[٥] أحلّ الله -تعالى- للمسلمين إتيان زوجاتهم في ليلة الصيام قبل طلوع الفجر بعد أن كان ذلك محرماً، والتوبة على المسلمين الّذين كانوا يُقدمون على هذا الأمر قبل أن يكون حلالاً مع بيان حدّ الصيام ووقته؛ بأنّه يبدأ من الفجر إلى غروب الشمس. أسباب نزول آيات الصوم في سورة البقرة نزلت آيات الصيام السابقة لأسبابٍ معينةٍ، ذكرها المفسرون في كتبهم، وهي كما يأتي: قال -تعالى-: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ). [٦] وسبب نزولها مجيء صحابي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وقت الحديبية، وقد امتلأ رأسه بالقمل، فأمره رسول الله بأن يحلق شعره، ودفع الفدية جرّاء ذلك، ويكون بصيام ثلاثة أيام، أو ذبح شاة، أو الصدقة لستة مساكين. آخر-آية-من-سورة-القلم-والعدد-19. [٧] قال -تعالى-: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ). [٥] فقد كان يحرم على المسلمين أن يأتوا زوجاتهم إذا ناموا بعد الإفطار، فإذا لم يناموا فلا بأس في ذلك، وكان عمر بن الخطاب قد أراد أن يأتي زوجه وقد نامت، فلا يجوز ذلك، فذكر ذلك لرسول الله، فنزلت الآية الكريمة بحِلّ الأكل والشرب والجماع إلى الفجر، حتى لو تخلل ذلك النوم والاستيقاظ، ففرح المسلمون بذلك.
فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا الْحَدِيثِ ۖ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) القول في تأويل قوله تعالى: فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (44) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: كِلْ يا محمد أمر هؤلاء المكذبين بالقرآن إليّ، وهذا كقول القائل لآخر غيره يتوعد رجلا دعني وإياه، وخلني وإياه، بمعنى: انه من وراء مساءته. تفسير سورة القلم. و " مَن " في قوله: (وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ) في موضع نصب، لأن معنى الكلام ما ذكرت، وهو نظير قولهم: لو تُركَت ورأيك ما أفلحت. والعرب تنصب: ورأيك، لأن معنى الكلام: لو وكلتك إلى رأيك لم تفلح. وقوله: (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) يقول جلّ ثناؤه: سنكيدهم من حيث لا يعلمون، وذلك بأن يمتعهم بمتاع الدنيا حتى يظنوا أنهم متعوا به بخير لهم عند الله، فيتمادوا في طغيانهم، ثم يأخذهم بغتة وهم لا يشعرون.
ذكرت السورة ما ينتظر المؤمنين من جنات ونعيم ، حتي يعلمون أن ما يحصل عليه الكافرين في الحياة الدنيا لا يساوي ذرة مما سوف ينتظرهم من نعيم الآخرة. وصف الله عز وجل في هذه الآية ما يحد في يوم القيامة ، وما يمر به الناس من أهوال يوم القيامة حتي يخافون ويرجعون عما يفعلونه من سيئات وليرجع الكافرين عن كفرهم. أما في نهاية السورة فقد ختمها الله عز وجل بحث النبي علي الصبر والتحمل عند الدعوة إلى الله.
الرئيسية إسلاميات أية اليوم 11:08 ص الخميس 30 أغسطس 2018 معاني القرآن: تفسير آيات من سورة القلم كتب ـ محمد قادوس: يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف ـ (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية: {ن ۚ* وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ * فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ}.. [القلم: 1 - 6]. (ن): أحد الحروف المقطعة، وهي آخر سورة في ترتيب المصحف، افتتحت بواحد من هذه الحروف. وردت هذه الأحرف المقطعة تارة مفردة بحرف واحد، وتارة مركبة من حرفين أو ثلاثة، أو أكثر. وللعلماء كلام كثير حول هذه الأحرف، والعلم عند الله. (والقلم): الواو للقسم، والمراد بالقلم: جنسه، فهو يشمل كل قلم يكتب به. اخر اية من سورة القلم اسلام. (وما يسطرون): ما: موصولة أو مصدرية. ويسطرون مضارع سَطَر-من باب نصر-، يقال: سطر الكتاب سطرًا، إذا كتبه. والسطر: الصف من الشجر وغيره، وأصله من السطر بمعنى القطع، لأن صفوف الكتابة تبدو وكأنها قطع متراصة.