حياك الله السائل الكريم، تعددت الآراء في عدد درجات الجنة، فمنهم من قال أنها مئة درجةٍ، وقال آخرون بأنها بعدد آيات القرآن الكريم، وقال البعض بأن للجنة درجات كثيرة لا يعلمها إلا الله -عز وجل- ، وكلَّما قام العبد بفعل الطاعات، كلَّما ارتقى وارتفع في الدرجات. ويتفاوت كلّ شخصٍ عن الآخر في درجته حسب عمله، فكما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللَّهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنهُ عَشرُ خطيئاتٍ، ورُفِعَت لَهُ عشرُ درجات). "أخرجه الألباني وهو صحيح" وكلما صلى العبد على رسول الله، كلما زاده الله بكلّ صلاةٍ عشر درجات، وكلما زاد فعله للطاعات كلما اكتسب فيهم درجات، ويمكن الجمع بين هذه الآراء، بأن الحديث الذي ذكر أن للجنة مئة درجة، إنما يدل على التكثير والزيادة، أو أن هذه الدرجات المئة خاصة بالمجاهدين. وقد ثبت عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ في الجَنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ، أعَدَّها اللَّهُ لِلْمُجاهِدِينَ في سَبيلِهِ، كُلُّ دَرَجَتَيْنِ ما بيْنَهُما كما بيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، فإذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فإنَّه أوْسَطُ الجَنَّةِ، وأَعْلَى الجَنَّةِ، وفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، ومِنْهُ تَفَجَّرُ أنْهارُ الجَنَّةِ).
وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ أَنَّ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَرْفُوعِ ، الَّذِي أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد وَصَححهُ التِّرْمِذِيّ وابن حِبَّانَ: ( وَيُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْقَ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْد آخر آيَة تقرؤها). وَعَدَدُ آيِ الْقُرْآنِ أَكْثَرُ مِنْ سِتَّةِ آلَافٍ وَمِائَتَيْنِ ، وَالْخُلْفُ فِيمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْكُسُورِ "انتهى. والحاصل مما سبق: أن الأظهر في عدد درجات الجنة: إما أنها لا تنحصر في عدد معين ، أو أنها على عدد آيات القرآن ، وأن حديث " في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين " ، ليس نصا في حصر درجات الجنة عامة ، في مائة فقط ، وإنما المذكور فيه: درجات المجاهدين. والله أعلم.
رواه البخاري ( 2637) ومسلم ( 2831). ومعنى " أوسط الجنة " أي: أفضلها وأعدلها ، ومثله قوله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطاً. وقد جاءت السنَّة ببيان بعض الأعمال وبيان درجات أهلها ، ومنها: 1. الإيمان بالله والتصديق بالمرسلين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر أي النجم في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم ، قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ؟ قال: بلى ، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ". رواه البخاري ( 3083) ومسلم ( 2831). 2. الجهاد في سبيل الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ". رواه البخاري ( 2637). 3. وقد يحصِّلها الصادق في سؤاله للشهادة بصدق عن سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه ". رواه البخاري ( 1909). 4. الإنفاق في سبيل الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون... ) رواه البخاري ( 807) ومسلم ( 595).
في السنة العاشرة من الهجرة النبوية، قدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني عامر وفيهم: عامر بن الطُّفَيْل (زعيم مؤامرة قتل سبعين من الصحابة في بئر معونة غدْراً) وَأَرْبَد بْن قَيْس، وكانا من رؤساء القوم ولا يريدان الإسلام، ولكنهما ذهبا بسبب طلب قومهما منهما أن يذهبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال بنو عامر ل عامر بن الطفيل: "يا عامر ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَسْلَمُوا فَأسْلِمْ". فوافق عامر بن الطُّفَيْل وأَرْبَد بْن قَيْس على الذهاب إلى المدينة المنورة، ولأنهما ـ عامر بن الطُّفَيْل وَأَرْبَدُ بْنُ قَيْس ـ لا يريدان الإسلام فقد اتفقا فيما بينهما على الغدْر بالنبي صلى الله عليه وسلم وقتله. وقد حفظ الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم من مؤامرتهما وأهْلكهما، فمات أحدهما بالطاعون، وصُعِق الآخر بصاعقة من السماء.
المصدر: ويكيبيديا الموسوعة الحرة برخصة المشاع الإبداعي
ومما يُستجادُ له قصيدته التي ذكر فيها عور عينه، ومنها: فبئس الفتى إن كنتُ أعورَ عاقراً جباناً فما عذري لدى كل مَحضر وهو هنا يشير إلى عَور عينه، وإلى أمر آخر وهو عُقْمه، فلم يُنجب أولاداً. ومن أجمل فخره ابياتة التي يقول فيها: وما الأرض إلا قيس عيلان أهلها لهم سـاحتاها سهلها وحزومها وقد نال آفاق السمــاوات مجدنا لنـا الصّحو من آفاقها وغيومها وقد شرح ديوانه من القدماء أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، وطُبع هذا الشرح عدة طبعات الأولى بتحقيق كرم البستاني عام 1979، والثانية بتحقيق محمد نبيل طريفي عام1994، والثالثة بتحقيق هدى جنهويتشي عام 1997. مصادر ووصلات خارجية [ عدل] البداية والنهاية. تحميل كتاب ديوان عامر بن الطفيل PDF - مكتبة نور. الوفد. الموسوعة العربية.