[ ص: 77] ذكر بعض الأخبار التي رويت بالنهي عن القول في تأويل القرآن بالرأي 73 - حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي ، قال: حدثنا شريك ، عن عبد الأعلى ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس: أن النبي [ ص: 78] صلى الله عليه وسلم قال: من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار. 74 - حدثنا محمد بن بشار ، قال: حدثنا يحيى بن سعيد ، قال: حدثنا سفيان ، قال: حدثنا عبد الأعلى - هو ابن عامر الثعلبي - ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: من قال في القرآن برأيه - أو بما لا يعلم - فليتبوأ مقعده من النار. الدرر السنية. 75 - وحدثنا أبو كريب ، قال: حدثنا محمد بن بشر ، وقبيصة ، عن سفيان ، عن عبد الأعلى ، قال: حدثنا سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار. 76 - حدثنا محمد بن حميد ، قال: حدثنا الحكم بن بشير ، قال: حدثنا عمرو بن قيس الملائي ، عن عبد الأعلى ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار. 77 - حدثنا ابن حميد ، قال: حدثنا جرير ، عن ليث ، عن بكر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال: من تكلم في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار.
وقد اختلف أهل العلم في قيام الرجال للرجل عند رؤيته: فجوزه بعضهم كالنووي وغيره، ومنعه آخرون، قال النووي في الأذكار: وأما إكرام الداخل بالقيام، فالذي نختاره أنه مستحب لمن كان فيه فضيلة ظاهرة، ويكون هذا القيام للبر والإكرام والاحترام، لا للرياء والإعظام. ونقل العيني في شرح البخاري عن أبي الوليد ابن رشد أن القيام على أربعة أوجه: الأول: محظور، وهو أن يقع لمن يريد أن يقام إليه تكبراً وتعاظماً على القائمين إليه. الثاني: مكروه، وهو أن يقع لمن لا يتكبر، ولكن يخشى أن يدخله بسبب ذلك ما يحذر، ولما فيه من التشبه بالجبابرة، والثالث: جائز، وهو أن يقع على سبيل البر لمن لا يريد ذلك، ويأمن معه التشبه بالجبابرة. الرابع: مندوب، وهو أن يقوم لمن قدم من سفر فرحاً بقدومه ليسلم عليه، أو إلى من تجددت له نعمة فيهنئه بحصولها، أو مصيبة فيعزيه بسببها. وقال الغزالي: القيام على سبيل الإعظام مكروه، وعلى سبيل البر والإكرام لا يكره. من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. وقال الحافظ في الفتح: هذا تفصيل حسن، ونحن نميل إلى القول بهذا التفصيل الذي ذكره الغزالي، واستحسنه الحافظ ابن حجر. والله أعلم.
وقال: " لما أدخلهم الله النار مع المشركين قال لهم المشركون: تزعمون أنكم أولياء الله في الدنيا ، فما بالكم معنا في النار ؟ فإذا سمع الله ذلك منهم ، أذن في الشفاعة لهم فتشفع الملائكة والنبيون ، ويشفع المؤمنون ، حتى يخرجوا بإذن الله ، فإذا رأى المشركون ذلك ، قالوا: يا ليتنا كنا مثلهم ، فتدركنا الشفاعة ، فنخرج معهم ". قال: " فذلك قول الله: ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) فيسمون في الجنة الجهنميين من أجل سواد في وجوههم ، فيقولون: يا رب ، أذهب عنا هذا الاسم ، فيأمرهم فيغتسلون في نهر الجنة ، فيذهب ذلك الاسم عنهم " ، فأقر به أبو أسامة ، وقال: نعم.
