هنا قصيدة.. ووطن. وهنا شجن باق في غياهب الحلم العربي الذي يسري في عروق الأمة بأكملها. وهنا سبعة قرون من الحسرة التي تتردد في الصدور وتتضاعف عند كل نكبة جديدة من نكبات العرب التي صارت تاريخا مستمر ً ا. وهنا دمعة ما زالت تترقرق في المآقي كلما تذكرت شواهد الزمن المتصرم والعنفوان الذبيح بسكين التهاون وأنانية الكرسي الذليل. وهنا قبل كل هذا وذاك شاعر ظل اسمه تذكارا للرثاء، عندما يكون الرثاء بحجم وطن. أما الوطن فهو الأندلس في حقبته العربية، وأما الشاعر فهو أبو البقاء صالح الرندي وستكون المرثية هي القصيدة الخالدة في سجله الشعري الدامع، والتي جبت ما قبلها وما بعدها، فليس قبل الوطن قبل، وليس بعد رثائه رثاء. جريدة الرياض | السبيعي: الشِّعر مازال رفيق الدرب والصديق الوفي. فماذا إن تجاوزت القصيدة موضوعها الظاهر في التحسر على بلاد فقدها العرب على يد أهلها الذين استرجعوها بعد أن طاب لها المقام العربي طويلا، نحو رثاء للذات العربية في واحدة من أقسى ما يمكن أن تتعرض له من اختبار للأنفة والصمود؟ كثيرون قرأوا تلك المرثية نحيبًا على أنقاض المجد الأندلسي الذي سقط نهائيًا، لولا بعض مشاهد معمارية وشواهد إنسانية غير قابلة للسقوط، بسقوط غرناطة في تلك الليلة الليلاء، وبالرغم من دموع أبي عبدالله الصغير التي أشاعت الملح في القوافي العربية بعد ذلك طويلاً جدًا، حتى تضاعف الملح عندما صار للنكبة اسم آخر هو فلسطين.
ومع ذلك توجد أمور فى المدى القصير لا يبدو أنها سوف تكون أحداثًا طارئة، وهى تثير تحديات للنظام الدولى، الذى ساد منذ انتهاء الحرب الباردة مثل «تراجع العولمة»، فما يحدث وفقًا للنشرة المذكورة هو «تسليح الاعتماد المتبادل»، حيث باتت الحرب الاقتصادية على روسيا نزعًا لدولة مهمة فى الاقتصاد العالمى، بعد انكماش اقتصادها بمقدار ١٥٪ أو أكثر. مطالبة موسكو للعالم بسداد ثمن النفط والغاز بالروبل وليس الدولار هى كسر لأحد الثوابت الكبيرة فى النظام العالمى المعاصر منذ الحرب العالمية الثانية، وبالتأكيد منذ نهاية الحرب الباردة. القراءة للوضع الحالى للأزمة/ الحرب يمكن تلخيصها فى أن روسيا لم تكسب الحرب، كما أن أوكرانيا لم تخسرها، وفى الحالتين فإن سعى روسيا لتعويض خسائرها من خلال حرب ضروس فى شرق أوكرانيا يعطيها مكاسب جغرافية مادية وظاهرة فى إقليم الدونباس فى شرق أوكرانيا، والمجاور لروسيا من ناحية، وإقليم القرم من ناحية يستعيد إلى الذاكرة التاريخية ما فعلته روسيا القيصرية والشيوعية، وهو التوسع الإقليمى. جريدة الرياض | رواية روحْسد.. ثنائية الروح والجسد. أوكرانيا من جانبها، حتى بعد أن طرحت بعيدًا إمكانيات انضمامها إلى حلف الأطلنطى، وتركت جانبًا حالة التدمير والمذابح التى جرت فى العديد من مدنها، وحتى مستقبل اللاجئين منها إلى الدول المجاورة، فإنها لا تمانع فى أن تكون رأس الحربة، الذى يجعل روسيا تفقد كثيرًا من قدراتها وحيويتها العالمية، وكل ما تحتاجه هو المزيد من السلاح والأموال، ولدى أوروبا والولايات المتحدة الكثير منهما الذى يتدفق على مدار الساعة إلى كييف.
