وإذا بالبشرى تأتيه من البنت بأن والدها وافق أخيراً على زواجه منها، فكاد لا يصدق الخبر، وطار من الفرح بانتظار الغد كي يذهب إليها ويخطبها. ودون شعور، ذهب إلى الشجرة وسحب قلمه ليكتب رائعته.. ً"أغداً ألقاك" ومنها: "يا خوف فؤادي من غدِ…. يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد……آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقترابا" وذهب الهادي آدم إلى فراشه حزيناً مكتئب النفس، ولمّا علمت أم كلثوم بالقصة أصرت على غنائها لتبدع في أدائها…!!! كلمات اغدا القاك كلمات: الهادي آدم ألحان: محمد عبد الوهاب أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غدٍ. يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد. آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقترابا. كنت أستدنيه لكن هبته لما أهابا. وأهلت فرحة القرب به حين استجابا. هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا. مهجة حرة وقلباً مسه الشوق فذابا. أغداً ألقاك. أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني. أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني. أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني. آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني. كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء. آه رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء. أنا لو لا أنت لم أحفل بمن راح وجاء. أنا أحيا لغد آن بأحلام اللقاء. فأت أو لا تأتي أو فافعل بقلبي ما تشاء.
ومن أجل ذلك فقد كلفت صالح جودت نفسه بالبحث عن هذه القصيدة. وعن هذا قال: اتفقنا على أن نبحث عن القصيدة المنشودة، وطفت بمكتبات القاهرة واستعنت بالأصدقاء فتجمعت لدي سبعة دواوين لسبعة شعراء، ومضيت أدرسها ثم اخترت من كل منها قصيدة تتوفر فيها الصلاحية الغنائية، وأرسلت القصائد السبع لأم كلثوم لتفاضل بينها. وبعد أيام سألتني أم كلثوم أيهم أفضل قلت: لقد تركت لك مهمة المفاضلة، حتى لا أكون منحازاً لشاعر دون آخر، قالت لقد اخترت واحدة منها بالفعل ولكن لن أذكرها لك حتى أعرف رأيك.. قلت: إذا كنت تصرين فإنني أفضل قصيدة الهادي آدم فهي أصلحها للغناء.. قالت لخفة ظلها المعهود: برافو عليّ أنا فهذه هي القصيدة التي اخترتها بالفعل. ومن بعد هذا الاختيار شدت أم كلثوم فعلاً بكلمات هذه القصيدة في 6 مايو عام 1971بعد أن وضع لها الألحان المتميزة محمد عبد الوهاب.
قصة أغنية اغدا ألقاك كلمات اغدا القاك قصة أغنية أغدا ألقاك يمكننا هنا القول أن أغنية "أغداً ألقاك" لكوكب الشرق أم كلثوم هي الأغنية "الوحيدة" التي كتبها الشاعر السوداني الهادي آدم وقام بتلحينها الموسيقار محمد عبد الوهاب، حيث قدمتها السيدة أم كلثوم على مسرح "دار الأوبرا" في العاصمة المصرية القاهرة وكان ذلك في عام 1971. كانت السيدة أم كلثوم كعادتها تختار كل مرّة شاعراً «عربياً» لتقدم من كلماته واحدة من أغنياتها، حيث لم تكن تعتمد على شاعر واحد في كتابة أغانيها كما اختارت كلمات أغنية " ثورة الشكّ" للشاعر السعودي عبد الله الفيصل وأغنية "هذه ليلتي" للشاعر اللبناني جورج جورداق ، وغيرهما، كانت قصيدة "المأساة" للشاعر السودان الهادي آدم والتي انتهت أحداثها بـمأساة كما تروي الحكايات. هي، إذن قصة حب محزنة. غنّتها أم كلثوم ،وكتبها الهادي آدم بدمه ودموعه. وتتناول قصة شاب سوداني، كان طالباً في جامعة القاهرة بمصر.. أحب فتاة مصرية طالبة معه وجُنّ بها واتفقا على الزواج بعد تخرجهما. فلما تخرج تقدم الى عائلتها لخطبتها، وأجابوه بالرفض الشديد من قبل والدها وأرسل العديد من الشخصيات للوساطة ولكن، لم تفلح. عاد بعدها الشاب إلى وطنه السودان ، وظل حزيناً معتكفاً الناس واتخذ من ظل شجرة، مقراً له، باكياً على حبيبته.