78 - وحدثني أبو السائب سلم بن جنادة السوائي ، قال: حدثنا حفص بن غياث ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر ، قال: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: أي أرض تقلني ، وأي سماء تظلني ، إذا قلت في القرآن ما لا أعلم! 79 - حدثنا محمد بن المثنى ، قال: حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن سليمان ، عن عبد الله بن مرة ، عن أبي معمر ، قال: قال أبو بكر الصديق: أي أرض تقلني ، وأي سماء تظلني ، إذا قلت في القرآن برأيي - أو: بما لا أعلم. قال أبو جعفر: وهذه الأخبار شاهدة لنا على صحة ما قلنا: من أن ما كان من تأويل آي القرآن الذي لا يدرك علمه إلا بنص بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو بنصبه الدلالة عليه - فغير جائز لأحد القيل فيه برأيه. بل القائل في ذلك برأيه - وإن أصاب الحق فيه - فمخطئ فيما كان من فعله ، بقيله فيه برأيه ، لأن إصابته ليست إصابة موقن أنه محق ، وإنما هو إصابة خارص وظان. والقائل [ ص: 79] في دين الله بالظن ، قائل على الله ما لم يعلم. وقد حرم الله جل ثناؤه ذلك في كتابه على عباده ، فقال: ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) [ سورة الأعراف: 33. ]
وأما فيما يخص بما يقال بعد الأذان فقد ثبت بالسنة أيضاً، فعن جابر بن عبدالله الأنصاري، عن النبي ﷺ أنه قال: "من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة" [صحيح البخاري]، وأضاف البيهقي في آخر الدعاء: (إنك لا تخلف الميعاد) بسند حسن. مواضع رفع اليدين في التكبيرات إن رفع اليدين في الصلاة من السنن التي يؤتى بها اقتداءً بالرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وتركها لا يبطل الصلاة سواء كانت في صلاة الفرض أو في النوافل، وتكون على النحو التالي: صلاة الفرض والنافلة اتفق العلماء استناداً إلى الأحاديث الواردة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى أنّ مواطن رفع اليدين في صلاة الفرض والنافلة أربعة: عند تكبيرة الإحرام: وله أن يرفع يديه أثناء التكبير أو قبله أو بعده. عند الركوع والقيام منه: عند الانتقال من القيام إلى الركوع يسن للمسلم رفع يديه، وإذا رفع من الركوع فإنّه يرفع يديه مكبرًا. عند القيام من التشهد الأول: فيقوم رافعًا يديه إلى حذو منكبيه مكبرًا. صلاة الجنازة ذهب الفقهاء إلى قولين: الأول بوجوب رفع اليدين في التكبيرة الأولى، ولا ترفع في باقي التكبيرات، أما القول الثاني ذهب إلى وجوب الرفع في التكبيرة الأولى، ويُسن الرفع في باقي التكبيرات، ويُعمل بالقولين.
تاريخ النشر: الإثنين 22 شعبان 1423 هـ - 28-10-2002 م التقييم: رقم الفتوى: 24329 28989 0 308 السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا صليت صلاة الجنازة وفي الأخير وبعد الانتهاء من الأدعية للميت نسيت التكبير الرابع وسلمت وعلما بأنني كنت الإمام فما الحكم بالنسبة لي ولمن كان مقتديا بي. أفتونا مأجورين شكر الله سعيكم وأجزل لكم المثوبة. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فيجب في صلاة الجنازة أربع تكبيرات، ولا يجوز أن ينقص منهن شيء، ومن نقص تكبيرة متعمداً بطلت صلاته، ومن نسيها فإن ذكرها قبل أن تدفن الجنازة أتم بقية التكبيرات عليها، فإن طال الفصل استأنف الصلاة من أولها. فإن ذكر بعد أن دفنت، ولم يكن صلى على الميت غير تلك الصلاة، فإنه يصلي على قبره، لأن الصلاة عليه لم تكتمل فهو بمنزلة من لم يصل عليه، ولا يشرع في ذلك كله سجود للسهو. قال ابن قدامة في المغني: فإن نقص فيها تكبيرة عامداً بطلت كما لو ترك ركعة عمداً، وإن تركها سهواً احتمل أن يعيدها، كما فعل أنس، ويحتمل أن يكبرها ما لم يطل الفصل كما لو نسي ركعة، ولا يشرع لها سجود سهو في الموضعين. انتهى والمأمومون في ذلك حكمهم حكم الإمام.
تاريخ النشر: الثلاثاء 8 شعبان 1420 هـ - 16-11-1999 م التقييم: رقم الفتوى: 735 12792 0 285 السؤال إذا فاتت المصلي صلاة جنازة بعض التكبيرات, فماذا يفعل؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا فاتت المصلي صلاة الجنازة بعض التكبيرات فإنه يتدارك ما فاته من التكبيرات مع أذكارها إن أبقيت الجنازة، ولم ترفع فإن رفعت أتى بالتكبيرات فقط وسلم. والله تعالى أعلم.