ولا يمكن لهذا الحدث الذي وصفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - بـ(المجزرة الشنيعة.. عمل إرهابي) أن ينمحي ويزول من الذاكرة المسلمة خاصة الجاليات الموجودة خارج أوطانها بسهولة ويسر وفي الزمن المنظور على الأقل. لقد كشف هذا المجرم بصنيعه المقيت المستنكر من الجميع الحقد الدفين الذي يحمله اليمين المسيحي المتطرف على الإسلام والمسلمين، ولا أدل على ذلك من تلك التواريخ والكلمات التي كتبها على سلاحه الذي قتل به المسلمين الذين اجتمعوا من أجل أداء صلاة عظيمة في يوم عظيم وبمكان عظيم طلباً لما عند الرب المنتقم عز وجل، ولذا فإن ما يشفي ما في الصدور هو تتبع هذا التيار الإرهابي المتشدد واجتثاثه من جذوره وحماية الإنسانية عامة والمسلمين خاصة من شره سواء في أوروبا أو الأمريكيتين أو غيرهما. إن من ردود الأفعال الإيجابية الرامية إلى توظيف هذا الحادث الشنيع والفعل الإرهابي المقيت لخدمة الإسلام والمسلمين هناك، نشر تغريدة خادم الحرمين وتداولها على أوسع نطاق وترجمتها للغات الحية من أجل أن تصل للعالم أجمع حتى يعلم الكل من نحن وماذا يعني أن ينال من أهل الإسلام في أي مكان كانوا، وكذا مخاطبة الشعب النيوزلندي عبر مواقع التواصل الاجتماعي باللغة التي يتحدثون بها وبالعقلية التي يفهمونها، ومقترح تأسيس مسجد كبير باسم شهداء مسجد النور وفتح التبرعات لبنائه لجميع شعوب العالم الإسلامي، وحتى يكون مخلداً لهذه الذكرى الحزينة المؤلمة.
برأيك متى يُبدع الشاعر أو الشاعرة هل عندما يكتب عن بوح الواقع الذي يعيشه، أو عندما يكتب من نسج الخيال الذي يرسمه بحرفه؟ الواقع والخيال الاثنان يشتركان في أسباب ودواعي كتابة القصيدة، ولكن يبقى الإبداع الشِّعري هو الفصل في نجاح القصيدة: الشِّعر فن وذوق وأخلاق وإحساس بين الخيال وبين صدق الأحاسيس أحدٍ يجيب البوح من حرّ الأنفاس وأحدٍ خياله فوق كل المقاييس برأيك ماذا يقتل طموح الشاعر؟ عدم تقدير قصيدته التي استخلصها من وجدانه ومشاعره وأحاسيسه، كذلك التجاهل الإعلامي له دور كبير في الإحباط وقتل الموهبة الشِّعرية لدى الشاعر. ما أصعب المنعطفات التي واجهتك في مسيرتك الإعلامية؟ أن تقدم ما يليق، وأن تثبت جودة ما تقدمه من مواد إعلامية مبتكرة بطريقة غير تقليدية وغير معتادة. كان لك تجربة في المجال الإعلامي.. لماذا لم تتكرر مثل هذه التجربة؟ اضمحلال دور القنوات الشعبية، وإغلاق الكثير منها، وانصراف البعض عن قراءة الصحف الورقية بشكل لافت للنظر وهيمنة وسائل التواصل الاجتماعي على الساحة الشعبية كلها عوامل لا تساعد على الاستمرار في هذا المجال ناهيك عن مشاغل الحياة اليومية التي لا تنتهي. بحكم أنك شاعر وصحفي متمكن ما المعيار الحقيقي للقصيدة الناجحة؟ السهل الممتنع بالصور الشِّعرية المحكمة، والإسقاطات الإبداعية المتقنة، أرى أنها من أهم عوامل نجاح القصيدة وانتشارها.. كما أن الشيلات والألحان الإبداعية ساهمت في نجاح وانتشار الكثير من القصائد.
