و قال ابن سيرين: "لئن يموت الرجل جاهلا خير له من أن يقول ما لا يعلم" [إعلام الموقعين لابن القيم - ١٢٨/٢]. و الخلاصة أن القول على الله تعالى بلا علم هو أكبر الكبائر، لذلك يجب على المسلم ألا يتبع ما ليس له به علم، قال تعالى: { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ} أي لا تتبع ما ليس لك به علم { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء-36]. ومن قال إن الله تعالى يقبل غير الإسلام دينا فقد قال على الله بلا علم و هذا ما سنوافيكم به إن شاء الله في مقال قادم.
قال الفراء: أكثر القراء يجعلونها من قفوت... وبعضهم قال: ولا تقف. والعرب تقول: قفت أثره، وقفوته؛ ومثله: يعتام ويعتمي، وعاث وعثى، من الفساد، وهو كثير، منه شاك السلاح، وشاكي السلاح. وسمعت بعض قضاعة يقول: اجتحى ماله، واللغة الفاشية: اجتاح ماله. وقد قال الشاعر: " ولو أني رأيتك "... إلخ البيت. هذا وقد نقلنا في الشاهد الذي قبل هذا عبارة الفراء، كما جاءت في اللسان، وفيها اختلال عن عبارته هنا في معاني القرآن، ولعله من اختلاف النسخ. ولا تقفُ ما ليس لك به علم - الكومبس. وأورد الفراء بعد بيت الشاهد بيتا آخر من وزنه وقافيته، وهو لذي الخرق الطهوي كما في (اللسان: بغم): حَسِبْتُ بُغامَ رَاحِلَتِي عَنَاقَا... وَما هِيَ وَيْبَ غَيرِك بالعَناقِ وقد سبق الاستشهاد به في أكثر من موضع من هذا التفسير. ]] يعني عائق، ونظائر هذا كثيرة في كلام العرب. وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: لا تقل للناس وفيهم ما لا علم لك به، فترميهم بالباطل، وتشهد عليهم بغير الحقّ، فذلك هو القفو. وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال فيه بالصواب، لأن ذلك هو الغالب من استعمال العرب القفو فيه.
والغريب أن أولئك العوام "المحتسبين" لم يكفوا عن هيجانهم بعد مغادرة البخاري نيسابور، بل تعقبوا تلاميذه، وعلى رأسهم الإمام مسلم، صاحب الصحيح، وأهانوهم وبدّعوهم! وللطبري قصة مشابهة مع عوام المحتسبين الذين اتهموه بأنه رافضي ملحد، (لاحظ الخلطة الغريبة: رفض وإلحاد)، لمجرد أنه اعتبر الإمام أحمد محدثا وليس فقيها! ولا تقف ما ليس لك به قع. فلقد فرضوا عليه الإقامة الجبرية في بيته؛ وعندما توفي وجيئ بجنازته للمقبرة، رفضوا أن يدفن في مقابر المسلمين (... )؛ ولم يتمكن ذووه من دفنه إلا تحت جنح الظلام! الإمام النسائي، صاحب السنن، لم ينج هو الآخر من محنة العوام الذين تخلوا عن عقولهم لمن يفكر نيابة عنهم، ويصنف الناس لهم؛ فذاك ضال، وذلك مبتدع، والآخر كافر، وهكذا. إذ لما اعتذر رحمه الله عن تصنيف كتاب في فضائل معاوية، لا كرها له، بل لأنه، وهو المحدث الكبير، لم تصح عنده تلك الآثار التي جاءت في فضائل معاوية؛ وهذا شيء متداول ومعروف عند المحدثين؛ فما يصح عند محدث، قد لا يصح عند آخر، وهكذا؛ أقول لما اعتذر عن تأليف الكتاب، هاجموه وضربوه في المسجد، بل وأخذوا يطعنون في أعضائه التناسلية، كما يقول المؤرخ العماد بن كثير، فخرج من عندهم قاصدا مكة وهو مريض، ولم يكد يصلها حتى توفاه الله!
[١٩] تقفُ: فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. [١٩] ما: اسم موصول بمعنى الذي مبني في محل نصب مفعول به. [١٩] ليس: فعل ماضٍ ناقص. [١٩] لك: اللام حرف جر، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بخبر ليس المُقدّم المحذوف، والتقدير: ليس علمٌ كائنًا لك. [١٩] به: الباء حرف جر، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلّقان بحال محذوفة من اسم ليس المؤخّر "علم". [١٩] علمٌ: اسم ليس مؤخّر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. [١٩] إنّ: حرف مشبّه بالفعل. [١٩] السمعَ: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. [١٩] والبصرَ: الواو حرف عطف، والبصر معطوف على "السمع" فهو منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. [١٩] والفؤاد: الواو حرف عطف، والبصر معطوف على "السمع" كذلك فهو منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. [١٩] كلُّ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. و لا تقفُ ما ليس لك به علم - الشيخ سالم الطويل. أولئك: اسم إشارة مبني في محل جر بالإضافة، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب. [٢٠] كان: فعل ماضٍ ناقص، واسمه محذوف. [١٩] عنه: عن حرف جر ، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بخبر كان "مسؤولًا".
