وأثبتت لها المفاتح على سبيل التخييلية. والقرينة [ ص: 271] هي إضافة المفاتح إلى الغيب ، فقوله وعنده مفاتح الغيب بمنزلة أن يقول: عنده علم الغيب الذي لا يعلمه غيره. التلاوة الأشهر علي الإطلاق وعنده مفاتح الغيب كاملة للشيخ محمود الشحات أنور HD - YouTube. ومفاتح الغيب جمع مضاف يعم كل المغيبات ، لأن علمها كلها خاص به تعالى ، وأما الأمور التي لها أمارات مثل أمارات الأنواء وعلامات الأمراض عند الطبيب فتلك ليست من الغيب بل من أمور الشهادة الغامضة. وغموضها متفاوت والناس في التوصل إليها متفاوتون ومعرفتهم بها من قبيل الظن لا من قبيل اليقين فلا تسمى علما ، وقيل: المفاتح جمع مفتح بفتح الميم وهو البيت أو المخزن الذي من شأنه أن يغلق على ما فيه ثم يفتح عند الحاجة إلى ما فيه ، ونقل هذا عن السدي ، فيكون استعارة مصرحة والمشبه هو العلم بالغيب شبه في إحاطته وحجبه المغيبات ببيت الخزن تشبيه معقول بمحسوس. وجملة لا يعلمها إلا هو مبينة لمعنى عنده ، فهي بيان للجملة التي قبلها ومفيدة تأكيدا للجملة الأولى أيضا لرفع احتمال أن يكون تقديم الظرف لمجرد الاهتمام فأعيد ما فيه طريق متعين كونه للقصر. وضمير يعلمها عائد إلى مفاتح الغيب على حذف مضاف من دلالة الاقتضاء. تقديره: لا يعلم مكانها إلا هو ، لأن العلم لا يتعلق بذوات المفاتح ، وهو ترشيح لاستعارة مفاتح الغيب للعلم بالمغيبات ، ونفي علم غيره لها كناية عن نفي العلم بما تغلق عليه المفاتح من علم المغيبات.
وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، تفسير الآية القرآنية ورد في كتب التفسير وهو كتاب مختص في معرفة معاني القرآن الكريم وتفسيرها والتعرف على أسباب نزول الآيات القرآنية وتوضيحها لما لذلك من أهمية كبيرة جدا في فهم آيات القرآن الكريم فهما صحيحا واضحا، ومن خلال ما يلي نوضح تفسير وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو. لقد اختلف العلماء وأهل الفقه في تحديد مفاتح الغيب، فلقد قال رسول الله: " مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله ، لا يعلم ما تغيض الأرحام أحد إلا الله تعالى ولا يعلم ما في الغد إلا الله عز وجل ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله ، ولا تدري نفس بأي أرض تموت ، ولا يعلم متى تقوم الساعة أحد إلا الله ". ولقد جاءت آراء أخرى في توضيح معنى مفاتح الغيب. حيث قال الضحاك ومقاتل: مفاتح الغيب خزائن الأرض ، وعلم نزول العذاب. وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. وقال عطاء: ما غاب عنكم من الثواب والعقاب. وقيل: انقضاء الآجال ، وقيل: أحوال العباد من السعادة والشقاوة وخواتيم أعمالهم ، وقيل: هي ما لم يكن بعد ، أنه يكون أم لا يكون ، وما يكون كيف يكون ، وما لا يكون أن لو كان كيف يكون؟ وقال ابن مسعود: " أوتي نبيكم علم كل شيء إلا علم مفاتيح الغيب "
وهذه من الأمور الغيبية التي أخبر عنها صلى الله عليه وسلم ووقعت، ومن العلامات الكبرى حديث المسيح الدجال، وأنه سوف يخرج في آخر الزمان، وحديث الدابة وأنها ستخرج في أخر الزمان. " انتهى. من كتاب" العقيدة"، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، نسخة الشاملة. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الأنعام - قوله تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر - الجزء رقم7. وانظر جواب السؤال رقم: ( 213625)، ورقم: ( 101968). فيتبين لك أن ما فعله صديقك من الغيب النسبي ، وليس من الغيب المطلق ؛ فلا إشكال في معرفته به وبأمثاله من الأمور التي لها أسباب مادية محسوسة، وملموسة. هذا، مع أنه لا يخفى على عاقل أن ما لا يحصى من هذه الأمور، قد تخلف عن قول القائل لها، وعلم العالم بها؛ فكم ممن حكم بوصول قطار في موعده، أو طائرة في وقتها، فتخلف ذلك كله، أو حكم بأمر جنين، على ما علم بالآلات، فلم يتم له أمره، وقد توقف أنت الساعة قبل أن تدق، فلا يحصل، وتنفد البطارية، فلا يدق... والاستشكال بمثل ذلك: لا يخفى وهاؤه، وسقوطه، ولا يشكل جوابه، وما هو إلا أن يشغل الشيطان قلبا فارغا، بأمر لا حقيقة له، ولا وزن له، لولا التكلف، وشغل الشياطين لبني آدم. ثانيًا: مرتبة الكتابة من مراتب الإيمان بالقضاء والقدر أمَّا الكتابة ، فلا علاقة لها بما ذكر البتة، وإننا لنعجب من السؤال عنها بهذا المثال.
