيم رحمه الله تعالى أن الزاني المحصن لا. قال الله تعالى في بيان حد الزاني البكر – أي غير المحصن -. لماذا لم يذكر حد الرجم للزاني المتزوج في القرآن مع أنه أشد عقابا من حد الجلد. شبهة عدم ذكر حد الزاني المحصن في القرآن السؤال.