معظمهم حدثوني عن دور الأفلام الإباحية في جرائمهم، شارحين بأن الإباحية العادية بالنسبة لهم صارت مملة وغير محفزة، فلجأوا إلى البحث عن خيار أشد إثارة وأكثر حميمية، ووجدوا ضالتهم في اغتصاب طفل"[16]. هكذا خلقت الثقافة الغربية المشكلة بنفسها وعجزت أن تقدم لها حلولا، فهي ثقافة مليئة بالمواد التي تجعل من السوي مريضا ومن الطبيعي مهووسا، فمن الإعلانات التجارية إلى الحفلات الغنائية إلى المواقع الإباحية الزائفة للأطفال، يستهلك المواطن الغربي كل هذه الصور فتتغير ميوله وذوقه تدريجيا حتى يصبح معتديا ومغتصبا بالفعل أو على الأقل مستهلكا للمواد الإباحية للأطفال، لتبدو ظاهرة إباحية الأطفال -بكل أسف- غير قابلة للحل على المدى القريب.
في هذا الإطار تشير جيل داينز، أستاذة علم الاجتماع الأميركية، إلى أن الثقافة الغربية مليئة بمحفزات تزيد من جنسنة الأطفال عبر عدة طرق، فتصرح قائلة: "نحن نعيش اليوم في بيئة تقصفنا يوميا بعشرات الصور التي تشكل وعينا وذوقنا، هذه الصور تشكل ما نسميه "ثقافة قائمة على الصور" وهو مصطلح للتعبير عن المجتمع الذي استبدلت فيه الكلمات المنطوقة والمكتوبة كوسائل للتواصل، بالصور المرئية"[10]. وعلى أساس هذه الثقافة القائمة على الصور، تتبنى العديد من الشركات والأفراد دعايات قائمة على جنسنة الأطفال، وإظهار جوانبهم الجسمانية وجاذبيتهم الجنسية، وتمتد هذه الثقافة من الإعلانات العادية والمواد الإعلامية التقليدية إلى النجوم المشهورين في الثقافة الغربية. بوستر معلق في متجر "FootStore" بفلوريدا فوق أحذية الأطفال، يُظهر أطفالا تم تجميلهم ليظهروا مغرين جنسيا. مثلا، قامت الفنانة الأميركية ذائعة الصيت مايلي سايرس -المعروفة بهانا مونتانا- بعرض تصويري مع مجلة "Vanity Fair" للموضة في عام 2008، لتظهر مايلي وهي بنت 15 عاما فقط على غلاف المجلة بظهر مكشوف تماما دون أي رداء يغطيها، مع نظرة موحية جنسيا من مايلي نفسها[11]. لم تكن الإشكالية مقتصرة على هذا التصوير الإغرائي لطفلة، بل في آلاف وملايين الأطفال الذين يتابعون مايلي واقتدوا بها وبهذا النمط من الثقافة.
وفي عام 2002م ظهرت الفضيحة المعروفة إعلاميا باسم "Spotlight"، التي كشفت الاستغلال الجنسي بواسطة قساوسة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية للقاصرين، كانت البداية في الولايات المتحدة الأميركية، حيث تم الكشف عن عشرات القساوسة ممن استغلوا الأطفال جنسيا، ثم تتابعت كرة الثلج لتشمل دولا مثل أستراليا التي تعرض فيها 4, 444 طفلا للاعتداء الجنسي بواسطة قساوسة[5]، وهولندا التي كشفت لجنة تحقيق واحدة فيها عن 800 قسيس معتدٍ جراء تلقيها 1, 795 بلاغا عن اعتداء جنسي في الكنيسة[6]، بالإضافة إلى دول مثل أيرلندا والنمسا وإسبانيا وسويسرا. بوستر الفيلم السينمائي "Spotlight" الذي أصدر عام 2015م ويتناول قصة التحقيق الصحفي الذي أثار عاصفة فضائح الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في عدة دول غربية. (مواقع التواصل) لكن أضخم شبكة لإباحية الأطفال تم القبض عليها على الإطلاق كانت في النرويج، إذ أطلقت الشرطة النرويجية عملية "Dark Room" وقبضت فيها على شبكة نرويجية دولية تتاجر في المواد الإباحية للأطفال، وصادرت الشرطة النرويجية أضخم محتوى إباحي للأطفال في تاريخ البشرية، إذ بلغ حجم المواد المصادَرة نحو 150 تيرا بايت، أي 150, 000 جيجا بايت من المواد الإباحية للأطفال!
AliExpress Mobile App Search Anywhere, Anytime! مسح أو انقر لتحميل