ونظر سليمان بن عبد الله في المرآة فقال: أنا الملك الشاب; فقالت له جارية له: أنت نعم المتاع لو كنت تبقى غير أن لا بقاء للإنسان ليس فيما بدا لنا منك عيب كان في الناس غير أنك فاني وقيل: معنى لعب ولهو باطل وغرور ، كما قال: وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور فالمقصد بالآية تكذيب الكفار في قولهم: إن هي إلا حياتنا الدنيا واللعب معروف ، والتلعابة الكثير اللعب ، والملعب مكان اللعب; يقال: لعب يلعب. وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا . [ الأنعام: 32]. واللهو أيضا معروف ، وكل ما شغلك فقد ألهاك ، ولهوت من اللهو ، وقيل: أصله الصرف عن الشيء; من قولهم: لهيت عنه; قال المهدوي: وفيه بعد; لأن الذي معناه الصرف لامه ياء بدليل قولهم: لهيان ، ولام الأول واو. الثانية: ليس من اللهو واللعب ما كان من أمور الآخرة ، فإن حقيقة اللعب ما لا ينتفع به واللهو ما يلتهى به ، وما كان مرادا للآخرة خارج عنهما; وذم رجل الدنيا عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال علي: الدنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار نجاة لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزود منها. وقال محمود الوراق: لا تتبع الدنيا وأيامها ذما وإن دارت بك الدائرة من شرف الدنيا ومن فضلها أن بها تستدرك الآخرة وروى أبو عمر بن عبد البر عن أبي سعيد الخدري ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان فيها من ذكر الله أو أدى إلى ذكر الله والعالم والمتعلم شريكان في الأجر وسائر الناس همج لا خير فيه وأخرجه الترمذي عن أبي هريرة وقال: حديث حسن غريب.
تفسير: (وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون) ♦ الآية: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الأنعام (32). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وما الحياة الدنيا إلاَّ لعبٌ ولهو ﴾ لأنَّها تفنى وتنقضي كاللَّهو واللَّعب تكون لذَّةً فانيةً عن قريبٍ ﴿ وللدار الآخرة ﴾ الجنَّة ﴿ خير للذين يتقون ﴾ الشِّرك ﴿ أفلا تعقلون ﴾ أنَّها كذلك فلا تَفْتُروا في العمل لها.
والاستفهام في قوله- تعالى- أَفَلا تَعْقِلُونَ للحث على التدبر والتفكر والموازنة بين اللذات العاجلة الفانية التي تكون في الدنيا، وبين النعيم الدائم الباقي الذي يكون في الآخرة. ثم أخذ القرآن الكريم في مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم وفي تسليته عما أصابه من قومه فقال: قوله تعالى: وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلونفيه مسألتان:الأولى: قوله تعالى: وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو أي: لقصر مدتها كما قال:ألا إنما الدنيا كأحلام نائم وما خير عيش لا يكون بدائم تأمل إذا ما نلت بالأمس لذةفأفنيتها هل أنت إلا كحالموقال آخر:فاعمل على مهل فإنك ميت واكدح لنفسك أيها الإنسانفكان ما قد كان لم يك إذ مضى وكان ما هو كائن قد كاناوقيل: المعنى: متاع الحياة الدنيا لعب ولهو; أي الذي يشتهوه في الدنيا لا عاقبة له ، فهو بمنزلة اللعب واللهو. ونظر سليمان بن عبد الله في المرآة فقال: أنا الملك الشاب; فقالت له جارية له:أنت نعم المتاع لو كنت تبقى غير أن لا بقاء للإنسانليس فيما بدا لنا منك عيب كان في الناس غير أنك فانيوقيل: معنى لعب ولهو باطل وغرور ، كما قال: وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور فالمقصد بالآية تكذيب الكفار في قولهم: إن هي إلا حياتنا الدنيا واللعب معروف ، والتلعابة الكثير اللعب ، والملعب مكان اللعب; يقال: لعب يلعب.
﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [ الأنعام: 32] سورة: الأنعام - Al-An'ām - الجزء: ( 7) - الصفحة: ( 131) ﴿ And the life of this world is nothing but play and amusement. But far better is the house in the Hereafter for those who are Al-Muttaqun (the pious - see V. 2:2). Will you not then understand? ﴾ وما الحياة الدنيا في غالب أحوالها إلا غرور وباطل، والعمل الصالح للدار الآخرة خير للذين يخشون الله، فيتقون عذابه بطاعته واجتناب معاصيه. أفلا تعقلون -أيها المشركون المغترون بزينة الحياة الدنيا- فتقدِّموا ما يبقى على ما يفنى؟ الآية مشكولة تفسير الآية استماع mp3 الرسم العثماني تفسير الصفحة فهرس القرآن | سور القرآن الكريم: سورة الأنعام Al-An'ām الآية رقم 32, مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها, مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب. السورة: رقم الأية: وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار: الآية رقم 32 من سورة الأنعام الآية 32 من سورة الأنعام مكتوبة بالرسم العثماني ﴿ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۖ وَلَلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ﴾ [ الأنعام: 32] ﴿ وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ﴾ [ الأنعام: 32] تفسير الآية 32 - سورة الأنعام ثم عقد- سبحانه- مقابلة بين الحياة الدنيا والآخرة.