2 ـ ما ذكرتيه من أنك موقنة بأنها خرافة ،فهذا اليقين قد يبقى أياماً وشهوراً ،ثم يبدأ بالتزعزع والضعف إلى أن يصل إلى حد التصديق ـ والعياذ بالله ـ ،وأمر القلب ليس بيدك ،بل هو بيد الله _جل وعلا_. 3 ـ أن في هذا تضييعاً للوقت الذي أمرنا بحفظه عما لا ينبغي، فضلاً عن هذه الأمور المحرمة. 4 ـ الأثر التربوي السيئ الذي تحدثه مثل هذه الأفلام في تصديق الخرافات ،والأشياء المجهولة، ولهذا منعت إحدى المدارس البريطانية دخول كتب (هاري بوتر) إلى مكتبتها. بل إن مسؤولي التعليم في بريطانيا أكدوا على التأثير السلبي للاعتقاد في قوى السحر والمجهول، ومخاطرهما الكبيرة على التلاميذ، ودعوا المدرسين وأولياء الأمور إلى توخي الحذر الشديد من هذا الاتجاه. ودعا "بينو زيرير" عضو البرلمان الألماني- من الاتحاد الحزبي المسيحي الاشتراكي المحافظ-إلى منع عرض فيلم (هاري بوتر) استناداً إلى أن ما يحمله من مفاهيم تتعلق بالسحر لا تتناسب مع الأطفال ، وقال: إن المعتقدات الدينية لدى صغار الأطفال لا تكون قد تم تأسيسها بعد؛ وهو ما يجعلهم عرضه لمخاطر هذه الأفكار، وحذر من أنهم قد يؤمنون بكل ما يشاهدونه من أمور خارقة يتم تنفيذها على شاشة السينما بصورة اصطناعية، ولكنه لا يدرك ذلك، وقال: إنه لا ينبغي عرض الفيلم في بلاده حتى يعرف الأثر الذي تركه على أطفال البلدان الأخرى.
رواية روحْسد، للكاتب محمد الطيب، تحكي عن ثنائية الروح والجسد التي قد يقع بعض الناس في تعقيداتها، تلك الثنائية التي قد تعذبهم طوال حياتهم إذا لم يجدوا حلاً لها، يضع الكاتب مقولة لمحيي الدين بن عربي الملقب بالشيخ الأكبر وسلطان العارفين في مقدمة روايته. هذا الاختيار ليس عبثاً وإنما هو اختيار يقود القارئ نحو مجاهل الروح والجسد في علاقتهما الحلزونية. ترصد الرواية بعض الشخصيات بفهم عميق للطبيعة الإنسانية ودوافعها وأفعالها، وقد أبدع الكاتب في وصفها ورسم شخوصها بتميز مذهل، وبسرد طاغٍ لغةً وفلسفةً. استحسن محمد الطيب اختفاء صوت المؤلف فسرد حكايته في روحسد بصوت العاشق والمعشوق، الحر والمسجون، جسدا وروحا. يقول باختين: «تشتمل الرواية المتعددة الأصوات على العلاقات الحوارية بين جميع العناصر الروائية مثلما يحدث عند مزج مختلف الألحان في عمل موسيقي» وهو ما تجلى بيناً في روحسد من خلال تعدد النصوص فيها والشخوص والسرد واللغة وكذاك الثيمات. ليست رواية ولا روايتين بل ثلاث روايات في رواية. غزلها وعزفها الكاتب بمهارة، أسترجع ذاكرة الجسد والمكان، ويقظة الضمير المتعب، وأظهرت عجز الروح المتألمة بسبب علمها وماضيها؛ «هل تدرك من هم أسعد أهل الأرض؟ إنهم المتبلدون الذين اكتفوا من هذه الحياة بلقمة طيبة وجسد نضر، ولكن من تنهض عندهم الروح أولئك كتب عليهم الشقاء إلى الأبد، فالروح رفيقة الضمير، والضمير في أحكامه أكثر ظلماً وتعسفاً من المجتمع والأسوأ من ذلك أنه أكثر إقناعاً أيضاً، وهنا تبدأ الحلقة المفرغة في التكوين، غرس سيئ، ضمير زاعق، ثمرة سيئة فغرس فاسد، أنا وأنت ندور في ذات الحلقة، أنت تجاهد للخروج منها بسخريتك بعكسي فأنا ما زلت أركض رغم وعيي ببؤس مصيري المنتظر.