لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا ملف نصّي الجهاد في سبيل الله – فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم قال الله تعالى: فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم ( الأنفال: 17) — قال صلى الله عليه وسلم: إنما الإمام جنة. يقاتل من ورائه ويتقى به. متفق عليه – أي سترة لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين ويكف أذى بعضهم عن بعض والمراد بالإمام كل قائم بأمور الناس والله أعلم (فتح الباري) بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
وليس السياق لتعليم العقيدة الحق. وأصل الخبر المنفي أن يدل على انتفاء صدور المسند عن المسند إليه ، لا أن يدل على انتفاء وقوع المسند أصلاً فلذلك صح النفي في قوله: { فلم تقتلوهم} مع كون القتل حاصلاً ، وإنما المنفي كونه صادراً عن أسبابهم. ووجه الاستدراك المفاد ب { لكن} أن الخبر نفى أن يكون القتل الواقع صادراً عن المخاطبين فكانَ السامعُ بحيث يتطلب أكان القتلُ حقيقة أم هو دون القتل ، ومَن كان فاعلاً له ، فاحتيج إلى الاستدراك بقوله: { ولكن الله قتلهم}. وقدم المسند إليه على المسند الفعلي في قوله: { ولكن الله قتلهم} دون أن يقال ولكن قتلهم الله ، لمجرد الاهتمام لا الاختصاص ، لأن نفي اعتقاد المخاطبين أنهم القاتلون قد حصل من جملة النفي ، فصار المخاطبون متطلبين لمعرفة فاعل قتل المشركين فكان مهمّاً عندهم تعجيل العلم به.
وقرأ نافع والجمهور { ولكن} بتشديد النون في الموضعين وقرأه ابن عامر ، وحمزة ، والكسائي بسكون النون فيهما. عطف على محذوف يؤذن به قوله: { فلم تقتلوهم} الآية وقوله { وما رميت} الآية. فإن قتلهم المشركين وإصابة أعينهم كانا الغرض هزم المشركين فهو العلة الأصلية ، وله علة أخرى وهي أن يبلي الله المؤمنين بلاءً حسناً أي يعطيهم عطاءً حسناً يشكرونه عليه ، فيظهر ما يدل عن قيامهم بشكره مما تختبر به طويتهم لمن لا يعرفها ، وهذا العطاء هو النصر والغنيمة في الدنيا والجنةُ في الآخرة.
وَلِيُبْلِيَ: مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل وعلامة نصبه الفتحة، وفاعله مستتر والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف أي فعل الله هذا. الْمُؤْمِنِينَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء جمع مذكر سالم. مِنْهُ: متعلقان بمحذوف حال من بلاء. بَلاءً: مفعول مطلق، حَسَناً: صفة. إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ: إن واسمها وخبراها والجملة مستأنفة. فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ: ببدر بقوتكم وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ: بنصره إياكم وَما رَمَيْتَ: يا محمد أعين القوم إِذْ رَمَيْتَ: بالحصى لأنَّ كفًا من الحصى لا يملأ عيون الجيش الكثير برمية بشر وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى: بإيصال ذلك إليهم، ليقهر الكافرين. لِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً: ليختبر المؤمنين منه اختبارا حسنا بالغنيمة، والاختبار يكون بالنقم لمعرفة الصبر، وبالنعم لمعرفة الشكر، والمراد هنا الاختبار بالنعم إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ: لأقوالهم عَلِيمٌ: بأحوالهم.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ﴾، قَالَ مُجَاهِدٌ: سبب نزول هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّهُمْ لَمَّا انْصَرَفُوا عَنِ الْقِتَالِ كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ: أَنَا قَتَلْتُ فَلَانًا وَيَقُولُ الْآخَرُ مثله، فنزلت هذه الْآيَةُ. وَمَعْنَاهُ: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ أَنْتُمْ بقوّتكم ولكنّ الله قتلهم بنصرته إيّاكم وتقويته لكم. وقيل: ولكن اللَّهَ قَتَلَهُمْ بِإِمْدَادِ الْمَلَائِكَةِ. ﴿ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى ﴾.