ففي ذلك لمن عقل مدَّكر ومزدجر عن الركون إليها، واستعباد النفس لها = ودليلٌ واضح على أن لها مدبِّرًا ومصرفًا يلزم الخلقَ إخلاصُ العبادة له، بغير إشراك شيءٍ سواه معه. ------------------------ الهوامش: (16) انظر تفسير "الحياة الدنيا" فيما سلف 1: 245. (17) سياق الجملة: "ما باغي لذات الحياة... ونعيمها وسرورها" ، بالعطف ثم قوله: "فيها" ، سياقه: "ما باغي لذات الحياة... فيها". وقوله بعد: "والمتلذذ بها" مرفوع معطوف على قوله: "ما باغي لذات الحياة". (18) في المطبوعة: "فتمر عليه وتكر" غير ما في المخطوطة ، وهو ما أثبته ، وهو الصواب "تمر" من "المرارة" ، أي: تصير مرة بعد حلاوتها ، وكدرة بعد صفائها. (19) في المطبوعة ، حذف قوله "وشيكا" ، كأنه لم يحسن قراءتها. "وشيكا": سريعًا. (20) "اخترم الرجل" (بالبناء للمجهول) و "اخترمته المنية من بين أصحابه" ، أخذته من بينهم وخلا منه مكانه ، كأن مكانه صار خرمًا في صفوفهم.
واللهو أيضا معروف ، وكل ما شغلك فقد ألهاك ، ولهوت من اللهو ، وقيل: أصله الصرف عن الشيء; من قولهم: لهيت عنه; قال المهدوي: وفيه بعد; لأن الذي معناه الصرف لامه ياء بدليل قولهم: لهيان ، ولام الأول واو. الثانية: ليس من اللهو واللعب ما كان من أمور الآخرة ، فإن حقيقة اللعب ما لا ينتفع به واللهو ما يلتهى به ، وما كان مرادا للآخرة خارج عنهما; وذم رجل الدنيا عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال علي: الدنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار نجاة لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزود منها. وقال محمود الوراق:لا تتبع الدنيا وأيامها ذما وإن دارت بك الدائرةمن شرف الدنيا ومن فضلها أن بها تستدرك الآخرةوروى أبو عمر بن عبد البر عن أبي سعيد الخدري ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان فيها من ذكر الله أو أدى إلى ذكر الله والعالم والمتعلم شريكان في الأجر وسائر الناس همج لا خير فيه وأخرجه الترمذي عن أبي هريرة وقال: حديث حسن غريب. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من هوان الدنيا على الله ألا يعصى إلا فيها ولا ينال ما عنده إلا بتركها. وروى الترمذي عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء.
اقرأ أيضا: تفسير سورة النبأ تفسير سورة النازعات شرح سورة عبس تفسير سورة التكوير تفسير سورة الانفطار سورة المطففين تفسير سورة الانشقاق تفسير سورة البروج مسابقة القرآن الكريم الماء في القرآن والسنة
تفسير سورة النبأ للأطفال **تفسير جزء عم ** - YouTube
(إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا) أي: إن جهنم تنتظر وتترقب نزلاءها الكفار، كما يترصد الإنسان، ويترقب عدوه؛ ليأخذه على حين غرة، وهي مترقبة ومتطلعة لمن يمر عليها من الكفار الفجار؛ لتلتقطهم إليها. (لِلطَّاغِينَ مَآبًا) أي: هي مرجع ومأوى ومنزل للطغاة المجرمین. (لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا) أي: ماكثين في النار دهورا متابعة، لا نهاية لها، وهي لا تنقطع، كلما مضى حقب جاء حقب؛ لأن أحقاب الآخرة لا نهاية لها. (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا) أي: لا يذوقون في جهنم برودة تخفف عنهم حر النار، ولا شرابا يسكن عطشهم فيها. تفسير سوره النبا للاطفال مكرر. (إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا) أي: لا يجدون ما يشربونه إلا ماء حارا بالغا الغاية في الحرارة، وغساقا أي: صديد يسيل من جلود أهل النار. (جَزَاءً وِفَاقًا) أي: عاقبهم الله بذلك جزاء موافقا لأعمالهم السيئة. فإنهم أنكروا البعث وكفروا بالله وحاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان هذا جزاء عادلا من الله جل وعلا لهؤلاء المشرکین. (إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا) أي لم يكونوا يتوقعون الحساب والجزاء، ولا يؤمنون بلقاء الله، فجازاهم الله بذلك الجزاء العادل. (وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا) أي: وكانوا يكذبون بآيات الله الدالة على البعث وبالآيات القرآنية تكذيبا شديدا.
(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا) أي: وكل ما فعلوه من جرائم وآثام ضبطناه في كتاب؛ ليجازيهم عليه. (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا) أی: فذوقوا يا معشر الكفار فلن نزيدكم على استغاثتكم إلا عذابا فوق عذابكم. قال المفسرون: ليس في القرآن على أهل النار آية هي أشد من هذه الآية، كلما استغاثوا بنوع من العذاب أغيثوا بأشد منه. ولما ذكر الله تعالى أحوال الأشقياء أهل النار ذكر بعدها أحوال السعداء الأبرار أهل الجنة، فقال تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا) أي: إن للمؤمنين الأبرار الذين أطاعوا ربهم في الدنيا، موضع ظفر وفوز بجنات النعيم، وخلاص من عذاب الجحيم. (حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا) أي: بساتين ناضرة فيها من جميع الأشجار والأزهار، وفيها كروم الأعناب الطيبة المتنوعة، من كل ما تشتهيه النفوس. (وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا) أي: ونساء عذاري، وهن في سنة واحدة. تفسير سورة النبأ - للمتقين مفاز عظيم (2) - الطحان قديم. (وَكَأْسًا دِهَاقًا) أي: وكأسا من الخمر ممتلئة صافية. (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا) أي: لا يسمعون في الجنة كلاما فارغا لا فائدة فيه، ولا كذبا من القول؛ لأن الجنة دار السلام، وكل ما فيها سالم من الباطل والنقص. (جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا) أي: جازاهم الله بذلك الثواب العظيم، تفضلا منه، وإحسانا كافيا على حسب أعمالهم.