وذكر البرّ والبحر لقصد الإحاطة بجميع ما حوته هذه الكرة ، لأنّ البرّ هو سطح الأرض الذي يمشي فيه الحيوان غير سابح ، والبحر هو الماء الكثير الذي يغمر جزءاً من الأرض سواء كان الماء ملحاً أم عذباً. والعرب تسمِّي النهر بحراً كالفرات ودجلة. والموصول للعموم فيشمل الذوات والمعاني كلّها. وجملة: { وما تسقط من ورقة} عطف على جملة: { ويعلم ما في البرّ والبحر} لقصد زيادة التعميم في الجزئيات الدقيقة. فإحاطة العلم بالخفايا مع كونها من أضعف الجزئيات مؤذن بإحاطة العلم بما هو أعظم أولى به. وهذه من معجزات القرآن فإنّ الله علِمَ ما يعتقده الفلاسفة وعلم أنْ سيقول بقولهم من لا رسوخ له في الدين من أتباع الإسلام فلم يترك للتأويل في حقيقة علمه مجالاً ، إذ قال: { وما تسقط من ورقة إلاّ يعلمها ولا حبَّة في ظُلمات الأرض} كما سنبيّن الاختيار في وجه إعرابه. والمراد بالورقة ورقة من الشّجر. وحرف ( مِنْ) زائد لتأكيد النفي ليفيد العموم نصّاً. وجملة { يعلمها} في موضع الحال من { ورقة} الواقعة في حيِّز النفي المستغنية بالعموم عن الصفة. إعراب قوله تعالى: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر الآية 59 سورة الأنعام. وذلك لأنّ الاستثناء مفرّغ من أحوال ، وهذه الحال حال لازمة بعد النفي حصل بها مع الفعل المنفي الفائدة الاستثناء من عموم الأحوال ، أي ما تسقط من ورقة في حالة إلاّ حالة يعلمها.
أقسام الغيب: 1. الغيب المطلق: وهو الذي ليس للإنسان سبيل إلى العلم به عبر وسائل إدراكه أو حواسه، وهو نوعان. النوع الأول: ما أعلم الله تعالى الناس به، أو ببعضه، عن طريق الوحي إلى الرسل الذين يبلغونه إلى الناس. ومن أمثله ذلك: الشياطين والجن وما جاء من أخبارهم نحو قوله تعالى: أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدً [الجن: 1، 2]. النوع الثاني: ما أستأثر الله تعالى بعلمه، فلم يطَّلع عليه أحد من خلقه، لا نبي مرسل ولا ملك مقرب، وذلك هو المقصود بقوله تعالى: وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ [الأنعام: 59] ومن أمثلته العلم بوقت قيام الساعة، والموت من حيث زمانه ومكانه وسببه، وبعض ما سمى الله تعالى به نفسه، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ [لقمان: 34]. وعنده مفاتح الغيب محمود الشحات انور. وقال صلى الله عليه وسلم في بعض دعائه:( اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك).
١ - [باب] قوله: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [الأنعام: ٥٩] ٤٦٢٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَفَاتِحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ: إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِير». [انظر: ١٠٣٩ - فتح: ٨/ ٢٩١] ذكر فيه حديث سَالِمِ، عَنْ أَبِيهِ أَنه - عليه السلام - قَالَ: "مَفَاتِيحُ الغَيْبِ خَمْسٌ.. " الحديث سلفَ في آخر الاستسقاء من حديث عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعا، ويأتي في سورة الرعد ولقمان والاعتصام (١). ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" ، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله ابن عبد الله، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحوه (٢). والمفاتح: جمع مَفْتَح وهو المفتاح، وقيل: جمع مِفْتح، وهو القرن، أي: عنده الوصلة إلى علم الغيب، وكل ما لا يعلم إذا استعلم يقال فيه: افتح عليَّ، وعبارة السدي: خزائن الغيب (٣) ، ومقاتل: غيب العذاب متى ينزل بكم (٤).