وبقي البحارة في السجن إلى أن سربت صحيفة "هامبور مورجينوست" الألمانية خبراً يؤيد صحة تلك الواقعة اعتماداً على رسالة غير رسمية استلمتها من السفير الألماني في موسكو الدكتور أيرنست شتودنيتز. فقد كشفت السلطات الروسية قيام فرقة من سلاح الجو في جزر سخالين بسرقة مجموعة من الأبقارمن احدى المزارع النائية ومحاولة تهريبها باحدى طائرات النقل العسكري. وبسبب سوء الأحوال الجوية وهياج القطيع واجهت الطائرة خطر السقوط الأمر الذي دفع الجنود إلى رمي البقرات الواحدة تلو الاخرى فسقطت احداهن على قارب الصيد الياباني فأغرقته!! لماذا دس جبريل الطين في فم فرعون - موقع محتويات. إذاً.. السماء قد لا تمطر ذهباً ولا فضة؛ ولكنها في مناسبات كثيرة أمطرت سمكاً وضفادع وأبقاراً حقيقية.. (وانتبه لرأسك)!.
بهذه الآيات نصل إلى نهاية هذا المقال الذي سلّطنا فيه الضوء على نوع الوحي الذي أوحاه الله تعالى لأم موسى عليه السلام الألهام وتحدثنا فيه عن أنواع الوحي في الإسلام وعن نبي الله موسى والآيات التي ذُكر فيها نبي الله موسى في القرآن الكريم.
الخنزير: ورد ذكره خمس مرات ومنها في سورة البقرة في قوله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[١٢]. الذئب: ذُكر ثلاثة مرات منها في سورة يوسف: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ}[١٣]. الذباب: ذكرت مرتين في القرآن الكريم منها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}[١٤].
اختصَّ اللهُ تعالى أياماً بعينِها شرَّفها على باقي الأيام، فسمَّاها قرآنُه العظيم "أيامَ الله". وقد وردت عبارة "أيام الله" في القرآنِ العظيم مرتين فقط لا غير: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور) (5 إبراهيم)، (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ) (من 14 الجاثية). فما هي "أيامُ اللهِ" هذه؟ يُعينُ على الإجابةِ على هذا السؤال أن نستذكرَ الأمرَ الإلهي الذي وردَ ذكرُه في الآية الكريمة 5 من سورة إبراهيم أعلاه. فاللهُ تعالى أمرَ سيدَنا موسى بأن يُذكِّرَ قومَه بـ "أيام الله"، وهي الأيامُ التي تجلَّى فيها تدخُّلُ اللهِ المباشر في حياةِ القوم آياتٍ بيِّناتٍ فصَّلها لنا قرآنُ اللهِ العظيم في سياق حديثِه عن آياتِ سيدِنا موسى التسع، والتي منها: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (130 الأعراف) (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ) (133 الأعراف)، (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ.
ب- يستعمل كلمة (دم) في موارد التحريم مع الحيوانات المحرمة؛ دلالة على ارتباط الكلمة بالتحريم. ج- استعمل صورة وتعريف المحرَّم من الدم، وهو (الدم المسفوح)، وهذا الدم يشمل الحيوانات غير المحرمة مثل الأنعام، والمقصود به الدم الذي يخرج من الحيوان في أثناء ذبحه حتى ينفد؛ لذلك أسماه (المسفوح). ٢- كلمة (دماء) أولًا: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ… ﴾ [البقرة: 30]. ثانيًا: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَٰقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَآءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَٰرِكُمْ… ﴾ [البقرة: 84]. ثالثًا: ﴿لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ… ﴾ [الحج: 37]. ذُكِرَت الكلمة على هذه الصورة ثلاث مرات، وهي التي ذكرناها في أعلاه. أ- لا يستعمل القرآنُ مع الإنسان ألا كلمة (دماء). ب- الملازمة بين (دماء الإنسان) واصطلاح (السَّفْك، تسفكون)، ولم يستعمل (السَّفْح، المسفوح) الذي يستعمله مع دم الحيوان، ومِنْ هنا أخذنا دلالة الاستعمال: (وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) المذكورة في سورة البقرة (آية: 30) على أنها تشير لدماء الإنسان.
ما هي معجزات سيدنا موسى عليه السلام؟ كان لسيدنا موسى عليه السلام تسع معجزات تم ذكرهم جميعًا في القرآن الكريم وهم: انشقاق وفلق البحر حيث قال الله تعالى: "فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ". معجزة العصا التي تحولت إلى ثعبان مبين، حيث قال الله تعالى: "فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ". معجزة الحجر حيث ذكر في كتاب الله تعالى: "وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ". ومعجزة نقص الثمرات: "وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ". معجزة الجراد والقمل: "فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ". معجزة الطوفان حيث قال الله عز وجل: "فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ".