والإجابـة الصحيحـة لهذا السـؤال التـالي الذي أخذ كل اهتمامكم هو: (وردّ الله الذين كفروا بغيضهم) الفعل ( ردّ) فعل مضعف ثلاثي مضعف رباعي سالم مهموز اجابـة السـؤال الصحيحـة هي كالتـالي: مضعف ثلاثي
والقول في إظهار اسم الجلالة في قوله { وكفى الله المؤمنين القتال} كالقول في { وردّ اللَّه الذين كفروا بغيظهم. وجملة { وكان الله قوياً عزيزاً} تذييل لجملة { وردّ الله الذين كفروا} إلى آخرها. والقوة: القدرة ، وقد تقدمت في قوله { لو أنّ لي بكم قوة} في سورة [ هود: 80]. والعزة: العظمة والمنعة ، وتقدمت في قوله تعالى: { أخذته العزّة بالإثم} في سورة [ البقرة: 206]. وردَّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً | رابطة خطباء الشام. وذكر فعل { كان} للدلالة على أن العزة والقوة وصفان ثابتان لله تعالى ، ومن تعلُّقات قوتِه وعزته أن صرف ذلك الجيش العظيم خائبين مفتضحين وألقى بينه وبين أحلافه من قريظة الشك ، وأرسل عليهم الريح والقرّ ، وهدَى نُعيماً بن مسعود الغطفاني إلى الإسلام دون أن يشعر قومه فاستطاع النصح للمسلمين بالكَيد للمشركين. ذلك كله معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم
وهكذا رواه البخاري في صحيحه ، من حديث الثوري وإسرائيل ، عن أبي إسحاق ، به. وقوله تعالى: ( وكان الله قويا عزيزا) أي: بحوله وقوته ، ردهم خائبين ، لم ينالوا خيرا ، وأعز الله الإسلام وأهله وصدق وعده ، ونصر رسوله وعبده ، فله الحمد والمنة.
فكانت هذه الجموع بلاء شديدا للمؤمنين، هزّت قلوبهم، ومحّصت نفوسهم، واختبرت إيمانهم، فكان من جراء ذلك أن ظهر النفاق، وتكلم الذين في قلوبهم مرض، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً ﴾ [الأحزاب: 12]، وحاولت بعض القبائل الاستئذان من النبي -صلى الله عليه وسلم- بالرجوع إلى المدينة لبيوتهم، وبزعمهم أنها عورة، وما هي بعورة، إن يريدون إلا فراراً.
عندما دخل الروس أرض سوريا ظن كثير من الناس أن الشام قد ذهبت، فهذه روسيا مبتكرة السلاح المتطور، وصاحبة سياسة الأرض المحروقة، فمن يقف في وجهها؟! ولكن أما علموا أن الله أشد منهم قوة؟! قال الله عن عاد: ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ، فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ) فوالله إن دعوات الأمهات الثكالى، والشيوخ الذين فقدوا أولادهم، والمرضى الذين فقدوا أطرافهم، وجميع من تشرد وذاق الويلات من العذاب، دعوات هؤلاء جميعاً لن تضيع عند الله. فدعوة المظلوم ( تحمل على الغمام يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين). وها هم الروس أصحاب القوة والهيمنة والسلاح بعد ستة أشهر يخرجون أذلة لم ينالوا خيراً. تفسير: ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا - شبكة الوثقى. قصفوا المدن الصامدة بالطائرات والمدافع، والدبابات والصواريخ، وحوَّلوها إلى خراب وحطام وألسنة من اللهب، وشرّدوا أهلها في هذا البرد القارس، وقتلوا النساء والأطفال والشيوخ بقصفهم الوحشي.
فكما سمعتم خبراً عاجلاً عن انسحاب روسيا وفرحتم به أشد الفرح، فستسمعون خبراً عاجلاً بسقوط نظام الظلم والإجرام، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله، فثقوا بالله الواحد الأحد. إن الله إذا وعد لا يخلف وعده، ولكنه يصل بالامتحان إلى آخر رمق، ويصل بالاختبار إلى ذروته، ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ). فخزائن النصر بيده ينزلها حسب ما يشاء، في الوقت الذي يشاء، على الوجه الذي يشاء. ورد الله الذين كفروا بغيظهم الفعل رد فعل. خرج موسى عليه السلام وقومُه، وتبعه فرعون وجنده، وهنا يبلغ الامتحان درجة خطيرة، فأتباع موسى رأوا أن الجبار الذي استباح دماءهم، واستحيا نساءهم، وتجبر في الأرض على أنقاضهم، يوشك أن يضع يده عليهم، وأن تعود الأمور سيرتها الأولى في الذل النازل بهم، والهوان الواقع عليهم، كما هو حال كثير من الناس اليوم، يظنون أن حكم الظالم سيرجع فإن من ورائه دول كبرى تسانده! قال الله: ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ، فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ، وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ، وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).
فكانت هذه الجموع بلاء شديدا للمؤمنين، هزّت قلوبهم، ومحّصت نفوسهم، واختبرت إيمانهم، فكان من جراء ذلك أن ظهر النفاق، وتكلم الذين في قلوبهم مرض، قال تعالى: ( وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً) [الأحزاب: 12]، وحاولت بعض القبائل الاستئذان من النبي -صلى الله عليه وسلم- بالرجوع إلى المدينة لبيوتهم، وبزعمهم أنها عورة، وما هي بعورة، إن يريدون إلا فراراً.
والذين قالوا ذلك القول قالوا: كان الأولى أن يتوكل على الله ولا يقول اذكرني عند ربك. فلما نسي أن يتوكل على ربه جوزي بلبثه في السجن بضع سنين. الضمير الحي | رابطة خطباء الشام. فيقال: ليس في قوله: { اذكرني عند ربك} ما يناقض التوكل; بل قد قال يوسف: { إن الحكم إلا لله} كما أن قول أبيه: { لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة} لم يناقض توكله; بل قال: [ ص: 114] { وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون}. و " أيضا " فيوسف قد شهد الله له أنه من عباده المخلصين والمخلص لا يكون مخلصا مع توكله على غير الله; فإن ذلك شرك ويوسف لم يكن مشركا لا في عبادته ولا توكله بل قد توكل على ربه في فعل نفسه بقوله: { وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين} فكيف لا يتوكل عليه في أفعال عباده. وقوله: { اذكرني عند ربك} مثل قوله لربه: { اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} فلما سأل الولاية للمصلحة الدينية لم يكن هذا مناقضا للتوكل ولا هو من سؤال الإمارة المنهي عنه فكيف يكون قوله للفتى: { اذكرني عند ربك} مناقضا للتوكل وليس فيه إلا مجرد إخبار الملك به; ليعلم حاله ليتبين الحق ويوسف كان من أثبت الناس. ولهذا بعد أن طلب { وقال الملك ائتوني به} قال { ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم} فيوسف يذكر ربه في هذه الحال كما ذكره في تلك.
الرئيسة عن الشيخ الفتاوى الدروس المحاضرات الخطب المقالات البرامج نور على الدرب فتاوى على الهواء الحج المبرور مجالس الحج فتاوى رمضان من أحكام القرآن الكريم دروس من السنة تعليقات على الرسائل الإجابات المختصرة فتح المجيد مؤلفات الشيخ فوائد للنشر تصاميم مرئيات طلب فتوى اتصل بنا السؤال في قول يوسف عليه السلام (إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ) هل ربي بمعنى الملك أو المصود الله سبحانه وتعالى ؟ ©20207 جميع الحقوق محفوظة مؤسسة الدعوة الخيرية تطوير وتنفيذ شركة عطاء
لا شك أن الكلمة تغير معنى العبارات، وتبدل المقاصد، فهل نفهم مفردات القرآن، وكبار أهل اللغة يختلفون في الكلمة الواحدة؟، فمثلًا: ما معنى: (هيت لك)، الكلمة الواردة في سورة يوسف؟، هل طلبت زليخا من يُوسُف الزنا؟، الآيات لا تصرح، فإذا كانت طلبت كيف يقبل الزواج منها لاحقًا؟ هناك من يقول أن زليخا رأت في يوسف كمال الشخصية ونور النبوة، والحكمة والمواقف النبيلة فأحبته ووقعت في عشقه من غير إرادة، كما وقع قبلها أبوه يعقوب في حبه، لا لكونه ابن الزوجة الجديدة وفلذة الحليلة الأثيرة والأجمل، بل لكونه الابن المحبوب لما يمتلك من صفات وكمالات وبركة على كل من كان بقربه.