وأولى الناس بالبرّ –كما هو مقتضى الحديث- الوالدان، لما لهما من نعمة الإيلاد والتربية، ولذلك قرن الله حقّه بحقّهما، وشكره بشكرهما، قال الله تعالى: { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} (الإسراء:23)، وقال تعالى: { أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير} (لقمان:14)، كما جعل رضاه سبحانه وتعالى من رضاهما، وسخطه من سخطهما، قال النبي –صلى الله عليه وسلم- ( رضا الرب في رضا الوالدين، و سخطه في سخطهما) رواه الطبراني. وبرّ الوالدين أجلّ الطاعات، وأنفس الأعمال الصالحات، به تُجاب الدعوة، وتتنزّل الرحمة، وتُدفع البليّة، ويزيد العمر، وتحلّ البركة، وينشرح الصدر، وتطيب الحياة، ويُرافق صاحبه التوفيق أينما حلّ. وتكون الصحبة بالطاعة والتوقير، والإكبار والإجلال، وحسن الحديث بجميل الكلام ولطيف العبارة، وخفض الجناح ذلاً ورحمة ، قال الله تعالى: { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} (الإسراء:24)، فإذا تقدّما في السن فوهن العظم وخارت القوى كان البرّ أوجب، والإحسان آكد، قولاً وعملاً، قال تعالى:{ إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهمآ أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما} (الإسراء:23)، فجاء الأمر بالقول الكريم، والنهي عن التأفّف والتضجّر، والدعوة إلى المعاملة الرحيمة كمعاملة الخادم لسيّده.
المنافق هو من يُظهر خلاف ما يُبطن، أو يُظهر الإسلام ويُخفي الكفر، وهو من الصفات السيئة، ويُوضح النبي محمد صلى الله عليه وسلم علامات تدل على التشبه بصفات وأخلاق المنافقين. هذه العلامات هي إذا حدث كذب، معناها أنه معروف بين الناس بأن حديثه كله كذب، وإذا وعد أخلف، وهذا يعني أنه يُخلف بمواعيده، وإذا اؤتمن خان، وهذا يعني أنه معروف بين الآخرين بخيانته للأمانة وعدم حفاظه عليها. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال" قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:" لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن عهد له". حديث: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّار عَلَى وُجُوهِهِمْ أَو عَلَى مَنَاخِرهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهمْ – شبكة أهل السنة والجماعة. الإيمان هو تصديق القلب بكل ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الأيمان بالله، بالملائكة، بالكتب، بالرسل، باليوم الآخر وبالقدر خيره وشره. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من لا يتصف بالأمانة لا يُعتبر مؤمنًا، أو أن إيمانه ناقص، وهذا لآن الأمانة من علامات الإيمان. بالإضافة إلى ذلك يذكر الرسول الله عليه عليه وسلم أهمية الالتزام بالوعود والعهود، وهذا لأن من لا يلتزم بها لا دين له. أحاديث شريفة عن بر الوالدين وتفسيرها فيما يلي مجموعة من الأحاديث النبوية القصيرة والسهلة على الأطفال، والمتعلقة ببر الوالدين: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:" جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟"، قال:" أمك"، قال:" ثم من؟"، قال:" ثمَّ أمك"، قال:" ثم من؟"، قال:" ثم أمك"، قال:" ثم من؟"، قال:" ثم أبوك".
وأوضح الورداني قالاً: المقصود بحسن الصحبة: حسن المعاشرة، والملاطفة، والإحسان والبر، هذا الحديث يتكلم عن مقدار الحب ومقدار الاعتراف بالجميل وامتنان الإبناء للوالدين "الأب والأم" على حد سواء لانهما أصحاب فضل وجميل فى وجودك فى هذه الحياة، ولا يعنى الحديث أنك تطيع أمك ثلاث مرات على أبك. أحاديث شريفة للأطفال وتفسيرها | فنجان. وتابع أمين الفتوى: جاء فى الأثر موقف بين رجل يسال الإمام مالك وكأن هذا الموقف يفسر الحديث الذى نحن بصدده، فقد ورد عن الإمام مالك - رضى الله عنه - أنا رجُلً جاء إليه يسأله قال: إن أبى فى السودان "ويقصد السودان فى هذه الفترة ليست البلد ولكنها قارة أفريقيا" ويطلب منى أن أتيه وأمى تمنعنى فماذا أفعل؟، فقال له الإمام مالك: أطع أباك ولا تعصى أمك. والمعنى أنه يجب على الأبناء طاعة الوالدين ومحاولة ارضائهم لنيل برهم. وقال الله تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}.. [الإسراء - 23: 24].
وهنا أقبل يحثّ الخطى نحو الحبيب –صلى الله عليه وسلم- ليسأله عمّا يدور في ذهنه من تساؤلات، فوجده واقفاً بين كوكبة من أصحابه، فمضى إليه ثم وقف أمامه وقال: " يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟". حديث الرسول امك ثم امك. خرجت الكلمات من فم الصحابي الكريم وهو يمعن النظر في وجه النبي –صلى الله عليه وسلم- ينتظر جوابه، وكلّ ظنّه أن الإجابة ستكون بياناً لصفاتٍ معيّنة إذا اجتمعت في امريء كانت دليلاً على خيريّته وأحقّيته بالصحبة، أوربّما كان فيها تحديداً لأسماء أفرادٍ ممن اشتهروا بدماثة الخلق ورجاحة العقل. لكن الجواب الذي جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يكن على النحو المتوقّع، فلقد قال عليه الصلاة والسلام: (أمّك) ، نعم! هي أحقّ الناس بالصحبة والمودّة، ويستزيد الصحابي النبي عليه الصلاة والسلام ليسأله عن صاحب المرتبة الثانية، فيعود له الجواب كالمرّة الأولى: (أمّك) ، وبعد الثالثة يشير –عليه الصلاة والسلام- إلى الأب، ثم الأقرب فالأقرب.