قال الحسن: أمره أن يقدم الفضل ويمسك ما يغنيه ، قال منصور بن زاذان في قوله: " ولا تنس نصيبك من الدنيا " ، قال: قوتك وقوت أهلك. ( وأحسن كما أحسن الله إليك) [ أي: أحسن بطاعة الله] كما أحسن الله إليك بنعمته. وقيل: أحسن إلى الناس كما أحسن الله إليك ( ولا تبغ الفساد في الأرض) من عصى الله فقد طلب الفساد في الأرض ( إن الله لا يحب المفسدين)
تفسير البغوي: مضمون الآية 77 من سورة القصص ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة) اطلب فيما أعطاك الله من الأموال والنعمة والجنة وهو أن تقوم بشكر الله فيما أنعم عليك وتنفقه في رضا الله تعالى ( ولا تنس نصيبك من الدنيا) قال مجاهد ، وابن زيد: لا تترك أن تعمل في الدنيا للآخرة حتى تنجو من العذاب ، لأن حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا أن يعمل للآخرة. وقال السدي: بالصدقة وصلة الرحم. وقال علي: لا تنس صحتك وقوتك وشبابك وغناك أن تطلب بها الآخرة. أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن شاذان ، أخبرنا أبو يزيد حاتم بن محبوب الشامي ، أخبرنا حسين المروزي ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا جعفر بن برقان ، عن زياد بن الجراح ، عن عمرو بن ميمون الأودي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل: وهو يعظه: " اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك " الحديث مرسل. قال الحسن: أمره أن يقدم الفضل ويمسك ما يغنيه ، قال منصور بن زاذان في قوله: " ولا تنس نصيبك من الدنيا " ، قال: قوتك وقوت أهلك. ( وأحسن كما أحسن الله إليك) [ أي: أحسن بطاعة الله] كما أحسن الله إليك بنعمته.
﴿ رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ﴿٩﴾ ﴾ [المزمل آية:٩] لا إله إلا هو ( فاتخذه وكيلا)" لا تقتصر في توكلك على قضية أو هم واحد. اتخذ ربك وكيلا دائما وفوض إليه كل حياتك. المصدر: #عبدالله بلقاسم ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿٧٧﴾ ﴾ [القصص آية:٧٧] "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا" توجيه رباني لتخطيط الحاضر والاستعداد للمستقبل.. ومثلها "وأعدوا لهم ما استطعتم" المصدر: ابو حمزة الكناني ( وأحسن كما أحسن الله إليك... ) ابذل للأخرين وادعُ لهم بالخفاء ، يأتيك الخير وتنال من ربك العطاء!! المصدر: عايض المطيري { وأحسن كما أحسن الله إليك} هذه قاعدة شكر النعم المادية والمعنوية. المصدر: محمد الربيعة ﴿رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا﴾ ؛ الله معك أينما كنت، من توكّل عليه كفاه ومن توجّه إليه أتاه ومن تعلّق به هداه. المصدر: فرائد قرآنية [ وأحسن كما أحسن الله إليك] إن أردت ان تدوم نعم الله عليك.. فالأمر بسيط.. أنعم على غيرك كما أنعم الله عليك!
(3) البخاري (4776). (4) ومن أكثر من رأيتهم يردون على هؤلاء: ابن الجوزي في عدد من كتبه، وابن تيمية، وابن القيم، وغيرهم رحمة الله على الجميع. (5) أشار إليه الشيخ الشعراوي في تفسيره. (6) التحرير والتنوير (20 / 108). (7) التحرير والتنوير (20 / 109) بتصرف واختصار.
[ ص: 257] القول في تأويل قوله تعالى: ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ( 88) لقد جئتم شيئا إدا ( 89) تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ( 90)) يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء الكافرون بالله ( اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا) يقول تعالى ذكره للقائلين ذلك من خلقه: لقد جئتم أيها الناس شيئا عظيما من القول منكرا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني علي ، قال: ثنا عبد الله ، قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله ( شيئا إدا) يقول: قولا عظيما. حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله ( لقد جئتم شيئا إدا) يقول: لقد جئتم شيئا عظيما وهو المنكر من القول. حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله ( شيئا إدا) قال: عظيما. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله. حدثنا الحسن بن يحيى ، قال: أخبرنا عبد الرزاق ، قال: أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله ( شيئا إدا) قال: عظيما.
[مريم: 90] تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا الجلالين الطبري ابن كثير القرطبي البيضاوي البغوي فتح القدير السيوطي En1 En2 90 - (تكاد) بالتاء والياء (السماوات يتفطرن) بالنون وفي قراءة بالتاء وتشديد الطاء بالانشقاق (منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا) أي تنطبق عليهم من أجل وقوله "تكاد السماوات يتفطرن منه" يقول تعالى ذكره: تكاد السماوات يتشققن قطعاً من قيلهم "اتخذ الرحمن ولدا"، ومنه قيل: فطر نابه: إذا انشق. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني علي ، قال: ثنا عبد الله ، قال: ثني معاوية، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله "تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا* أن دعوا للرحمن ولدا" قال: إن الشرك فزعت منه السماوات والأرض والجبال ، وجميع الخلائق إلا الثقلين ، وكادت أن تزول منه لعظمة الله ، وكما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك ، كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين. "وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله ، فمن قالها عند موته وجبت له الجنة، قالوا يا رسول الله ، فمن قالها في صحته؟ قال: تلك أوجب وأوجب.
تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا تكادُ السَّماواتُ أنْ تَنشَقَّ عندَ سَماعِ هذا القَولِ المُنكَرِ مِنْ فجَرَةِ بني آدَم، وأنْ تتَصَدَّعَ الأرض، وأنْ تَسقُطَ الجِبالُ وتَنهَدَّ، غضَبًا للهِ عَزَّ وجَلَّ، وهَيبَةً وخَوفًا منه { تكاد السماوات} تقرب من أن { يتفطرن} يتشققن { منه} من هذا القول { وتخر} وتسقط { الجبال هدا} سقوطا تكاد السموات يتشقَّقْنَ مِن فظاعة ذلكم القول, وتتصدع الأرض, وتسقط الجبال سقوطًا شديدًا غضبًا لله لِنِسْبَتِهم له الولد. تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
وفسرها الأخفش هنا. وفي قوله تعالى: أكاد أخفيها بالإرادة وأنشد شاهدا على ذلك قول الشاعر: كادت وكدت وتلك خير إرادة لو عاد من زمن الصبابة ما مضى ولا حجة له فيه ، والمعنى إن هول تلك الكلمة الشنعاء وعظمها بحيث لو تصور بصورة محسوسة لم تتحملها هذه الأجرام العظام وتفرقت أجزاؤها من شدتها أو أن حق تلك الكلمة لو فهمتها تلك الجمادات العظام أن تتفطر وتنشق وتخر من فظاعتها ، وقيل: المعنى كادت القيامة أن تقوم فإن هذه الأشياء تكون حقيقة يوم القيامة ، وقيل: الكلام كناية عن غضب الله تعالى على قائل تلك الكلمة وأنه لولا حلمه سبحانه وتعالى لوقع ذلك وهلك القائل وغيره أي كدت أفعل ذلك غضبا لولا حلمي. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: إن الشرك فزعت منه السماوات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلا الثقلين، وكدن أن يزلن منه تعظيما لله تعالى وفيه إثبات فهم لتلك الأجرام والأجسام لائق بهن. وقد تقدم ما يتعلق بذلك. وفي الدر المنثور في الكلام على هذه الآية ، أخرج أحمد في الزهد وابن المبارك وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأبو الشيخ في العظمة وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان من طريق عون عن ابن مسعود قال: إن الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان هل مر بك اليوم أحد ذاكر لله تعالى فإذا قال: نعم استبشر قال عون: أفلا يسمعن الزور إذا قيل ولا يسمعن الخير هن للخير أسمع وقرأ (وقالوا) الآيات ا هـ وهو ظاهر في الفهم.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا) ذُكر لنا أن كعبا كان يقول: غضبت الملائكة، واستعرت جهنم، حين قالوا ما قالوا. وقوله: (وتنشق الأرض) يقول: وتكاد الأرض تنشقّ، فتنصدع من ذلك ( وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا) يقول: وتكاد الجبال يسقط بعضها على بعض سقوطا. والهدّ: السقوط، وهو مصدر هددت، فأنا أهدّ هدّا. * ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله ( وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا) يقول: هدما. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج ، عن ابن جُرَيج، قال: قال ابن عباس ( وتخر الجبال هدّا) قال: الهد: الانقضاض. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا) قال: غضبا لله. قال: ولقد دعا هؤلاء الذين جعلوا لله هذا الذي غضبت السماوات والأرض والجبال من قولهم، لقد استتابهم ودعاهم إلى التوبة، فقال: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ قالوا: هو وصاحبته وابنه، جعلوهما إلهين معه وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ.... إلى قوله: وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
وقال كعب الأحبار: غضبت الملائكة واستعرت جهنم حين قالوا ما قالوا. وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله إنه يشرك به ويجعل له ولدا, وهو يعافيهم ويدفع عنهم ويرزقهم" أخرجاه في الصحيحين. وفي لفظ "أنهم يجعلون له ولداً وهو يرزقهم ويعافيهم". وقوله: "وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً" أي لا يصلح له ولا يليق به لجلاله وعظمته, لأنه لا كفء له من خلقه, لأن جميع الخلائق عبيد له, ولهذا قال: "إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً * لقد أحصاهم وعدهم عداً" أي قد علم عددهم منذ خلقهم إلى يوم القيامة, ذكرهم وأنثاهم, صغيرهم وكبيرهم, "وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً" أي لا ناصر له ولا مجير إلا الله وحده لا شريك له, فيحكم في خلقه بما يشاء وهو العادل الذي لا يظلم مثقال ذرة, ولا يظلم أحداً.