ووقع الاختيار على قصيدة للشاعر الهادى آدم بعنوان "الغد" من ديوان "كوخ الأشواق"، وتم تعديلها بعد ذلك إلى أن أصبحت قصيدة بعنوان "أغدا ألقاك". تحويل «مسقط رأس أم كلثوم» لقرية نموذجية أما عن الشاعر الهادى آدم، فدارس وعاشق للحضارة المصرية حيث تخرج فى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وحصل على درجة الليسانس فى اللغة العربية وآدابها، وحصل على دبلوم عال فى التربية من جامعة عين شمس، ثم حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة الزعيم الأزهرى بالسودان وعمل معلما بوزارة التعليم بمدينة رفاعة. أم كلثوم.. أغدا ألقاك عقدت أم كلثوم جلسات عمل مع الموسيقار محمد عبدالوهاب والشاعر الهادى آدم فى القاهرة، وتم تعديل القصيدة بما يناسب آدائها على المسرح، وتم تقديمها لأول مرة على مسرح قصر النيل عام 1971، وكان الشاعر الهادى آدم فى مقدمة الحضور، ونالت القصيدة إعجاب الكثير من الجمهور ونجحت نجاحا كبيرا وأصبحت من أهم قصائد كوكب الشرق. كلمات أغنية أغدا ألقاك لأم كلثوم أغدا ألقاك يا خوف فؤادى من غدى يا لشوقى واحتراقى فى انتظار الموعد آه كم أخشى غدى هذا وارجوه اقترابا كنت استنيه لكن هبته لما أهابا وأهلت فرحة القرب به حين استجابا هكذا احتمل العمر نعيما وعذابا مهجة حارة وقلبا مسه الشوق فذابا أنت يا جنة حبى واشتياقى وجنونى أنت يا قبلة روحى وانطلاقى وشجونى
تحل اليوم ذكرى ميلاد كوكب الشرق أم كلثوم، أحد أشهر عمالقة الفن فى مصر والوطن العربى، والتى ولدت فى مثل هذا اليوم من عام 1898، ورحلت عن عالمنا فى 3 فبراير من عام 1975، بعد مسيرة حافلة بالأعمال الرومانسية والوطنية الخالدة. أم كلثوم فى السودان وفى ذكرى ميلادها نرصد كواليس القصيدة التى ردت فيها أم كلثوم الجميل للشعب السودانى بعد الاحتفاء بها على أكبر وأشهر مسارح السودان عام 1968. مسرح أم درمان البداية جاءت خلال زيارة كوكب الشرق للسودان لإحياء أول حفل لها على مسرح أم درمان المكشوف، فى إطار حملتها لدعم المجهود الحربى لمصر بعد هزيمة 1967. وبعد النجاح الجماهيرى الكبير لحفلها الأول والذى حضره ما يقرب من 7 آلاف متفرج، قررت إحياء حفلا آخر على نفس المسرح، وخلال تواجدها على المسرح فوجئت أم كلثوم باحتفال الإذاعة السودانية بعيد ميلادها على المسرح. أم كلثوم ترتدى الزى السودانى وشهد الحفل صيحات وهتافات الجمهور السودانى لها إلى جانب عاصفة من الزغاريد والهدايا، بعدها ارتدت الزى السودانى على المسرح فى ليلة استثنائية. أم كلثوم ترد الجميل لشعب السودان وفى لفتة طيبة منها، قررت أم كلثوم رد الجميل للشعب السودانى فور عودتها إلى القاهرة، وطلبت ترشيح أحد شعراء السودان لقراءة دواوينهم، واختيار قصيدة له لتقوم بغنائها.
هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا مهجة حرى وقلباً مسه الشوق فذابَ.