وحين امتنع عن طلاقها، استعانت عليه بشرع الله «قصدت المجلس الشيعي لطلب الطلاق. اعتقدت أن قاضي الشرع سيضمن لي حقوقي الزوجية. شكوت تهديده لي ببيت الطاعة وأنه سيحرمني طفلي. قال لي القاضي لا يوجد في الدين شيء اسمه يأخذ ابني. هذا طفلك». لكن اطمئنان سهى لم يدم طويلاً «اتفقنا على الطلاق بحضور زوجي، وطلب مني القاضي التوقيع على ورقة تضمن حضانتي قائلاً إنه على أي حال سيسجن بقضايا مرفوعة بحقه، وستكون الحضانة من حقك». نفّذت طلب قاضي الشرع «لم أشكّك بكلامه لاعتقادي أني في مكان سيحميني وابني وسيحافظ على حقوقي. لكني اكتشفت لاحقاً أنني وقّعت على تنازل عن حقوقي كزوجة وأم، ولا يحق لي رؤية طفلي ولو ليومين نهاية الأسبوع إلّا بعد موافقة زوجي». رغم أنها كانت في العشرين من عمرها إلّا أن سهى لم تقرأ الورقة التي وقّعت عليها «كنت على قناعة أن شيخ الشرع لن يسلب حقي وسيحكم بالعدل، أعلمته أني كنت مسجونة في غرفة بلا هاتف وممنوعة من التواصل مع أهلي. اعتقدتهم يخافون الله». مرّت الأيام، واجهت سهى صعوبات أثناء الولادة ما استوجب بقاء الطفل في المستشفى لأيام. "عرضوا عليّ عقود متعة".. خطفوا صغيرها بـ"حكم شرعي": "أرضعته ثم غادر به" | LebanonFiles. كانت تزوره خلالها لإرضاعه، وفي اليوم الثالث سبقها والده إليه وأخرجه من المشفى «اتّصلت لأسأله عن الطفل فقال لي نحن في طريقنا إليك ولكن سآخذه لمدة ساعة لكي يراه والدي وشقيقتي.
بعد طول انتظار قابلته قبل عامين لمدة 45 دقيقة بعدما رضخ والده لنصائح من حوله، ومهّدوا للولد عن أمه»تهيبت الموقف وصرت أتخيّل تلك اللحظة. حين لمحته انتابتني نوبة بكاء هستيرية. تحوّل الحلم إلى واقع. شعره طويل وله غمازة في خده مثلي تماماً ومن شدة بكائي خاف وخرج من الغرفة ثم عاد. شعرت حين أمسكت بيده أن قلبه يدق بقوة في كف يدي». احتارت كيف تمضي دقائقها معه، تغمره أم تقدم دليلاً على أمومتها «عرضت عليه صور ثيابه قبل ولادته. قلت له هل تعرف من أنا؟ أجابني»انت ماما». فكانت أجمل كلمة أسمعها في حياتي». » اعتقدت سهى أن مشوارها انتهى لمجرّد تعرّفه إليها وأن طليقها وزوجته سيسمحان لها بمقابلته ثانية وبعثت برسالة إلى زوجته تستنجد بها لتراه من دون علم والده «قلت لها كيف يسمح قلبك بحرمان والدة من ابنها. تفعيل خدمة موجود - ووردز. أخذت مكاني في كل شيء حتى بالاسم فاسمحي لي بالدخول إلى حياته بسلاسة لأتعرّف إليه وأعلمه أني لم أتركه. أبلغت زوجها بالرسالة فكان جوابهما عبر مقربين أن أنسى أنّ لي ولداً أو سأقابله مجدّداً». ومنذ ذلك الحين لم تقابله لكن ايمانها برؤيته لم ينقطع «سأبقى حتى آخر يوم في عمري أسعى لأستعيد حقي في حضانته. وأتحدى من يقول إني امرأة بلا حيل أمام الدولة» في عيدها توجه الوالدة رسالة لولدها تعاهده «لم تفارقني يوماً وسأحصل على حق حضانتك وسأستمر حتى انقطاع النفس».
إستمع للخبر بمثل هذا اليوم، حيث تحتفل الأمهات كافة بعيدهنّ، تمضي سهى ساعاته الثقيلة على أمل أن تحظى بغمرة من علي عبد الهادي. صغيرها الذي حرمت منه بعد ولادته بأيام بتواطؤ المجتمع والشرع والقانون. أخفاه والده عنها. صار عمره سبع سنوات تستغيث لاسترجاع حق حضانته الذي حرمت منه بموجب حكم شرعي صدر عام 2015 كان عبارة عن ورقة تنازل مختومة من هيئة التبليغ في مكتب الشؤون الشرعية التابع للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. سنوات أمضتها سهى تبحث عن صغيرها، تستجمع صوره عبر المعارف والأصحاب، بلَغَها دخوله المدرسة فصارت تتعقّب أولاد المدارس. قالوا لها إن الشبه بينه وبينها كبير. حكّمت إحساسها وانطلقت في رحلتها. من ضحكة عينيه وغمازته الصغيرة عرفته وصرخت أنه هو. توسّلت العالم لتراه. لحظة دخل انتابتها نوبة بكاء وصار قلبها يخفق بسرعة. ومثلها كانت حاله «شعرتُ بخفقان قلبه على يدي التي أمسكت بيده الصغيرة». سألها لمَ تبكين؟ «اشتقت لرؤيتك» قالت. سألته هل تعرف من أنا أجابها «أنت ماما». »كانت تلك أجمل كلمة سمعتها في حياتي» تقول سهى وتستسلم للبكاء. أخذوا ابنها منها مجدّداً، سيعود يوماً «لأني أمّه» لكنّ رحلتها لتحقيق ذلك طويلة «لو كنت رجلاً لتعاطى معي المجتمع بشكل مغاير.
أرضعته ثم غادر به، ومنذ ذلك الحين لم أعد أراه. انقطعت أخباره عني ولم أعد أعرف محل إقامته». لم يكن تصرّف الطليق ينمّ عن تصرف شخص عادي. المتعارف عليه في لبنان أن المحمي وحده بإمكانه التفلّت من القانون والانقلاب على الشرع، وهذا ما لمسته سهى لاحقاً «قصدت المجلس الشيعي لمراجعة القاضي الذي أقنعني بالتوقيع على التنازل، فكان الجواب إما غير موجود أو ممنوع الدخول أو ينصحونني بالتوجه نحو هذا وذاك وكنت أفعل لأنني مضطرة لكني اكتشفت أن أيّاً من الأشخاص الذين قابلتهم لم يفدني، ويتوجب عليّ أن أقدّم شيئاً بالمقابل. عرضوا عليّ عقود متعة مقابل حلّ قضيتي» لم يكن من السهل أن تكشف سهى ما كشفته عن عقود المتعة وتقحم نفسها في موضوع تحاذر السيدات المطلقات إثارته خشية العواقب التي قد تتعرّض لها لكنّها تصرّ: «هذه حقيقة موجودة وحصلت مع أمهات غيري سابقاً لكنهنّ يخجلن من الحديث بالموضوع». تفرّعت مشكلة سهى، الأم المطالبة بحقها في حضانة طفلها، صارت عرضة للاستغلال وإلّا فقضيتها خاسرة حكماً «بشع أن تضطر الأم لخسارة نفسها جسدياً ومعنوياً مقابل أن تربح حضانة طفلها». بعد الولادة رفعت سهى دعاوى إثبات زواج ونسب وأمومة «وفي كل مرة كنت أخسر أمام معارف طليقي وعلاقته بالقضاة الشرعيين وواسطته وتغيّبه المستمرّ عن الجلسات» ولم يكن القانون أفضل حالاً من الشرع وأسرع «تقدمت بدعاوى أمام المحاكم القانونية لكن الأمور تسير ببطء شديد لدرجة أنه يعيش حياته بشكلها الطبيعي بينما صدرت بحقه جملة مذكرات توقيف غيابية».
فالتطور الذي أشار إليه الأستاذ الزيات يرتد على البلغاء العصريين، ولن يزال مرتداً عليهم فيما يلي من السنين، وكلما ازداد نصيب العامة من العلم والدراسة قلت اللغة العامية وقل البلغاء العصريون وازدادت البلاغة التي دافع عنها صديقنا صاحب الرسالة فأحسن الدفاع لقد كان دفاعا جميلا، فلم يضره الجمال ولم يصبه من ناحية الإفادة والإقناع. وقد دافع أناس عن بلاغتهم العصرية، فإذا هو دفاع غير جميل وغير مفيد، وإذا بهم يتكلمون باسم العصر وهم لا يفهمونه ولا يفهمون عصرا من العصور التي سبقته، لأن العصر الحاضر لم تعجله السرعة عن طلب الجمال، بل هو يسرع ويغلو في سرعة ليدرك الجميل ولو تيسر له المفيد عباس محمود العقاد
ونجح فيما أراد، فقد التفتت إليه الفتاة سريعاً وانفرج ثغرها الحلو عن بسمات فاتنة عريضة تنطق ضمن ما تنطق به بأنها فطنت لحيلة صادق، وأنها سعيدة إذ تراه يعنى بها وانتهبت البسمات قلب صادق انتهاباً!.. ووقفت الحسناء بأقرب نوافذها إلى جارها المفتون محتجبة بالستار عن عيون الجيران إلا عينيه الجائعتين... ومضت تكلمه في بساطة وألفة، وسألته في صوت خفيض، ويدها وعيناها وشفتاها وجيدها تعينها إلى الإبانة... سألته عن منشئه وعمله واستطردت فسألته لماذا لا تتزوج، فشدهته جرأتها غير المعهودة ولكنه ما لبث أن اعتذر عنها لدى نفسه بأنها تنزل من السذاجة المنزل الذي لا تدرك عنده ما قد يذهب إليه الناس من سوء الظن بها إذا سمعوها تسأل شاباً: لماذا لا يتزوج. وأجابها صادق عن كل أسئلتها في غير تحرج؛ وأحس عجبه لجرأتها يستحيل عاجلا إلى رضى عن صراحتها وارتياح لبساطتها. بالصور .. "لكزس" تكشف عن سيارة جديدة أكثر قوة من "تويوتا بي زد4 إكس". وامتد حبل الحديث ولم يبق للكلفة ظل بينهما وكأنه وإياها نشآ معاً طفلين في دد وأمان! وقال لها مدفوعاً بجنون العاطفة: أيكفيني هذا الحديث؟ ليتنا نجلس معاً! ليتنا نسير جنباً إلى جنب! تدبري لنا واحتالي! فأجابت في رعونة مرحة: الأمر هين... نذهب إلى سيدي بشر أو المكس، بل لنبعد إلى الدخيلة.
ونجحت التجربة وولدت صناعة جديدة، وافتتح مصنع كوداك فرعاً جديداً لتقطير الزيوت، فلما أعلنت الحرب وحرمت الولايات المتحدة من حيتان النرويج وزيتها غذت المصانع الشعب بالفيتامين المستخرج من أسماك المياه الأمريكية. من مخلفات المصانع: وتحول (هكمان) إلى فيتامين يجرب استحضاره، وكان هدفه الإنتاج الرخيص الهين. وكان من اليسير أن يستخرجه من زيوت الحنطة، ولكنها كانت غالية الثمن مما يتعذر معه إنتاج الفيتامين بأثمان ميسورة للفقراء ورقيقي الحال. وفكر في زيوت النباتات وأهمها حبوب الصويا والفول السوداني وبذرة القطن. والمعروف أنها تحتوي على واحد في الألف من فلما مرت في عمليات الحزم والضغط، وجد أن فيتامينها قل إلى النصف، فأين ذهب النصف الآخر؟ ووجه همه وهم أتباعه إلى مهملات المصانع التي تستغل هذه الزيوت، فوجد النصف الباقي قد تسرب إلى قاذوراته ومهملات من أوراق لف ونباتات حزم. وإلى كل مكان انتقلت إليه الحبوب أو زيوتها. ومن هذه المخلفات التي تعودت أن تلقيها المصانع (كزبالة) استخرج مادته الثمينة بتقطيرها بالأنبيق المفرغ، فهبط ثمن رطل الفيتامين من 360 جنيهاً إلى عشرة جنيهات. ووجد الناس وفرة من مادته كما تيسر للأطباء ومعامل التجارب ما يساعدهم على الاستمرار في أبحاثهم.
إن حياتك يا عزيزتي لن تشاب برغم خطبك في أبيك بشائبة من هموم الحياة أو كدر العيش. ذرى لي كل هذا فأنا قوي عليه! ). ولقد ودع صادق قبل مجيئه إلى الإسكندرية أهله وأحباءه في المنيا، غير أخته، هرب من توديعها، سافر وهي في المدرسة، لأنه يدرك أن الحزن الذي كان سيطالعه من كلماتها ونظراتها أهول من أن يطيقه. ولذلك اكتفى بأن أخذ معه صورة لها من صور الامتحان، لتكون له زاداً في غربته، وانطلق وهو يجاهد في سد أبواب التفكير المفتحة... وعندما مر القطار تجاه المقابر، ذكر (صادق) أباه الذي لولا فقده لصح له أن لا يميد من المخاوف على أخته الناشئة... وأرسل دعاء قلبه وصلاة نفسه إلى الفقيد الحبيب، وضرع إلى الله، وهو ذارف العين متدفق الوجد: يا رب! أنت بأختي الضعيفة اليتيمة أبر مني وأكرم!! وها هو في بيته الجديد الذي كأن الوحشة تجثم عليه، ليس بين كتبه شيء من كتب (عوارف) أخته، ولا سبيل له إلى مناقشة (عوارف) في دروسها، ولا إلى الاستمتاع بإنشائها الذي تمليه خطرات صباها الباكر الطاهر، ولا رسومها التي تخرج غالباً على حظ من الإحسان... والصباح يسفر، فلا يرى ولا يسمع (عوارف) وهي تهيئ نفسها للمدرسة: تسوي شعرها وتجمع كراسات يومها، وتنظم حقيبتها، وتصيخ لأبواق السيارات حتى إذا بلغها صوت سيارة المدرسة، جرت إليها في خفة العصفورة أو في لطف القطاة، متبلجاً بالبشر وجهها الحبي.